خيوط المشاعر

994 137 41
                                    


انبعثت رائحة عطرة من الغرفة بمجرد أن فتحنا الباب ،تسمرنا كلانا ونحن نشاهد الغرفة التي شبه غرف الاميرات تطل علينا ،كان اللون الوردي يصبغ كل شيء ،لون لا يجعلك تشك لوهلة بان الشخص الذي يعيش في هذه الغرفة فتاة ،كانت واسعة للغاية ،فراش كبير ومكتبة هائلة ،الكثير من الأعشاب في خزانة خاصة ،مكتب كبير وكتب في كل مكان ،فوضوي بشكل لطيف ،كان هذا الانطباع الاول عن الغرفة

"هل من أحد هنا"سالت ،كان الضوء يغمر المكان بالفعل 

"هاي"صاح ليو ،لم يكن هناك رد على الرغم من كل شيء ،تقدم ليو بخطوات متثاقلة ،كان الفراش الذي يشبه فراش الجميلة النائمة بمظلته الكبيرة المسدلة من كل الجهات يتحرك الان ،شخص ما على الفراش 

ببطء وهدوء شديدين توجهنا الى الفراش ،احكمنا قبضاتنا على عصينا ،كان قلبي يخفق بقوة ،لم اكن خائفة ولم أفهم هذا الشعور الذي اعتراني ،على عكسي كان ليو في غاية التحفز ،أعصابه مشدودة للغاية ،لم أعرف لماذا لكن بدا الامر وكأنه يتوقع صدمة من نوع ما 

"اعتذاراتي"قال ليو بهدوء وهو يزيح ستارة الفراش ،شهقت مرتعبة وقد أفلتت نبضتان من قلبي بينما تراجع ليو الى الخلف ،سقطنا أرضا ونحن ننظر الى الشخص الذي كان فوق الفراش ،الشخص الذي نهض بخجل واقترب منا ،الشخص الذي كان يبدو حائرا وخائفا بينما شعره الذهبي يملؤ المكان ،لم أصدق ما تراه عيني ،تراجعت بحركة غريزية وأنا امسك بثياب ليو بينما اقترب مني في الواقع بينما اقتربت مني 

"لا يمكن"قلت ،امتلأت عيناي بالدموع 

"مستحيل "ٌقال ليو ،اصبح جسده حائلا بينمما "لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا "كان بدوره غير قادر على استيعاب ما يحدث 

"مرحبا "قالت ،كان صوتها عذبا ،تملكتني رغبة عارمة في البكا ،لماذا ،أي نو من الأوهام هو هذا ،ماذا قلبي يؤلمني بهذا الشكل 

"من أنت "سأل ليو

"هذا يجب أن يكون سؤالي ،انتما من اقتحم منزلي "قالت وهي تجلس على الفراش 

"اجيبي على السؤال "قال ليو ،كانت نبرته حاده ،وللمرة الاولى غير واثقة

"انا كلوديا ،كلوديا قولدن"قالت

"مستحيل "غمغمنا بصوت واحد ،فأمامنا وعلى بعد سانتيمترات قليلة كانت تجلس ،أمي ،شابة وجميلة ،لديها تلك الابتسامة التي كانت في الصور ،تعبير مستفهم ،شعره ،ابتسامتها ،ضحكتها ،كانت هذه بلا شك أمي 

شهرت عصاي في وجهها برد فعل تلقائي ،كنت ارتجف "من أنت"سألت ،كان هذا مؤلما ،رؤيتها فب كل مرة وبعدها  تختفي مجددا ،لقد تعبت من هذا الالم ،تعبت 

"ميراي اهدئي "قال ليو ،اخفضت عصاي ببطء ودفنت وجهي في قميصه"اجعلها ترحل ارجوك ،انه مؤلم للغاية ،هذا الالم الكاذب ،معرفة بأن هذا كله سوف يختفي بعد ثوان ،لم اعد اتحمل "

Esp اكاديمية الوحوشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن