الفصل الثامن
كانت تشعر بالأرق ربما كونها في مكان جديد فلم تستطع النوم ، ارتدت ملابسها و فضلت الخروج للسير قليلاً على الشاطئ ، مرت على غرفة رحيم لتخبره و زوجته عن مكان وجودها ، طرقت الباب بهدوء منتظرة أن يجيبها ، فتحت سميحة الباب و كانت مازالت بملابسها التي تناولوا بها الغداء ، ابتسمت بهدوء متسائلة ” مساء الخير عزيزتي ما بك ذاهبة لمكان “
قالت يقين باسمة ” أجل سأسير على الشاطئ قليلاً و أردت ابلاغكم عن مكان وجودي “
أفسحت لها الطريق عندما سمعت رحيم يقول ” تعالي يقين “
دلفت للغرفة لتجد رحيم يجلس على أحد المقعدين في الغرفة و أمامه طاولة صغيرة عليها بعض الحلوى و الشاي ، ابتسمت له قائلة ” مساء الخير سيدي ، سأسير قليلاً على الشاطئ حتى أستطيع النوم فقد غفوت بعد الغداء لوقت طويل و لا أستطيع العودة للنوم “
قال رحيم باهتمام ” هل تناولت العشاء “
أجابت يقين باسمة ” أجل لقد تناولتـ... “ تلاشى حديثها عندما سمعت صوت الفراش و وقع نظرها على فخار الغافي في فراش والديه ، ارتبكت يقين و قالت مسرعة ” حسنا سيدي تصبح على خير ، سأذهب الأن “
قالت سميحة بهدوء بعد أن لاحظت نظراتها للغافي في غرفتهم ” حسنا يا ابنتي و لكن لا تتأخري في الخارج ، حتى لا تتعرضي لمضايقة أحدهم “
أومأت برأسها و استدارت خارجة من الغرفة ، نظرت سميحة لزوجها بنظرات متفهمة و قالت بحزن ” أظن أن هناك شيء ما يحدث بينهما و إلا ما ارتبكت عند رؤيته لدينا “
رد رحيم بضيق ” اتمنى أن لا سميحة فالأمر بالفعل سيكون معقد لو كان كذلك “
تململ فخار ثانياً قبل أن يعتدل في الفراش يتثاءب و تمتمة متعجبة تخرج من فمه بتساؤل ” أمي لم أنا هنا ألم أذهب لغرفتي “
ابتسمت سميحة بحنان ” مساء الخير عزيزي ، هل أنت جائع “
هز رأسه نافيا و أجاب ” لا ، لست جائع ، أنا سأذهب لغرفتي ، أسف أمي لإزعاجكم “
قال رحيم بهدوء و جدية ” تعال فخار أريد الحديث معك قليلاً “
نهض فخار بتوتر يعلم فيما يريد والده أن يحادثه ، جلس أمامه على المقعد الأخر سائلا ” ماذا أبي ، هل أنت غاضب مني “
تنهد رحيم بحزن و سأله ” لا فخار أنا لست غاضب منك ، بل أنا حزين عليك “
سالت دمعة من عين سميحة و اتجهت للفراش لتجلس عليه ، عندما سأل فخار بحيرة ” حزين علي ، لماذا “
قال رحيم بمرارة ” لا تعرف لماذا “
هز رأسه نافيا ” لا “
تنهد رحيم و سأله بجدية ” هل تريد الزواج مرة أخرى فخار “
صعق من سؤال والده حقاً و الأن بالذات في الوقت الذي يريد فيه بالفعل الزواج ، و لكن ليس الزواج بأي امرأة ، بل الزواج بيقين ، و لكنها مرتبطة بأخر ، قال يجيبه بتردد ” لم تسأل الأن أبي هل فعلت شيء يوحي بأني أريد ذلك “
رد رحيم بضيق ” فعلت الكثير بني ، فقط أخبرني“
رد فخار بتأكيد ” لا ، لا أريد الزواج على أماني أبي أطمئن “
قالت سميحة بحدة ” و لكني أريدك أن تفعل ، هذا من حقك بني “
قال فخار بضيق ” لا ، لا أستطيع فعل ذلك و جرح أماني أمي ، مستحيل أن أفعل ذلك “
سأل رحيم بجدية ” و يقين فخار “
رد فخار بضيق ” ماذا عنها ، أنها مرتبطة و ستتزوج أكيد في يوم ما ، لم أنت قلق بشأنها لقد أخبرتك أن ما حدث معها كان خطأ “
رمقه رحيم بشك ” حقاً أفهم من ذلك أنك لا تفكر في الزواج على أماني أبدا “
يتزوج ، لا بالطبع فمن أرادها ليست متاحة له ، قال بنفي ” لا لن أفعل “ نهض قائلاً ” أنا سأعود لغرفتي ، تصبحوا على خير “
تحرك ليتركهم و خرج من الغرفة يشعر بالضيق ، اراد السير قليلاً لعله يهدئ من توتره ، خرج من الممر الطويل متجاهلا المصعد ليهبط على الدرج مسرعا يريد أن يستنشق بعض الهواء ، اتجه للشاطئ ليسير بتمهل ، كان الليل حالك و الشاطئ فارغ لا يؤنس وحدته غير صوت الموج كانت الاضواء المنبعثة من الفندق و الفنادق المجاورة للشاطئ تضفي على المكان بعض الحميمية فتشعر كأنك في عالمك الخاص ، لا تسمع صوت غير أنفاسك و الموج فتشعر بالسكينة ، سكينة و حميمية و أنت وحيد؟؟ ، بالطبع هذا لمن يريد أن يكون وحيداً الأن بالضبط كفخار !!، رفع رأسه ينظر للسماء و يديه في جيب سرواله ، كانت النجوم تلمع ببريق خافت ، ترسم لوحة فاتنة تظهر سماء حالكة تزينها مصابيح مضيئة بحالمية ، تنهد فخار بحزن و شعور بالشوق لأماني الآن ، نادما كونه جاء هنا وحده ، استدار ليعود عندما أتاه صوت استغاثة مكتوم من بعيد ، شعر بالقلق و عيناه لا تخترق الظلام ، تقدم تجاه الصوت مسرعا و هو يتساءل بتوتر ” من هناك ، هل يوجد أحد هنا “
لم يجيبه أحد و لكن الصوت المكتوم جاءه بأنين كمن ينازع و يريد التحرر ليخرج فتقدم أكثر ليتفاجأ بذلكم الجسدين الملتحمين ربما في صراع و ربما في شهوة مقززة فكل ما يراه في هذا الظلام جسدين يتحركان بعنف تقدم بعنف قائلاً بغضب ” انتما ماذا تفعلان “ فهذا أمر مشين و مرفوض
ابتعد الرجل و نهض هاربا ما أن سمع صوت فخار تاركا تلك التي أخذت أنفاسها بشهقات متألمة ، و هى تمتم ” أنجدني أرجوك ، لا تتركني ربما عاد “
وضع يده في جيبه ليخرج هاتفه متذكرا أنه ليس معه ، و لكن ما صعقه حقاً هو هذا الصوت المذعور ، أقترب منه ليتبين يقين بملابسها الممزقة و حجابها المنزوع , قال بفزع ” يا إلهي ماذا حدث لك ، من هذا الرجل “
و لكن يقين كانت من الصدمة بحيث لم تجيب و وعيها يتركها مسلمة أمرها لذلك الجاثي بجانبها و قد شعرت بالاطمئنان الآن أنها بين أيدي أمينة ...
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...