الفصل الثاني و العشرون
مر يومين و لم تره سميحة و كلما هاتفته لا يجيب، بعد أن رحل من هنا ، في اليوم التالي هاتفتها شقيقتها تشكوه إليها غاضبة متوعدة إن يقترب من ابنتها مخبرة إياها أنها سترفع دعوة طلاق، رمقت سميحة زوجها الجالس يتصفح الجريدة بصمت قائلة بضيق
" رحيم، ألن تتدخل في الأمر على الأقل أذهب لوالد يقين أطمئن عليها و تفاهم معه، هل سيظل هكذا لديه زوجتين و لا بيت مستقر له و لا أولاد "
رفع رحيم عينيه يرمقها من خلف نظارة القراءة" و ماذا تريدين مني فعله يا أم شهريار "
فغرت سميحة فاه قبل أن تنفجر ضاحكة رغم جدية الموقف، نظر إليها رحيم قليلاً قبل أن ترتسم على شفتيه ابتسامة حنق من ما يحدث مع فخار، قالت سميحة بعد أن هدئت قليلاً
" رحيم من أجلي أنا أفعل شيء مع والد يقين على الأقل، و أنا سأتحدث مع مديحة من أجل أماني "
أجابها رحيم متعجبا" أنت حقا تريدين منه الاحتفاظ بزوجتيه "
قالت سميحة بجدية" أسمعني جيداً رحيم الأمر ليس خاصا بكونه يحتفظ بزوجتيه، الأمر متعلق بالعدل، ولدك المبجل شهريار كما تقول، لم يقبل أن أخبر أماني بأني سأبحث له عن عروس لينجب أطفال، خوفه المرضي عليها جعله يفعل فعله مستنكرة مثل هذه و يتزوج يقين سرا رغم أنه يحق له الزواج و أنا كنت أستطيع أن أقنع أماني لتوافق، ليس غرورا مني و لكن لأني أعرف أنها تحبه و تفضل أن تظل معه على أن تتركه، هو بفعلته ظلم كلتاهما، لا أعطى أماني فرصة لتتخذ قرارها في أن تظل معه أو تتركه، و لا أنصف يقين بحفظ كرامتها ليتزوجها بعلم والدها، لقد ظلم الاثنتين معه، هل تظن أنه من العدل أن يترك إحداهما بعد كل ذلك، مفترضا به أن يعوض كلتاهما عن الضرر الذي لحقهم بسببه، هو ليس أول و لا أخر رجل لديه زوجتين، كثيرون يعيشون معا بتوافق، لم لا نعطيه فرصة لنعرف هل سيعدل بينهما أم سيظل يظلم واحدة من أجل الأخرى "
صمت رحيم مفكرا ثم قال ببرود" رغم كل ما قلته و يبدوا للوهلة الأولى مقنعا و لكن أحب أن أبشرك، أن حالة ولدك مستعصية، لا أماني ستوافق أن تظل معه و لا يقين سيسمح والدها بالعودة إليه و لا هى نفسها بعد ما حدث و خسرت كل شيء بسببه، جيد أن والدها سامحها و أعادها لمنزله بعد فعلتها لذلك يا عزيزتي أخبرك أنه في النهاية عليه أن يطلق الاثنتين فأريحي نفسك "
قالت سميحة بحنق" أي أب أنت لا أفهم مفترضا بك تكون بجانبه أي كان فعلته عليك أن توجهه و تنصحه و تعينه لا أن تتخلى عنه و تنفض يدك منه "
أجابها ببرود" كان عليه أن يأتي و يستشيرني قبل أن يفعل ما فعل و يغرق نفسه "
صمتت سميحة غاضبة مصممة أن تقف بجانبه مهما حصل فهو ولدها الوحيد..****
وقف أمام الباب بتردد قبل أن يحسم أمره و يطرقه منتظرا أن يجيب أحدهم و يفتح له، كان يشعر بالتوتر و قد تركها لثلاثة أيام لتطمئن، و لكن يكفي هو لم يعد يتحمل ابتعاده عنها هذا الوقت بالذات و الذي مؤكد تحتاج إليه بجانبها بعد فقد طفلهم، فتحت والدتها الباب، لتنظر إليه بغضب و تعاود غلق الباب في وجهه فهى حمدت الله على أن يقين هدأت الآن و ما عادت تستيقظ من النوم صارخة مثل اليومين الماضيين، يكفيها أنها مازالت تنزف بغزارة و العلاج لم يجدي نفعا للأن و الطبيب يخبرهم أنها عدة أيام فقط و ستكون بخير ، مد فخار يده ليمنع غلقها للباب قائلا برجاء" أمي أرجوك، أريد الحديث معكم قليلاً "
ضربته صباح على يده عدة ضربات ليزيحها من على الباب قائلة" أبتعد أيها الوغد و إلا طلبت الشرطة و أتهمتك بالتعدي على " و لكنه لم يفعل و يبتعد بل زم شفتيه بيأس حانقا ما به أصبح كيس ملاكمة للجميع يفرغون على جسده غضبهم، قال بعد أن أخذ نفس طويل" أرجوك أمي أريد رؤية يقين و أطمئن عليها "
ردت صباح غاضبة" لا تقل أمي أيها الحقير و أبتعد أحسن لك "
حاول فخار أن يتقدم نحو الباب مقتربا لتتصدره صباح بجسدها قائلة" قلت أرحل أبتعد أحسن لك "
شعر فخار باليأس فقال برجاء" حسنا، و لكن فقط طمأنيني عن يقين أرجوك، أنا أشعر بالقلق عليها لم لا تفهمين هى تحتاجني بجانبها بعد ما حدث، لولا أني أردت راحة عمي ليهدئ غضبه مني ما تركتها و لا ابتعدت "
قالت غاضبة" هى بخير طالما أنت بعيد عنها، هيا أرحل و أتركنا بحالنا لقد ذهب والدها للمحام ليقيم له دعوى طلاق، فحالة ابنتي لن تتحسن طالما أنت فيها، لذلك أنصحك لتتركها بسلام "
شعر فخار بالحنق، لم لا يتركونه يتفاهم مع زوجته بسلام ليجد حلا، خالته تمنعه رؤية أماني و الآن والدة يقين تفعل المثل، هل يظنونه حقا سيتركهما، كما يأمرونه هم ، لا هذا بعيدا عن أحلامهم، جيد أنه تحرك بدوره ليثبت حقه و يطالب بعودتهم إليه، لقد ظن أن كلتاهما سيتفهمانه، نعم هو أخطأ في حق كلتاهما و لكن ليعطياه فرصة لتصحيح خطأه هذا، قال فخار برجاء" حسنا أفعلا ما تريدانه، و لكن أسمحي لي برؤيتها أرجوك أريد أن أطمئن عليها، فقط خمس دقائق سيدتي " بلا أمي حتى لا تغضب أكثر، ردت صباح بغضب
" ألا تفهم، أخبرتك أن ترحل من هنا، لن أسمح لك برؤيتها أنس ذلك"
تخصر فخار و نظر إليها بيأس، لم الجميع عنيد هكذا، زفر بحنق ليتراجع ليأتيه صوتها الضعيف المتألم هاتفه" أمي "
كانت مستندة على الحائط و ملابسها الخفيفة البيضاء ملوثة ببقع بالدماء، التفت إليها صباح بخوف و ذعر من مظهرها هذا شاحبة متعبة ضعيفة حد الموت، قالت صباح بخوف" لم نهضتِ حبيبتي "
كانت تمسك بيدها تريد أن تعيدها للغرفة لتجد أن يقين لم تعد تتحمل لتسقط بين ذراعي فخار الذي تحرك مسرعا فور رؤيتها، هاتفا بخوف" يقين حبيبتي أنت بخير الآن، أنا هنا بجانبك "
قالت صباح غاضبة" أرجوك أتركنا بحالنا لا نحتاج مساعدتك "
سألها فخار بحزم" أين غرفتها "
أشارت صباح له عن غرفتها ليتجه فخار إليها قائلا" أطلبي الطبيب أرجوك أنها تنزف "
أبعدته صباح بعد أن وضع يقين على الفراش قائلة" أرجوك أرحل الأن قبل أن يأتي والدها، أنا سأتصرف معها "
قال فخار مستنكرا" كيف تريدين مني تركها هكذا، أنها زوجتي سيدتي"
دلف عبد الغني الذي وجد الباب مفتوح فشعر بالقلق ليندفع لغرفة ابنته ليطمئن عليها و يجد ذلك الرجل يقف جوارها" ما الذي يحدث هنا، أنت من أحضرك لهنا، ألن تتعلم أبدا و تبتعد عن ابنتي "
قال فخار بغضب الآن و هو يرى حالة يقين المزرية" أنا. هنا من أجل زوجتي عمي، كيف تتركونها هكذا، أنا سأخذها للمشفى، لن أتركها هنا لا تهتمون بها كما يجب "
شده عبد الغني من يده ليخرجه من الغرفة بحزم و فخار يقاوم يده و لكنه لم يستطع معاملته بعنف يكفيه الرجل يكرهه دون أن يهينه برفع يده أو معاملته بخشونة، قال فخار برجاء لعله يجدي نفعا" أرجوك عمي، أتركني أخذها للمشفى أنها مريضة بشدة أرجوك "
أجاب عبد الغني بحزم و هو يقوده لخارج المنزل" ابنتي ستكون بخير و أنت بعيد عنها، فلتبتعد و تريحنا منك لقد أقسمت لو اقتربت منها ثانياً سأقتلك مفهوم "
دفعه خارجا و أغلق الباب خلفه بعنف ليجد فخار نفسه عاجزا غاضباً يريد تحطيم شيء لينفس به غضبه، حسنا يا عمي عبد الغني، أنت لن تمنعني عن زوجتي بعد الآن، تريدها حرب ، هى حرب إذن لنرى من منا سينتصر..
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...