الثامن و الثلاثون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

10.1K 464 71
                                    

الفصل الثامن و الثلاثون


سألته أماني بضيق " لأين فخار في هذا الوقت المبكر"
كان يكمل ارتداء ملابسه و يستعد للخروج " سأذهب للعمل أمنيتي"
اعتدلت على الفراش و سألته بحدة " هكذا قبل أن تشرق الشمس"
رد بهدوء " لقد أشرقت أمنيتي الساعة السابعة الأن"
قالت بغضب " و هذا ما أقصده فخار، الساعة السابعة و أنت تستيقظ في الثامنة  و تخرج في التاسعة"
التفت ينظر إليها بملامح باردة، ماذا يخبرها أنه سيذهب  ليبحث عنها منذ الصباح، عقله ليس متحمل الجدال معها و احتواء غضبها الذي سيعلم جيدا أنه سينفجر فور حضور سيرتها بينهم. قال ببرود
" سأذهب  إلى والدي في الشركة قبل ذهابي للعمل هل هناك مانع "
كانت تعلم أنه ذاهب فقط ليبحث عنها تلك الحقيرة ليتها تختفي من الوجود، سألته بضيق " هل أعد لك الفطور"
رد و هو ينهى ارتداء حذائه " لا سأذهب الأن حتى لا أتأخر، و إن احتجت لي هاتفيني ربما لا أعود للغداء اليوم "
خرج دون أن ينتظر جوابها، تمتمت بغيظ" تبا على تلك التي أفسدت حياتي، و سرقت زوجي، لن أحتمل المكوث في المنزل سأذهب لأمي و إلا انفجرت "

" سيد فخار، ما الذي ذكرك بنا بعد هذا الوقت الطويل "
سأله أكمل بجدية و هو يرى  ملامحه المضطربة، قال فخار بجدية
" لقد أتيت لأطلب منك سؤال زوجتك إن كانت رأت زوجتي  مؤخرا أو هاتفتها "
رفع أكمل حاجبه بتفهم و قال بتساؤل" هل تركتك يقين مجدداً"
زم فخار شفتيه بضيق قائلا" نعم، لقد تشاجرنا قليلاً و لكنها لم تعطيني فرصة كعادتها لأصلح الأمور و اتخذت الطريق الأسهل و اختفت، لذلك أسألك ربما تعلم زوجتك شيء عنها أو عن مكان وجودها، فهى ليس لها أحد غيري و زوجتك على ما أظن خاصة أنها لم تذهب لعائلتها بعد ما حدث"
تنهد أكمل بضيق قائلا" أنا بالطبع سأسألها و لكني أعلم أنها لا تعرف عنها شيء هذا ما وعدتني به بعد الذي حدث ليقين المرة الماضية  أنها لن تخفي عني شيء أو لن تساعد دون سؤالي أولا "
قال فخار برجاء" و لكن ربما لن تساعدها و لكنها تعلم أين هى، هل لك أن تسألها رجاء فزوجتي ليس لها أحد تذهب إليه "
أومأ أكمل برأسه" حسنا و لكني أفضل أن أسألها مباشرةً و ليس على الهاتف حتى أستطيع معرفة الحقيقة منها "
نهض فخار  بخيبة" حسنا سأنتظر مكالمتك اليوم رجاء، أعتذر منك لمجيئ هذا الوقت الباكر "
مد أكمل يده يصافحه" لا بأس سيد فخار أعلم ما تمر به خاصة بعد المرة الأخيرة و ما حدث"
سأله فخار بجدية" ذلك الرجل، هل تعلم ماذا حكم عليه "
أجاب أكمل بجدية"  لا أعرف بالضبط ربما خمس سنوات، فيبدوا أنها ليست حادثته الأولى "
هز فخار رأسه موافقا" جيد حتى يتعلم الأدب و لا يفكر في الاستقواء على الضعيف "
بعد أن خرج من عند أكمل ذهب لمخفر الشرطة ليقدم بلاغ باختفاء يقين فهى لها عدة أيام مختفية و لا يعلم عنها شيء و عليه سيقومون بالبحث عنها رغم أنه يعلم أنه لن يجدي نفعا، مر على والده في الشركة ليسأله إن علم شيء، فلم   يصل لشيء أيضاً، كان يريد الذهاب لبيت والدها و لكنه لم يستطع بعد حديث والدتها أخر مرة، لقد دمر حياة الجميع في فترة ضعف مر بها، حياة أماني و يقين و حياته و حياة والدي يقين أيضا، مازال يحاول ليعيد الأمور لنصابها و لكن كل شيء يبوء بالفشل، أين هو الخطأ لم لا يفلح شيء معه، لم لا تستقيم حياته رغم أنه يحاول بجهد،  لسبب بسيط هو مازال يخطئ في حق كل واحدة منهم و في حق نفسه، لذلك لا تعود الأمور لنصابها أولا يعامل يقين بقسوة رغم ما مرت به معه بدلاً من معاملتها بلطف ليحتوي غضبها و شعورها بالذنب و الفقد تجاه والديها، بينما يعامل أماني أيضا بشكل خاطئ و هو يبعدها عن حياته مع يقين كليا و يقضي معها معظم الوقت ليجدها تعاتبه إن تأخر أو خرج مبكراً متناسية أن هناك أخرى  تشاركها حياته و لها نفس حقوقها، ليجد أن كل شيء حوله خطأ في خطأ ، وجد نفسه متجها لمنزل والده ليري والدته ربما هونت عليه مصابه، نظرت إليه ببرود قائلة " ما الذي فكرك بي اليوم، لك أسبوع و أكثر لم تأتي لرؤيتي"
كان يريد أن يقول أرجوك لا تعاتبيني على تقصيري الأن و لكنه لم ينطق بغير " مؤكد تعلمين السبب فأبي أخبرك به"
أفسحت له ليدخل  فدخل بضيق و هو يعلم ما هو أتي ظن أنها ستخفف عنه و لكنها ستجلده كما الجميع على ما يبدوا. جلس على المقعد بتعب فسألته " لم تجدها بعد  "
هز رأسه نافيا " لا، و إلا لعلمت"
قالت سميحة بفتور  " أخبرني لم حدث كل هذا منذ البداية، لم تركتك و رحلت "
رد فخار بيأس " ربما كوني زوج ظالم و فاشل لم أستطع أن أعوضها عن الأذى الذي تعرضت له منذ عرفتني و ربما لكوني زوج سيء لكلا زوجتي "
قالت غاضبة " جيد أنك تعلم أنك مخطئ و لكن للأسف هذا لا يفيد فأنت لا تصحح أي من أخطائك للأسف بل تزيد من أوضاعك سوءا "
قال فخار بنفاذ صبر" أمي أرجوك ، أتيت لتخبريني ماذا أفعل "
ردت سميحة غاضبة" لمتى سأخبرك  أن تفعل هذا و لا تفعل ذاك ، أنت مقبل على الأربعين متى ستستقيم حياتك متى "
أخفى وجهه بين راحتيه بيأس فأمسكت سميحة بيده تبعدها بغضب قائلة" أنت لا تستطيع أن تدير حياتك بشكل سليم ،  فيبدوا أنك ضعيف الشخصية مع كلا زوجتيك إحداهما تهرب منك و الأخرى  لا تتقبل وجود الثانية و لن تتقبلها لذلك عليك أن تختار إحداهن فقط و تترك الأخرى تذهب و ثق أني سأكون معك في اختيارك هذا"
نظر إليها فخار بعدم تصديق، تريده أن يترك إحدى زوجتيه، هل هى تتحدث بصدق، لا مستحيل، من يترك أماني حبيبة العمر و رفيقة حياته من الصغر أم يقين التى أدخلت البهجة لحياته بشقاوتها و مشاكستها، من تريده أن يظلم فيهن، سألها بجمود" و من تقترحين على أن أترك يا أمي"
قالت سميحة ببرود و لامبالاة " أحتفظ بمن تحبها  و أترك الأخرى تذهب لتجد من يحبها مثل ما أنت تفعل مع من أخترتها"
نهض فخار ليرحل قائلا " شكرا لمساعدتك لي يا أمي لقد علمت بمن سأحتفظ الأن"
سألته بحدة " لأين أنت ذاهب فخار دون أن تنهي حديثك معي "
أجاب ببرود" لقد أنهيته يا أمي، لقد خيرتني و أنا أخترت "
سألته بحنق" من أخترت، لم لا تخبرني لأعلم ، فيبدوا أني أعلم من ستترك "
وقف بتصلب قائلا " من برأيك "
قالت باسمة بهدوء"  يقين بالطبع فأنت لا تحبها"
لوى شفتيه بسخرية قائلا ببرود" أخطأت للأسف "
عقدت حاجبيها  و سألته بحدة" هل ستترك  ابنة أختي "
رد ببرود" أخطأت مرة أخرى"
ابتسمت بسخرية فهى تعلم بالطبع أن الأحمق لن يترك واحدة منهن و لكنها فقط أرادت أن تعلم ما في نفسه، قالت بسخرية" هذا يعني أنك ستظل تخطئ مع كلتاهما و لن ينصلح حالك و حالهم أبدا "
قال فخار بحزم " هذا قدرنا نحن الثلاثة و علينا تحمله، على أماني و يقين أن تعلما أني لن أتخلى عن أي واحدة منهن و لذلك عليهن تقبل ما هو أت و تساعداني على تخطي المشكلات أنا لن أحارب وحدي لأنجح هذا الزواج، كما قلت أنا في الأربعين هذا يعني أني لست صغير  لتنتظر كل واحدة منهم أن أدللها طوال الوقت لذلك حان وقت الجد  على كل واحدة منهن أن تعرف ما لها  و ما عليها حتى تسير الحياة أنا لن أظل الباقي من حياتي أقنع أماني بتقبل يقين و أقنع يقين بجدية زواجي منها، أنا أحب كلتاهما و إن لم يصدقا ذلك  على راحتهن هذا  يعود إليهن و عليهن تقبل العيش معي دون هذا الحب، لأني لم و لن أتخلى عن أي منهما أبدا و لو بروحي ، هذا كل شيء "
تحرك ليرحل  ثم أضاف ببرود" و شكرا لمساعدتك أمي "
قبل أن يرحل قالت سميحة بلامبالاة" حسنا لتعلم  زوجتك حامل و هذه مشكلة جديدة تضاف إليك "
تسمر مكانه بعد حديثها  قبل أن يلتفت إليها بعنف، من منهم تقصد، أماني أم يقين، أماني حامل بالطبع فهى لا تعرف مكان يقين يا الله لم تخبرني، هل لهذا غاضبة مني  قال بدهشة" متى أخبرتك أماني"
أرتسم الحزن على وجهها و أجابت بحزن" أماني لم تخبرني بشيء "
ارتسمت الحيرة على ملامحه ليسألها بضيق " خالتي إذن هى من أخبرتك"
قالت سميحة بضيق، لم يظن أن أماني هى المقصودة فلديه زوجتين كان مفترض به يسألها من منهما  أولا، " خالتك لم تخبرني بشيء ، ثانياً أنا لم أقصد أماني، بل قصدت يقين، علمت الأن  أنك دوما ما تظن أنك مازالت متزوج من واحدة فقط و هى أماني، أنت لا تعامل يقين كزوجة و لذلك أخرجتها من حساباتك عندما حدثتك عن زوجتك، على الفور ظننت أنها أماني و تجاهلت أن يقين أيضاً زوجتك و ربما هى المقصودة ، لذلك قبل أن تقنع كلتاهما بتقبل الأخرى أقنع نفسك أولا أن الأخرى موجودة و لها حقوق الأولى "
أضافتها بخيبة قبل أن تشير للباب قائلة" يمكنك الرحيل في أمان الله  "
رفع فخار يديه فوق رأسه بيأس قائلا" أرجوك أمي الرحمة، أنا لست في مزاج لتحمل عتابك لي، ببساطة ظننت أنك تتحدثين عن أماني لأنك لا تعرفين مكان يقين، هذا ما ظننته من أين لي أن أعرف أنك تتحدثين عن يقين،  هل هاتفتك و أخبرتك أم أنك تعرفين مكانها، أخبريني بالله عليك"
ردت سميحة ببرود " بالطبع أعرف مكانها  و أرح نفسك لن أخبرك عن مكانها فهي تحتاج لرعاية طبيبة حتى لا تفقد الطفل فيبدوا أن ذلك الحادث أثر عليها، و لن أخبرك حتى لا تتعب نفسيتها بسببك لذلك أذهب و عد لمنزلك و لا تشغل عقلك بها بعد الأن في كلا الأحوال هى لا تريد العودة إليك"
رد فخار بعنف" ماذا تقولين أمي، كيف تقولين هذا، أين هى أريد الحديث معها "
ردت سميحة بحدة" أخبرتك لا، الآن أمامك مشكلة جديدة، أذهب و أخبر أماني و عندها تعالى لنتحدث "
سألها بتوتر" و لم ستعترض أماني على حمل يقين، هى تعرف بزواجنا "
قالت سميحة بسخرية" هل أنت أحمق، أم ماذا، هل ترى أن الأمر  سيكون هين عليها "
قال بحنق" حسنا أتركيني أتحدث مع يقين الأن و سأرى أمر أماني فيما بعد أرجوك هناك شيء أريد الحديث معها عنه "
أجابته ببرود " حسنا  سأخبرها بطلبك و نرى إن وافقت أم لا "
ماذا هل حقا تظن أنه  سيرحل بعد أن علم بأنها تعلم مكانها، هذا مستحيل، وجدته سميحة يتركها  و يخرج من غرفة الجلوس يبحث في الغرف المجاورة واحدة واحدة، صرخت به سميحة" أنت أيها الغبي ماذا تفعل، هيا أخرج من منزلي"
صعد الدرج مسرعا متجها لغرفته القديمة  و هى خلفه بغضب  فتحها ليبحث عنها فلم يجد بها أحد، أغلق الباب و توجه لباقي الغرف  واحدة واحدة و والدته تسبه بغضب  محاولة منعه " هيا أرحل من هنا فخار لقد أغضبتني حقا الأن"
أجابها بحدة" و من ليس غاضبا مني  الشيطان نفسه غاضب مني"
ردت غاضبة " بل أنت هو الشيطان نفسه أيها الأحمق هيا أخرج من منزلي"
كان متجها للغرفة نهاية الممر  بعد غرفة والديه بغرفتين  عندما أمسكت به سميحة بغضب و هى تتنفس بتعب  " أيها الوغد أرهقتني هيا أخرج من منزلي "
تأكد فخار من أنها الغرفة ضالته فأمسك برأس أمه يقبلها بقوة قائلا
شكرا لك يا أم الشيطان، سيأتي لك بشياطين صغار قريبا "
وجدت سميحة نفسها تضحك بقوة و هى تتركه ليدلف للغرفة قائلة
" هيا أذهب و تلقى وعدك إذن، أحمق و لكن ترفق بها حالتها حساسة هذه الفترة "
تركته يدلف للغرفة و عادت أدراجها تعلم ما سيحدث صراخ و بكاء و عتاب و غضب.. حسنا ليحلا مشاكلهما إذن..

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن