السادس و العشرون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

11.4K 476 464
                                    

الفصل السادس و العشرون

كان فخار ينتظر خارج غرفة العمليات يقطع الممر الضيق بقلق ، لقد تأخرت كثيرا لها ثلاث ساعات في الداخل و لم تنتهي بعد ، كان عمر قد طلب الدخول معهم فقط لمزيد من الاطمئنان ، من وقت لآخر يرن هاتفه لأحد من العائلة يريد أن يطمئن ، خالته و أمه و والده و ملك ، كان يجيب ليخبرهم أنها لم تخرج بعد ، يطالبون بالاطمئنان و هو في أمس الحاجة لمن يطمئنه ، كان الوقت يمر ببطء حتى لم تعد أعصابه تحتمل ، جلس بعد أن تعبت قدمه ، أخرج هاتفه ينظر لأحد أرقامه بحزن ، و قد عاد شعوره بالذنب يجتاحه فهو في دوامته مع أماني نسيها أو تناساها حتى لا يظهر عليه فتشعر أماني بالحزن كما قالت والدته ، كلما حادث والدته و هو بعيد عن أماني لا تطمئنه عنها و كلما طلب أن يحادثها تخبره أن ينتظر حتى يعود و يتزوجان ، بالله تنتظر منه الصبر حتى يتزوجان ، حسم أمره ليطلب رقمها بيد مرتعشة منتظرا أن تجيب ، طال انتظاره كما توقع ، تمتم بعذاب " أجيبي ، أجيبي حبيبتي أرجوكِ " و لكن ما من مجيب طلب رقمها مرات و مرات حتى تعب الهاتف من الضرب عليه

**★

قال عبد الغني بضيق " أعطيه لها إذا أرادت أن تجيب ، لم نمنع هذا و قد ضاع كل شيء من بين أيدينا "

خرجت صباح بالهاتف لتدخل به غرفة يقين الجالسة جوار النافذة كعادتها ، قالت لها بحدة رغم حزنها على حالها " خذي هذا ، لا يكف عن الرنين و قد أصابنا بالصمم "

ألقته على الفراش و خرجت تاركة يقين تنظر من نافذتها لم تهتم حتى لتجيب ، ظل الهاتف على حاله من الضجيج فشعرت بالغضب الشديد ، غضب و حقد و حرقة قلب تشعرها تجاهه ، تجاه ذلك الذي أضاعت كل شيء من أجله و هو كل ما يهمه هو الأخرى ، لتجد أنها ظنت نفسها يوم ما رقم إثنين لتجد أنها لم تكن سوى صفر رقم ليس له قيمة وحده ، نهضت لتمسك بالهاتف بغضب لتفتحه قائلة بحقد " نعم ماذا تريد ، تريد أن أطمئنك أن زوجتك ستكون بخير ، حسنا ستكون بخير أطمئن ، ستكون بخير و تعود معافاه و ستنجبان الكثير من الأطفال الذين سيكونون أهم من ذلك الذي فقدته ، هل تريد مني قول شيء أخر لتطمئن " أضافت بمرارة و حرقة " اه أسفة نسيت فأنا بعيدة عنك و أنت تريد من يضمك مطمئنا و يخبرك أن أمنيتك ستكون بخير ، أسفة حبيبي لن أستطيع ضمك لأطمئنك و لا تقلق رغم ذلك زوجتك ستكون بخير , و ستعود لأحضانك سالمة و ستغفو على صدرك كل يوم ، هل تريد شيء أخر "

لم يجيبها سوى الصمت لتعلم أنها حقا أحقر و أرخص من كلمة أسف يخرجها مبررا و هو حتى لا يعنيها ، أغلقت الهاتف بحزم و دموعها تعاود الهطول بألم ، بعد قليل جاءتها إشعار رسالة على أحد حساباتها في مراكز التواصل الاجتماعي نظرت لفحواها لتجد ما زاد من بكاءها ..

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن