الرابع و الثلاثون& أنا و زوجي و زوجته& صابرين شعبان

10.9K 480 140
                                    

الفصل الرابع و الثلاثون

بعد أن أنهى إعداد الطعام جلس فخار على الأريكة يدير التلفاز يشغل وقته لحين تستيقظ يقين، أمسك بالهاتف ليطلب أماني ليبلغها أنه سيتغيب لعدة أيام، ما أن أجابت حتى صرخت في وجهه قائلة بغضب " أين ذهبت فخار، منذ الليلة الماضية لم تعد أو أعرف أين ذهبت، لقد وجدت المنزل فارغ و الباب مفتوح أين ذهبت معها"
قال يجيبها بهدوء حقا لا يملكه، فهو لا يريد جدال عقيم معها عن بقاءه أو تركه ليقين " أماني عزيزتي، يقين مريضة و سأكون معها لبضعة أيام حتى تشفى، و أعود للمنزل "
قالت غاضبة " ستتركني من أجلها فخار، هل هذا ما سيكون عليه الوضع، تتدعي المرض لتبقى معها و تتركني، هل هذه من حيلها الجديدة لتسرق زوجي مني "
شعر بالحنق، هل هذا ما ستظل عليه حياته منذ الأن نفس الحوار العقيم كلما ذهب لواحدة منهم، قال يجيبها ببرود " أماني، لقد تركتها و ذهبت معك و هى كانت مريضة أيضا ، و لكني ذهبت معك أنت لأن حالتك كانت أهم من حالة يقين ذلك الوقت، أما الأن فيقين تحتاجني بجانبها، و أنت بخير الأن ، لم تعقدين الأمور أماني، لم لا تتفهمين " أضاف بيأس
سمع بكاءها فقال بحزن " أسف يا حبيبتي أعلم أن الوضع صعب عليك، و لكني لا أستطيع ترك يقين في تلك الحالة، أعدك سأعوضك و لن أظلم أي منكما ، فقط أصبري قليلاً حبيبتي لتستعيد صحتها أنها محطمة لأنها فقدت عائلتها لم يبق لها غيري ، هل أتخلى عنها بدوري "
قالت تجيبه باكية " أنا تفهمت ذلك رغم أنها من وضع نفسها في هذا بقبولها الزواج من خلف ظهر أبيها و أخذ رجل من زوجته و لكن أنت تظلمني كثيرا فخار بالضغط علي ، لم تفعل بي هذا، هل هذا جزاء حبي لك "
شعر بالحزن، هل تظن أنه يستغل حبها له ليظلمها، و ماذا عنه هو ألا يحبها أيضاً، قال فخار برفق و بصدق
" أسمعيني جيداً يا قلب فخار، تعلمين أني أحبك بدوري و لا أستطيع العيش بدونك، و لكن مثلما أهتم بك يجب أن أهتم بقين، هذا حقها على، أنت زوجتي و هى زوجتي، متى ستتقبلين هذا يا حبيبتي، لقد أصبح أمر واقع تقبليه حتى لا تمضى حياتنا معا تعيسة، كونك تفهمته ليس كتقبله حبيبتي حاولي من أجلي ، أرجوك أمنيتي "
لم تجب حديثه و صوت بكاءها المكتوم يؤلم قلبه، أراد أن يهون عليها فقال برجاء " ألا تريدين أن ننجب أطفالا، الكثير منهم، اذا كنت أنت لا لتعاقبيني ، فأنا مشتاق لذلك اليوم الذي يكون لدي فتاة تشبه أمنيتي أدللها و أحبها تماما كأمها، أمها التي تدلل علي الأن و تسمعني بكاءها و هى تعلم أن أكثر ما يؤلم قلبي هو حزنها و كوني بعيداً عنها لا أستطيع ضمها لأهون عليها، فهل تتعمدين هذا "
شهقت بحزن و خرج صوتها مكتوم " متى سأراك "
لا يعرف متى تتحسن يقين، و لكن لا يريد ترك أماني لفترة طويلة أيضاً، قال برفق سأهاتفك عند معرفتي حبيبتي، أنا لن أختفي و أتركك سأهاتفك كل يوم و سنتحدث طويلاً و حين أستطيع سأتي إليك "
قالت بصوت مختنق " حسنا، سأنتظرك "
رق قلبه فقال بحنان و صدق " أحبك كثيراً أمنيتي، أكثر من حياتي يا قلب فخار "
أغلق الهاتف ليكسو الحزن ملامحه متسائلا متي سيخرج من هذه الدوامة، متى سيجد نفسه و قد أصبحت حياته هادئة كالبشر، هل كان عليه أن يتخلى عن إحداهم، و لكن من منهم و هل سيكن سعيدتين بدونه حقا، هو يريد فرصة معهم و هو واثق أنه سيسعد كلتاهما، فقط يتقبلان الأمر لتمضي بهم الحياة، و ليس الوقوف مكانهم و لا شيء يجد عليهم غير مشكلة ما يتشاجرون عليها . نهض ليرى يقين إن كانت استيقظت، ليجدها كما هى غافية و بعمق، اتجه إليها يكفيها هذا الوقت من النوم، لها عدة ساعات غافية، يجب أن تستيقظ لتأكل و يتحدثا بجدية معا.. و لكنه لم يستطع أن يفيقها، تراجع مجددا ليخرج من الغرفة و يعود ليجلس في الخارج بملل..

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن