التاسع و الأربعون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

10.1K 331 71
                                    

الفصل التاسع و الأربعون


جلست صباح جواره بعد أن وضعت كوب العصير على الطاولة أمامه، قالت باسمة بهدوء " للتو أغلقت معي الهاتف كانت تخبرني أنها أتمت شهرها السابع الأن"
لم يعلق عبد الغني فراحت هى تسهب في الحديث لتخبره بكل ما تعرفه، أحيانا تضحك و أحيانا تعبس، كان ينصت و على شفتيه بسمة هادئة، زوجته تعلم أنه لم و لن يسألها يوما عنها فتقوم هى بالتبرع بأن تخبره دون أن يطلب، بعد أن انتهت من الحديث مدت له  كوب العصير قائلة بمرح " خذ تناول هذا لقد جف حلقك من حديثي بالتأكيد" 
أجابها باسما " و لم يجف حلقي أنا ، أنت هى من تثرثر"
ابتسمت بهدوء و عادت تقول " أنتظر يوم قدومه بفروغ صبر"
هز رأسه صامتا فسألته برجاء " هل ستذهب لرؤيته حينها، هل ستذهب إليها لتحمله و تضمه كما تريدك أن تفعل"
رد عبد الغني بحزن" بالطبع سأفعل ذلك، أنا أيضاً متشوق لرؤيته و مجيئه "
تنهدت صباح براحة قائلة بمرح " أنتظر سأريك ما جلبته له بعد أن أخبرتني أنه صبي "
أمسك بيدها حتى لا تنهض قائلاً " لقد رأيته، أنه جميل جدا، لا داعي لتريني إياه "
سألته بمكر" و متى رأيته "
رد ساخرا " لقد كان ملق على فراشي هل تظنيني ضعيف البصر حتى لا أرا كل تلك الأكياس غير راتبي الذي ضاع نصفه "
ضحكت صباح بمرح و لم تتحدث تاركة زوجها يتناول العصير الذي أعدته بهدوء ، هذا كان حالهم لا حديث عما حدث يحاولان تجنب المزيد من الألم و لكن القلب مازال يأن بصمت، متقبلين مكالماتها الكثيرة بسبب و دون سبب مكتفيان بسماعها بصمت أحياناً هو و أحياناً زوجته و لكنه لم يقدر على قول ما تفضى به إليها  مثلما تفعل هى، لسانه لا يطاوعه عن الحديث عنها، وضع الكوب على الطاولة بعد أن أنتهى قائلاً " لقد جلبت أنا أيضاً شيء لم أريه لك و قد احتفظت به لألبسه إياه عندما أراه، و لكني سأريه لك لنرى من منا هديته أفضل من الأخر"
لمعت عينا صباح بفرح " حقا جلبت له هدية، أيها الماكر متى هذا"
رد عبد الغني بلامبالاة " منذ ثلاث أيام، و لكن لا بأس سأريك إياها فأنت مثل زوجتي "
ضحكت صباح بمرح و قالت" نعم و مثل جدته أيضاً "
أمسكت بيده لتشده لينهض ، قال عبد الغني" حسنا حسنا، سأريك إياها"
تحرك معها لغرفتهم اتجه لخزانة الملابس ليخرج منها علبة شديدة الصغر مغطاه بقماش لامع باللون المذهب، مدها لها قائلاً" فلتخبريني أي من هديتنا أفضل "
فتحت صباح العلبة لتنظر ما بها كانت تظنه خاتم صغير لتجد سلسال من الذهب ينتهي باسم بحروف عربية بشكل جميل نظرت للاسم بحنان و قالت بخفوت " أنت سميته أيضاً"
أبتسم برفق و قال بهدوء مسائل " ألا يحق لي"
ردت صباح باسمة و عيونها تلمع بالفرح" بل يحق و يحق و يحق "
قال باسما " حسنا ما رأيك به"
ردت بحب " أنه جميل ليته يكون له حظ من اسمه"
أمسك بالسلسال ينظر إليه بحنان " من هديته أفضل"
ردت صباح و قد غلبتها دموعها " أنت بالطبع، هو لن يحظى بمثلها أبدا "
لف ذراعيه حولها قائلاً " المهم أن يأتي بخير "
هزت رأسها موافقة داعية " فليحفظهما الله معا "
رد بخفوت " آمين "

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن