الفصل الخامس عشركانت لمسات يديه على جسدها خشنة متطلبة و شفتيه كانت معاقبة و ليست محبة كالسابق ، لتجد يقين يديها بعد إن كانت تضمه تدفعه بقوة و هى تدير رأسها بعيداً عن شفتيه لتقول بخوف " فخار ، أرجوك ، لا أنتظر ، لقد أتيت لنتحدث و ليس لعودة ما قد كان أرجوك "
توقف بجمود ليرمقها بتحدي سائلا " لم أتيت إذن يقين "
نظرت إليه بحزن و لفت ذراعيها حول جسدها تمنع انتفاضه قائلة بصوت مرتعش " أتيت لأعلم فخار مصير علاقتنا هذه "
سأل ببرود ". و ماذا تظنين مصيرها يا عزيزتي "
ارتبكت يقين و قالت بخفوت و قد علمت أن الوضع كما هو لم يتغير كثيرا و سفرها لم يغير شيء " طلقني فخار و عد لزوجتك "
عقد حاجبيه بغضب قبل أن تتحول ملامح وجهه للسخرية و يجيبها ببرود ماكر يريد جرحها عقابا على الألم الذي تسببت له فيه خلال أشهر غيابها و انتظاره لها " و من قال لك أني قد تركت زوجتي ، هى معي و تغفو على صدري كل ليلة ، هل ظننت أنك بهروبك سأتركها و أظل لك وحدك "
ترنحت في وقفتها و لكنها تمالكت نفسها و أجبرت جسدها ليستقيم لتجيبه بجمود " هذا جيد إذن لا داعي لوجودي في حياتك "
كتف ذراعيه بلامبالاة قائلاً " للأسف يا عزيزتي ما هو لي يظل لي للأبد حتى تخرج أنفاسي و لا تعود لصدري "
ماذا يعني بحديثه أنه لن يتركها ، لماذا لقد أكد حديثه عن زوجته أنه لم يحبها كما كان يقول ، سألت بمرارة و قد شعرت بالألم و أنها لا تعني له شيء " لماذا تفعل ذلك ، أنت لا تحبني "
سألها بسخرية " هل تظنين أنك بحديثك هذا سأوافق أو أنفي و أخبرك أني أحبك مثلاً ، لا أسف منذ رحلت من عام مع رب عملك و أنت لم تعودي تستحقين أن أعاملك كزوجتي الأولى ، فهى لم تفعل أمر مشين كهذا من قبل لتتركني و تختفي مع رجل غريب لتظل معه عام في الخارج و الله أعلم ماذا كانت تفعل معه "
كان يريد جرحها حقا ، فهو قاسى كثيرا الفترة الماضية ، لم يخبرها بأنه يعلم أنها ذهبت مع عائلة أكمل مع زوجته و والديه و لكن برودها هذا و تصميمها لتتركه أشعل فتيل حقده و ليس غضبه ، يكفي تلك الرسالة التي كان يعيدها مرارا ليعذب نفسه و يأجج غضبه و يقسي قلبه و هو ينتظر عودتها ، شعرت برأسها يدور ما هذا الذي يقوله هل يتهمها بخيانته مع أكمل ، هل يظن بها هذا ، بالطبع فمن تتزوج من خلف ظهر والدها تفعل أي شيء هذا ظنه ، إذن هو لا يحترمها أيضاً بجانب أنه لا يحبها ، عاد لحديثه القاسي و قال ببرود " منذ الأن ستعودين هنا لمنزلي هذا سأسمح لك بالمبيت في منزل والدك ، فهو لا يعرف كما تعلمين ، و لكن لا بأس اذا كنت تريدينه أن يعلم سأذهب و أخبره بطيب خاطر أننا لنا عام و ثمانية أشهر متزوجان و أننا فعلنا زواجنا منذ عام مضى ، هذا يعود إليك عزيزتي ، بالنسبة لرب عملك أنا سأمررها لك شرط تتركين العمل و تكونين زوجة في وقته ، أجل لتعملي لدي كزوجة يا عزيزتي ما رأيك موافقة" أضاف بقسوة ، فقدت توازنها حقا و فقدت معه شعورها بجسدها
سقطت ، فقط سقطت كالجلمود على الأرض بكل بساطة من هول حديثه الصادم و القاسي لها ، نظر فخار لجسدها الهامد بصدمة و رعب لتخرج شهقة ذعر و هتاف باسمها و هو ينحني ليرفعها عن الأرض بلهفة " يقين ، يا إلهي ماذا فعلت هل كنت قاس لهذا الحد "
اتجه لغرفتهم و وضعها على الفراش و طلب الطبيب بتوتر قائلاً " عمي عمر أرجوك أحتاج إليك "
سأله الرجل بخوف " هل حدث لأماني شيء فخار "
قال فخار بخوف " لا عمي أرجوك تعالى على هذا العنوان بسرعة أرجوك " أملاه العنوان و أغلق الهاتف بتوتر جلس جوار يقين يربت على وجنتها قائلاً برفق " حبيبتي ، أفيقي يقين ، أنا أسف ، لم أكن أقصد ما قلت ، أنا فقط كنت غاضب منك لفعلتك ، أرجوك يقين أفيقي "
و لكن لا رد فعل منها على سماعها كلمة من حديثه ، ظل يقطع الغرفة بخوف منتظرا عمر ، الذي أتى بعد نصف ساعة من مهاتفة فخار له ، هرع إلى الباب ليفتحه و شد على يد عمر يدخله و هو يقول بخوف " عمي أرجوك ، أريدك أن ترها لقد فقدت الوعي فجأة لا أعرف ماذا حدث "
لم يفهم الرجل شيء من حديثه و هو يدخله للغرفة ليجد يقين مسطحة على الفراش مغمضة العينين و تتصبب عرقا . سأله عمر بدهشة " من هذه فخار ، ظننتها أماني "
أجابه فخار بتوتر " أنها يقين زوجتي أيضاً عمي "
صدمة ، حقا صدمة شلت الرجل العجوز لبعض الوقت قبل أن ينحيها جانباً و يباشر الكشف على يقين باهتمام . بعد أن أنتهى أخرج حقنة ليحقنها بها و سأله بهدوء " متى تزوجت "
أجاب فخار بمرارة " منذ عامين تقريباً "
اعتدل الرجل و نظر إليه بصمت فقال فخار بيأس " أرجوك عمي أنا لست محتمل كلمة ، فقط أرجوك لا تخبر أماني "
تنهد الرجل بضيق و قال ببرود " أنت أحمق غبي فخار "
تجاهل سبابه و سأله بلهفة " ماذا بها ، لم فقدت الوعي "
أجاب عمر ببرود " ربما تكون حامل "
شحب وجهه و ترنح و كاد أن يسقط حتى أمسك به عمر يسنده قائلاً بسخرية " هون عليك ، هى ليست كذلك ، ألا تريد أطفال "
قال سائلا بصوت متحشرج " ماذا بها إذن ، ما الذي حدث "
أجاب عمر بسخرية " مجرد انخفاض في الضغط أدى لذلك ، لا تخف ستكون بخير بعد ساعتين لقد أعطيتها حقنة لتعدل ضغطها و تفيق "
تهالك فخار على طرف الفراش فقال عمر بهدوء " تعال معي للخارج لنتحدث " أمسك بذراعه يقوده للخارج
نهض فخار بتعب ليخرج معه ، أجلسه عمر و جلس بجانبه على الأريكة قائلاً بهدوء " كلي أذان صاغية بني "
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...