الخامس و الأربعون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

10.1K 413 212
                                    

الخامس و الأربعون

قال فخار ليقين الواقفة بجوار الفراش " تعالي هنا"
أشار بجواره لتعتلي الفراش بجانبه و عيناها معلقة به كانت ملامحه متعبة ربما هو يتألم و لا يقول حتى لا يقلقها، سألته باهتمام قلق
" هل تألمت حقا من ضربتي"
مد راحته يلامس وجنتها برقة قائلاً بصدق " بل تألمت أكثر من أجلك و أنا أعرف أنك هاتفت أماني فقط من أجلي"
ردت بلامبالاة " ربما، و لكنه من أجلي أيضاً كوني سبب ما حدث بينكم"
هز فخار بحزن " لا، أنت لست السبب بل أنا من فعل أنا من قاد حياتنا جميعا لتلك الفوضى، تعلمين ربما لو أخبرت أماني عنك ذلك الوقت و أخبرتها أني أريد الزواج بك ربما كانت تقبلت الأمر أفضل من الآن"
ضحكت يقين بمرح حقا يظن ذلك، سألها بتعجب" ماذا قلت لتضحكي هكذا "
قالت يقين بمرح" فخار أنت أحمق هل تظن أن هناك امرأة تقبل أن يتزوج زوجها أخرى حتى لو كانت على فراش الموت، من الذي أخبرك بهذا الهراء "
شدها من خصلاتها قائلاً بحنق" من تنعتين بالأحمق أيتها المشاكسة الغبية"
وكزته بأصبعها في وجنته ليترك خصلتها" أنت بالطبع هل هنا أحد غيرك"
سألها بضيق" هل تظنين أنها ستعود "
ردت بلامبالاة" لا أعرف فأنا لا أعرف كيف تفكر و لكني أعرف أنها تحبك "
زم شفتيه بضيق قبل أن يسألها بحنق " ألا تغارين على و لو قليلاً أي زوجة أنت "
قالت يقين باسمة بمرح " زوجة لتحمد ربك أنك تملكها بدلاً من أخرى لحولت حياتك جحيم مع الأخرى "
شدها لصدره قائلاً بمرح " حقا ألم تحوليها أنت بهروبك كل مرة، لقد كدت تفقديني عقلي "
قالت بحزن و هى تضع رأسها على صدره " أسفة أني دخلت حياتك من البداية "
ضمها بقوة قائلاً بغلظة " لا تقولي هذا، أنا لا أتخيل حياتي بدونك أنت أيضاً، أنا هو الأسف لم سببته لك من حزن"
ابتعدت عن صدره قائلة بمرح" ما هذا البؤس الذي سنغرق به أنفسنا أنتظر لقد جلبت كاميرا جديدة" نهضت من جواره لتفتح الدرج الأخير للكمود لتخرج منه الكاميرا قائلة بمرح " ستكون هذه للذكرى لتريها للمدللة أنك كسرت من أجل أن ترضيها، هذا فقط لو عادت لجنونها و تركتك مرة أخرى بعد أن تعود"
فتحت الكاميرا و ظلت تلتقط له الصور و هى تقول بمرح" ابتسم، كشر عن انيابك لتخيفها، هيا غير تعابير وجهك يا رجل حتى لا تكون كلها مماثلة و أنت على وضعك البائس هذا "
كان فخار يقهقه بقوة على جنونها هى الأخرى ليعلم أنه لديه زوجتين مجنونتين حقا"

****

كانت مديحة تنظر إليها ببرود و هى تراها تفرك يديها بضيق و غضب، تعلم أن ذلك الوغد ابن سميحة هو السبب في ذلك، أمسكت بهاتفها لتطلب ملك، بعد قليل قالت بهدوء " ملك حبيبتي، كيف حالك و الأولاد " أنصتت قليلاً ثم قالت ببرود" هل لك أن تطلبي خالتك سميحة و تسأليها عن فخار كيف حاله فقد ألقيت به من النافذة فكسرت قدمه و شقيقتك الغبية تكاد تموت رعبا عليه"
رمقتها أماني بضيق، مفكرة ، لا تقلقي فهو معه الأخرى تهتم به
أغلقت مديحة الهاتف مع ملك بعد بعض الوقت تنتظر مكالمتها قالت لأماني ببرود" أطمئني ستخبرنا كيف حاله "
قالت أماني غاضبة" و لكني أعرف كيف حاله بالفعل، لقد أخبرتني تلك الخاطفة "
رفعت مديحة حاجبها بتعجب " لقد بدأت مبكراً في كيد النساء"
لم تجيبها أماني نعم بالطبع هى تظن ذلك، لقد هاتفتها لتغيظها أنه أصبح لها وحدها، هل تظنها ستصدق أنها تريد عودتها، هى واثقة أنها طلبتها فقط لتغيظها أنه هى من بقيت معه ، بينما هى خارج حياته، نهضت أماني قائلة بضيق " سأغفو قليلاً "
ضحكت مديحة بخفة و هى تنظر لساعتها بمكر " لقد كسرت قدمه لن يأتي يا حبيبتي أجلسي أجلسي "
تركتها أماني غاضبة و ذهبت لغرفتها، أغلقت الباب بعنف و ألقت بجسدها على الفراش بعنف، نظرت لسقف الغرفة بشرود ، لا تظن فخار سيعاود المطالبة برجوعها حاولت النوم و لكنها لم تستطع استدارت على جانبها لتقع عيناها على النافذة المغلقة فتتذكر مجيئه كل يوم نهضت تتجه لتفتحها و عيناها تلمع بالدموع كنوع من التمني المستحيل لتتفاجئ بالعربة في نفس المكان و السلم خارج نافذتها و على الحامل باقة زهور حمراء كبيرة، ترددت في أخذها عندما رن هاتفها نفس الوقت فعادت لتأخذه وجدت رقم منزلها فأجابت بصوت مختنق " نعم"
سمعت صوت فخار الهادئ يقول " حبيبتي أسف لم أستطع المجيء اليوم في الموعد و لكني لم أحب أن تفتقدي باقتك من الزهور فطلبت من الرجل أن يوصلها من أجلي، هل يمكنك فتح النافذة و أخذها"
قالت أماني باكية بألم " فخار أيها الأحمق" فهو يتحدث كأنه انشغل بموعد أخر و لم تكسر قدمه بسببها أمس..
أغلقت الهاتف باكية قبل أن تعود للنافذة و تأخذ الباقة تضمها بقوة باكية..

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن