الفصل الثامن و الأربعون
همست أماني بأذنه بعد أن أبعدت شفتيها جبرا عنه " سأوافق شرط أن تحملني، فهل تستطيع"
رمقها فخار بعتب مازح " تريدين أن تؤلميني أمنيتي أليس كذلك"
استقامت بتصلب و قالت له بجمود " و أنت ألم تفعل"
تقهقر فخار للخلف ليجلس على الفراش قائلاً بيأس و حزن " فعلت و مازالت أمنيتي، هل سأظل أعاقب طوال حياتي على خطأي الوحيد معك ألا يغفره لي أي وقت قضيته معي و كنت به سعيدة "
قالت بقهر " و لكن هذا ليس مثل أي خطأ فخار هذا خطأ العمر"
قال بيأس " و قد حدث ماذا تريدين مني أن أفعل الأن أنت تعرفين كل شيء"
تنهدت متألمة، نعم بالفعل تعلم كل شيء و قبلت و وافقت أن تظل و لكن هذا ليس بيدها، ليس بيدها أن تجعل قلبها يتوقف عن التألم، تتحكم في شعورها بالقهر و الغدر و الخيانة منه هذا المشاعر ليس بيدها أن تتحكم بها و تتجاهلها كأنها ليست موجودة ، نظر إليها و قال برجاء" هل ينفع قول أسف طوال حياتي أمنيتي "
ردت بقسوة " لا، تعرف لماذا، لو كنت تزوجت رغبة بها فقط ربما و أقول ربما سامحتك و لكنك تزوجتها حب و هذا ما لا أستطيع مسامحتك عنه أبدا"
قال ببؤس " ألا أحبك أيضاً أنت تعلمين ذلك جيدا"
أغمضت عيناها بقوة، و ماذا يظن سبب بقاءها معه، قلبها الغبي و ثقتها بحبه رغم فعلته، لقد أثبت لها هذا كثيرا و لكن هى ترى أنه ليس كافيا كون مشاعره تحركت لأخرى ، ولو قليلاً سمعت صوته الحزين يقول" أمنيتي ألا تريدين رؤيتي الأن أيضاً ، هل أخرج من الغرفة "
فتحت عيناها و رمقته بحدة و قالت بغيرة " لتذهب إليها أليس كذلك، فالأن أصبح لديك بيت أخر و زوجة أخرى لست مضطرا على.."
قاطعها بعنف قائلاً " أخرسي"
زمت شفتيها بغضب فأضاف بأمر " أقتربي هنا"
اتسعت عيناها بغضب و وقفت متحدية رافضة طاعته فنهض فخار يتقدم منها بثبات ليقف أمامها قائلاً بحزم " و أنت معي لن تذكري يقين أبدا مفهوم، أنا و أنت في هذه الغرفة لا شيء يخطر على بالك غيري، تريدين إظهار غضبك مني و معاقبتي بابتعادك لن أمانع و لكن ما لن أقبله هو أنه كلما كنا معا يكون محور حديثنا عن يقين أو أي شخص أخر هل هذا مفهوم"
كتفت يديها بغضب، فقال بصوت هادئ" و الأن هل سنكمل ما بدأناه أم أذهب لمكاني من الفراش و أبتعد عنك، هذا يعود إليك لن أجبرك على شيء "
نظرت إليه بقسوة قائلة بقهر" بالطبع يعود إلى، بالطبع لن تجبرني و لم تفعل ، فأنت لم تعد بحاجتي و قد وجدت أخرى تسد .... "
خرجت شهقة خائفة من حلقها عندما وجدته يحملها بغته لتقطع عبارتها ضمها لصدره بقوة و نظر في عينيها بتحدي قائلاً بمكر" لقد فعلتها و حملتك هل أكمل ما أريده الأن أم تحتاجين بعض الوقت لتستعدي "
سألته بصوت مختنق" أستعد لماذا "
مال على وجهها هامسا بمكر" لهذا "
استدار بها متجها للفراش و وضعها عليه محتجزا إياها بين ذراعيه ، مال بجسده ليهمس في أذنها بحرارة " أريد جلسة تدليك من جلساتنا تلك، فقد اشتقت لأشعر بيدك على جسدي من جديد، أريد أن أشعر بحرارة أصابعك التي تلمس حرارتها قلبي، أريد أن تقبليني بشغف و حب كما كنت تفعلين، تتذكرين وقت كنت تنزعين ملابسي من بين قبلاتك و كلمات التحبب التي كنت تغرقيني بها، هل توقفت عن حبي أماني حتى لم تعودي تفعلين، أخبريني "
كانت عيناها مسمرة على شفتيه و هو يتحدث تقاوم رغبتها في فعل كل ما يقوله و تنفسها يتسارع و ذكرى ما كان تعود لترفع حرارة جسدها ، قال بصوت أمر و هو يرى مشاعرها مرتسمة في عينيها
" أفعلي ذلك أمنيتي أنا أحترق لأشعر بك، دلليني أمنيتي كما كنت تفعلين "
خرج صوتها مرتعش و هى تجيب" هذا دورك أنت لتفعل، منذ الأن أنا من سأنتظر منك أن تدللني كما كنت أفعل معك، فهل تستطيع"
لمعت عيناه إثارة قائلاً " هل ستتركينني أفعل ما أريد"
أحمرت وجنتها بشدة، هل يسألها؟ و ينتظر جواب منها حقا...!
ردت بخشونة" أجل سأفعل "
ابتسم بمكر ليبتعد عنها ليجلس مستقيما على الفراش و يده تعمل على فتح أزرار قميصه، كانت تراقب حركة أصابعه بإثارة و تنفسها يتثاقل، سألته بخفوت " و جبيرتك ماذا ستفعل بها "
رد بهدوء " كما كنت أفعل ، لو استطعت لنزعتها فأنا لم أعد بحاجتها"
تنفست بحرارة و هى تراقبه يلقي قميصه على الأرض لتمتد يده لنزع الخف الذي يرتديه على الجبيرة، وقف ليتجه لخزانة ملابسهم ليفتح ضلفتها و يقف مفتشا في ملابسها يبحث عن واحدا بعينه، كانت تنظر إليه بدهشة من أفعاله، عاد إليها يمد يده بثوب للنوم قائلاً بصوت هادئ " ترتدينه أم أفعل أنا بنفسي"
نظرت لم يحمل بخجل فهو قد أختار أكثر أثوابها إثارة و عري، ثوب أسود قصير شفاف لا يخفي شيء بالمرة، كادت تصرخ به لا لن أرتدي هذا بالذات، ابتسم بمكر قائلاً و هو يجلس على الفراش بجانبها " هل تسمحين لي إذن فأنا أتشوق لفعل ذلك"
قالت بخشونة و جسدها يرتجف من الخجل " فخار كف عن الوقاحة ما الذي حدث لك، أنت لم تكن هكذا"
رد باسما بحرارة " ربما كنت هكذا دوماً أمنيتي و لكني لم أستطع أن أفعل كل ما أردت خوفاً عليك"
قالت بقهر " و لكني شفيت من شهور فلم لم تفعل "
قال بصدق" لأنك كنت بعيدة عني أمنيتي، هذا هو السبب، أنت لم تكوني قريبة مني لفعلتي تلك في حقك، كنت أشعر بالحاجز بيننا و لكني مصر أن أتخطاه الأن، لن أسمح لشيء أن يبعدك عني بعد الآن"
قرن حديثه بالفعل عندما أمسك بيدها ليشدها لصدره تاركا الثوب بجانبها، سالت دمعة على وجنتها و لكنها تجاهلت كل شيء و لم تفكر في غير ذلك الذي يبثها كل مشاعر الحب التي كانت تشك حقا أنه يمتلكها تجاهها بعد ما حدث و لكن ها هو يخبرها أنه لم و لن يتخلى عنها أو ينقص حبه لها في يوم رغم كل شيء، لفت ذراعيها حول عنقه قائلة ببكاء " دوماً كنت أحبك فخار، حتى و أنت تظنني بعيدة عنك"
أجابها بصدق " أعلم يا حبيبة فخار، و أعلم حجم الجرح الذي سببته لك، و سأظل على أمل أن تسامحيني يوما، و لكن ما يهمني هو أنك لن تتركيني و تبتعدي عني، أي شيء في سبيل قربك يهون و لو كان غضبك و ثورتك مني دائمين"
ابعدته لتنظر في وجهه بحزن، مد يده ليمسح دموعها بأصابعه قائلاً
" ماذا قلت هل سترتدينه أنت أم ستتركينني إلباسك إياه "
ضحكت بخفوت قائلة بدلال" بل ستلبسني إياه "
قال هامسا بجوار أذنها" أنا لو علي أريدك بدونه "
ضربته على كتفه قائلة بغلظة" اصمت و كفاك وقاحة "
دفعها لتعود للفراش ثانياً قبل أن يلتهم شفتيها بجنون ليظهر كم يحبها ، لمست صدره العاري براحتها لترتفع حرارته ليجد نفسه يدنوا منها برغبة و كل ما يفكر به أن أمنيته ستسامحه يوما ما..
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...