الخمسون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

10.4K 453 244
                                    

الخمسون

كان جالسا بين غرفتيهم في المشفى و قد أصر على وجودهما في طابق واحد ، لم يستطع أن يذهب ليكون بجوار واحدة منهم، يقين في غرفة العمليات  تلد و حالتها خطيرة لا يعرف هى مازالت حية أم رحلت و طفله قبل أن يأتي إلى هذا العالم و يراه ، و أماني التي لا يعرف هل تضرر قلبها مرة أخرى أم راتها و فقدت وعيها من الصدمة التي فعلت بها هذا، لم يأتي أحد ليطمئنه عنهما، و لم يعرف هو لمن يذهب و على من يسأل، والده يجلس مع يقين و والدته مع أماني، هاتفت خالته و ملك و هم على الطريق بينما والدي يقين يعلمان بالفعل و هما في طريقهم إلى المشفى،  يفكر في كل ما مر به معها ليجد أنه زوج سيء بل شخص سيء، لقد حاول كثيرا، حقا لقد حاول أن يكون عادل معهم أن يكون محب لكل منهما
أن لا يظلم أي منهما ظن أنه اقترب من النجاح  و قد أصبحت  حياتهم هادئة ، يتساءل بيأس عن ما حدث لهم و أوصلهم لم هما عليه ،  حسنا يكفي، ليكونوا بخير فقط و سيفعل ما تريدانه، إذا أردا تركه سيوافق، بالطبع سيفعل، فيبدوا أن وجودهم معه يقتلهم، هل هذا شعور العجز الذي يشعر به؟ كمن قيد جسده و روحه و هو غير قادر على  التحرك  حتى لو كان خروج نفس واحد من صدره لا يستطيع أن يخرجه، هل هذا عقابه لانانيته لكونه لم يريد ترك أي منهما، هل هذا عقابه لكونه مغرور ظن أنه سيستطيع أن يسعدهما، هل هذا عقابه كونه ظن في نفسه القدرة على العدل بينهما أن يفقد كلتاهما ، أتى عبد الغني و صباح هرولا ليجدانه يجلس بجوار الحائط في الممر الطويل، وقفت صباح تسأله بجزع " أين ابنتي"
نهض بتهالك مستندا على الحائط ، كان مظهره مشعثا و ملامحه جامدة لا تظهر ما يعتمل في نفسه، عاودت سؤاله صارخة " أين ابنتي أيها الوغد أخبرني"
أتى رحيم من نهاية الممر و قد سمع صراخها ليقول  مهدئا " هى مازالت في غرفة العمليات لم تخرج بعد ، أرجوكم تعالوا معي لننتظرها لتخرج"
وقفت صباح أمامه تقول بغضب " لقد أخبرتك أن تسرع إليها أين كنت ، كيف تتركها لأوقات طويلة و هى في حالتها تلك "
قال رحيم بضيق" سيدتي أرجوك هذا ليس وقتا مناسبا لهذا الحديث"
كان عبد الغني ينظر إليه بصرامة و قسوة، لهذا لم يقبل به يوما و لن يقبله، لقد أفسد حياة ابنته بظهوره بها، و هى بغباءها لم ترى غير القشرة الخارجية و لم تعرف كم هو شخص فاسد و غير أمين، و ها هى تدفع ثمن خطأها و مازالت تدفعه و ستظل تفعل  طالما هى معه  رمقه باحتقار و أمسك بكتفي زوجته يقودها ليذهب مع رحيم ، ليظل هو مسمرا على حاله، سأله بصوت جامد " ماذا حدث معها هل ولادتها متعسرة"
أجاب رحيم بتوتر " لا نعرف بعد لم يخرج أحد ليطمئننا منذ أتينا"
جلست صباح بتهالك و هى تبكي بحرقة قائلة بقهر " هل ستظل ابنتي تعاني طوال حياتها، ألن تشعر بالراحة أبدا، لمتى ستظل هكذا "
قال رحيم بحزن " سيدتي لا تقولي هذا، هذه مشيئة الله، أدعوا لها أن تكون بخير فقط"
استند عبد الغني على الحائط بجوار مقعد زوجته  داعياً الله أن يسلمها يكفي حرقته في بعادها، لن يتحمل ألم فقدها، تمتم بحرقة
" يا رب سلم "

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن