اقتباس

11.4K 318 215
                                    

اقتباس

كانتا جالستين أمام غرفة العمليات ينتظرن أي أحد يخرج ليطمأنهم، و لكن لا أحد، بكاء سميحة و قلق رحيم و تهدئته لزوجته لم يساعد بطمأنتهم معها، كان والدي يقين جالسين بصمت و لكن لم يمنعهم كراهيته من القلق عليه خاصةً و هناك أطفال يحتاجون لوالدهم،  مديحة الناظرة لشحوب ابنتها و قلقها على زوجها و خوفها حد الرعب عليه جعلها تغفر له كل ما فعل داعية أن يكون بخير فقط من أجل ابنتها و طفلها، يمر الوقت بطيئا ليجعل مشاعر الخوف مضاعفة على من نحب، تتحول الثواني لساعات و الساعات لدهور، تمتمات الأدعية تخرج برجاء و قلوب وجلة، شعور الخوف هذا لم تجربه من قبل حتى عندما كانت تقوم بجراحة قلبها لم تخف و لو للحظة، حتى حديثها ذلك الوقت لعلمها أنه معها و جوارها، هو سندها
كانت تشعر بقلبها و كأن أحدهم يمسك به بين قبضته يعتصره بقوة ليوقف دقاته فمن يرقد بالداخل تنتظر خبر عنه هو دقات هذا القلب ترمق تلك الجالسة جوارها تفرك يديها بخوف و تمتمات الدعاء تخرج بحرقة من حلقها  و دموعها تهطل بصمت و جسدها متحفز كمن ينتظر حدوث شيء. وجدت صوتها يخرج متحشرجا مختنق عندما تمتمت أماني بخفوت " تعلمين لا أظن أني سأحبك يوما" رفعت رأسها لتكمل بجمود" كنت أعلم عنك منذ زمن بعيد، منذ كان يذهب لبيتكم طالبا يدك من والدك و هو يرفضه"
التفتت إليها يقين بصدمة تغلب عليها الحزن، إذن كانت تعلم عنها وقت كانت بالفعل متزوجة منه كانت تعلم و كانت بخير، لم لم تتحدث إذن و تخبره أنها تعلم عنها، بالطبع لن تحبها يوما تتفهم ذلك فهى من وجهة نظرها خاطفة رجال، معها حق هى هكذا بالفعل ، و كأن أماني علمت ما تفكر به عادت و أردفت" نعم لن أحبك أبدا مهما فعلت، تعلمين لم لم أواجهه بالأمر؟؟ خشية أن يقولها لي صريحة لقد كنت ضعيفة ذلك الوقت، لم أكن لأتحمل ذلك و أنا أعلم أن زوجى وقع في حب امرأة أخرى "
أجابتها يقين بمرارة  منتشلة عقلها من ذلك الهاجس الذي سيطر عليها بأنها ستفقده " لم يحبني كما تظنين، لقد كان يحتاجني فقط، أما الحب كان إليك و لك كان يظهر في تصرفاته و ذكره لك دوما ،و ما أعادني إليه إلا لشعوره بالذنب تجاهي، و لا ألومه، هو لم يخدعني و يخفيك منذ البداية  كان  يجب على فقط أن أقرأ الإشارات و سبب زواجه بي لقد كنت أوهم نفسي أنه يحبني حقا فأنا كنت غارقة حتى النخاع كالبلهاء "
تمتمت أماني بمرارة، هل تصدق ما تقوله حقا ألا ترى لهفته عليها، ألا تشعر بخوفه عندما علم بحملها و أنها بسبب ذلك الحادث محتمل تفقد طفلها ثانياً " بل يحبك أنت، لقد تأكدت من ذلك وقت كنت في المشفى، أنت لم تري حالته ذلك الوقت أما أنا فقد رأيت، لا تتخيلي شعوري و أنا أخشى أن يظن أني من دفعك عن الدرج "
قالت يقين بمرارة" لا لم يظن ذلك، هو يعرفك جيدا، فور افقت سألني بغضب متجاهلا حالتي وقتها قائلا، كيف سقطت من على الدرج يا غبية لقد كدت تقتليني و أماني خوفاً عليك "
ابتسمت يقين بمرارة و أضافت" و صدقيني لم يعد يهم الأن من يحب ، كل ما أريده أن يكون بخير،  أشعر بالذنب لذلك فما حدث كان بسببي أنا، لن أسامح نفسي أبدا لو حدث له شيء و فقدته "
قالت أماني بحزن " بل بسببي أنا، كنت أعلم أنه يبحث عنك، و كنت أعلم مكانك و لم أخبره عنه، كنت فقط أريد أن أبعدك عنه ، ربما لو أخبرته كنت أحتفظت بطفلك و ما تعرضت للإعتداء و لم يكن ذلك الرجل حاول  قتله الأن "
لم تعلق يقين من شدة صدمتها، هل كانت تراقبها، هل كانت علاقتها بزوجها تسبب لها كل هذا الأرق لحد أن ترسل من يراقبها. سألتها يقين بصوت متحشرج" هل كنت تعلمين بزواجنا ذلك الوقت "
رد أماني بخفوت نافية" لا، و لكن كان يكفي تفكيره بك لأشعر أني مهددة  "
شعرت يقين بالحزن لذلك تعرف شعورها جيدا أليس هذا ما شعرت به عندما أخبرتهم سميحة أنها تبحث له عن عروس، و أنها لن تنتظر حتى يبلغ ولدها خمسون عاما لترى أحفادها، نظرت يقين لوالديها الذين يجلسون بجانب رحيم و سميحة يواسونهم متجاهلينها تماما و كأنها ليست ابنتهم بعد كل هذا الوقت ظلت خيانتها و زلتها عقبة في طريق سعادتها، مازال والدها يشيح بوجهه كلما رآها و والدتها التي أصبحت ضمتها باردة لا حياة بها و لا دفئ، هى من فعلت كل ذلك بهم جميعا والديها و زوجها و أماني، قالت يقين باكية " أسفة لشعورك هذا، لو عاد بي الزمن لن أوافق على الزواج به"
أجابتها أماني بمرارة " بل ستفعلين، أنت تحبينه بصدق مثلي تماما"
أجابت بصوت مختنق " و لكن حبهم لي كان الثمن و هو باهظ كثيرا لم أكن أظن أنه على دفع هذا الثمن ظننت أنه سيكون لي عالمي الخاص بنا أنا و هو بعيدا عنك بعلم والدي و تقبلهما ، لم أكن أفكر بتعقل أو تروي، لأخسر كل شيء في النهاية"
أجابتها أماني بحزن" لقد ربحت طفلين جميلين و حبه ألا يكفيانك"
قالت يقين بتأكد" أخبرتك لا يحبني، أنه يحبك أنت لم لا تصدقين "
ردت أماني ساخرة بمرارة" اعيديها على مسامعي كثيرا لعلي أصدق ذلك و أكذب قلبي و عيناي "
كل هذا لا شيء بجانب قلقهم عليه ليكن بخير و كل شيء سيحل
صمت عم المكان و عودة مشاعر الخوف تؤرقهم عليه و مظهره و هو غارق في دمائه أمام أعينهم و الأولاد تعاود أحتلال عقولهم خائفين  بشدة، بعد وقت ليس بالقصير و قد أصبحت أعصابهم على وشك الإنهيار، وقف الطبيب أمامهم ينظر إليهم بقلق لم لديه من أخبار..

******★******★******★******

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن