الفصل الخامس و الثلاثون
كان يمر على خصلاتها برفق و شعور بالراحة يتملكه، يفكر هل ستكون حياته هادئة الأن بعد تفاهمه مع يقين، هل ستظل أماني متفهمة بدورها أم هذا مجرد فسحة قبل أن تنقلب مرة أخرى، استدارت يقين لتعطيه ظهرها تبحث عن وضع مريح في الفراش فأعتدل بهدوء ليشد الغطاء عليها يدثرها، نهض برفق حتى لا يوقظها و خرج من الغرفة، كانت الساعة تشير للثالثة يتعجب أنه لم يغفو للأن و لا يشعر برغبة في النوم، جلس على الأريكة و أمسك بالهاتف بتردد لا يعرف هل يطلب أماني، أم ستكون نائمة الأن، حسم أمره و طلبها و أنتظر لعشر ثوان قبل أن يغلق الهاتف، و لكنها لم تمهله لينقضي الوقت لتجيب بلهفة " حبيبي، هل هذا أنت "
رق قلبه فأجاب بحنان " نعم أمنيتي، هل أيقظتك، أسف لو فعلت "
أجابته بنفي " لا، لم أكن نائمة، كيف حالك "
أجابها باسما " أنا بخير أمنيتي، لا أستطيع النوم لذلك طلبتك و ظني أنك نائمة و لكن كان لدي أمل أنك مستيقظة "
قالت تجيبه بضيق " لقد غفوت قليلاً أول الليل ، و استيقظت منذ قليل جيد أنك تحدثت "
سألها بصوت هادئ " ماذا تفعلين "
أجابته بحزن " أشاهد صور زفافنا "
رد معاتبا " لم لم تنتظريني لنشاهدها معا أمنيتي، أريد تذكر كل لحظة منها معك "
أجابته بحزن " هل تظن أنه سيأتي يوم و نشاهد معا صور أطفالنا فخار "
أجابها بثقة " بالطبع حبيبتي، قريباً قريباً جداً "
قالت بجمود " غدا مساءً سأذهب مع خالتي لعند الطبيبة "
قال لها بحزم " لا بل سأتي أنا معك، هاتفي أمي و أخبريها أني من سأذهب معك لدى الطبيبة "
سألته بشك و بعض الحزن " و زوجتك، هل ستتركها مريضة "
أجابها بحنان، يفهم حزنها جيداً و يقدر محاولتها للتأقلم رغم صعوبة الأمر " يقين أصبحت بخير، تحتاج أن تعتني بصحتها فقط و ستكون بخير، لقد أخبرتني أن أعود للمنزل حتى لا تتضايقين و لكن الوقت تأخر و فضلت أن أعود صباحا "
كانت ستصرخ في وجهه أنها لا تحتاج أن تمن عليها بوقتها، و أن لا تظن أنها سيأتي يوم و تقبلها فيه، لقد فرضت فرضا على حياتها و لكن لن تكون سبباً في خلاف بينها و بين زوجها بعد الأن، ستتجاهل وجودها تماما مثلما طلب منها من قبل، قالت ببرود " أشكرها نيابة عني و لكني أعلم أنك لن تظلم أي منا، لقد وعدتني و أنا أثق بك "
تنحنح فخار و شعر بتغير نبرتها فقال بمرح " حسنا حبيبتي، فلتغفي الأن و سأكون معك وقت الغداء اتفقنا، و لا تنس تخبري أمي أني سأذهب معك لدى الطبيبة "
سألته بحدة " و لم ستأتي عند الغداء ، ألم تخبرني أنك ستكون لدي وقت الفطور "
أجابها يهدئها " حبيبتي لأني سأوصل يقين للعمل و ربما تحدثت قليلاً مع أبي ، ثم أتي "
لم يشأ أن يخبرها أنه سيتناول معها الفطور قبل مجيئه و أنها لن تذهب للعمل فهى مازالت متعبة ، قالت بضيق " حسنا , لا تتأخر "
قال لها برقة " تصبحين على خير أمنيتي "
أغلق الهاتف قبل أن يتنفس براحة ، لم ينتبه لتلك التي عادت للغرفة ثانية لتعود و تضجع على الفراش بحزن تفكر ، لا يريدها أن تظل في المنزل فتشعر بالوحدة و الضيق في انتظاره ، هل هذا يدل على أيام وحدتها الطويلة القادمة ، عاد للغرفة بهدوء و أستلقى بجانبها يمسد شعرها من جديد ، أبعدت رأسها عن يده فعلم أنها مستيقظة مال على وجنتها يقبلها برقة قائلاً "استيقظت حبيبتي "
قالت يقين بحزن " لم لم تعود لمنزلك "
أجابها بصوت خافت " أردت أن أظل معك لأطول وقت ، حتى لو كنت غافية فيه المهم أن أكون جوارك ثم أخبرك هذا أيضاً منزلي "
قالت بخفوت " يمكنك الذهاب باكرا و أنا سأذهب للعمل بنفسي أنا لست صغيرة "
أمسك بكتفيها ليرفعها عن الفراش لتجلس و قد علم أنها أنصتت لحديثه مع أماني نظر في عينيها قائلاً بحزم " لا ذهاب للعمل غداً أو بعد غد لحين تشفى تماماً و تعودين كما كنت حبيبتي القوية يقين المشاكسة اتفقنا "
أخفضت رأسها بحزن فشدها لصدره قائلاً بصدق " سيكون كل شيء بخير ، أعدك بذلك "
هزت رأسها بتوتر فقال بتساؤل " هل ستظلين هنا أم تفضلين العودة للمنزل هناك "
قالت يقين بتوتر " أفضل أن أظل هنا، حتى تكون زوجتك مرتاحة في منزلها ، و أنا أشعر بالراحة هنا بدوري "
أومأ برأسه موافقا " كما تريدين حبيبتي " رغم أنه و بعد ما حدث يفضل الاثنان جواره ليطمئن أكثر عليهما
قالت تحثه على النوم " فلتغف قليلاً إذن ، حتى تكون مرتاح في الصباح "
أبتسم بمكر قائلاً بخفوت " شرط تعودين للنوم على صدري "
أستلقى و سحبها بجانبه و هى لم تمانع مفكرة هل حقاً سيكون كل شيء بخير كما يقول ...
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...