السابع و الخمسون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

11K 427 175
                                    

الفصل السابع و الخمسون

لم يمر اليوم الأول بعد و هى تكاد تنهار تشعر بالخوف و القلق و الحزن و هو بعيد و كأن روحها نزعت منها، تبا لك فخار و لقلبك الأسود، كيف استطعت أن تبعد ابني عني بكل هذا التجبر، وجدت أنها و الساعة موشكة على الثالثة مازالت تتقلب في الفراش و لا تستطيع النوم، نهضت لتخرج من الغرفة لتقف في الشرفة و أنفاسها تختنق، تشعر أنها لا تستطيع التنفس في الغرفة، مؤكد أدين لا يستطيع النوم الأن و هو بعيد عنها، هل تعامله جيدا هل أطعمته هل اهتمت به ، ربما لا تحبه كما أحب أنا أسامة ربما أذت ابني لتنتقم مني به، نفضت رأسها تنفض هذه الأفكار السوداء، لا بالطبع فخار هناك معهم هو لن يتركها تقترب منه أو تعامله بسوء ، تنفست بقوة لتهدئ من نفسها و قلقها فهو للمرة الأولى يبتعد عنها كل هذا الوقت ماذا ستفعل طوال الأسبوع، عادت للغرفة تجلس على الفراش و أحاطت ساقيها بيديها و هى تبكي بخفوت، رن هاتفها فأمسكت به مرتعبة أن يكون حدث له شيء ، هتفت بسرعة عندما علمت هوية المتصل " ماذا به ابني فخار أخبرني"
رد فخار بهدوء " بخير أمنيتي أنه نائم منذ وقت طويل"
صرخت به غاضبة " تبا لك أيها الوغد أنا أريد ابني الآن أعده إلي"
رد فخار بأمر " أخرجي للشرفة أمنيتي"
نهضت مسرعة لتخرج للشرفة وجدته يقف في الأسفل قالت غاضبة
" أريد أدين فخار أجلبه لي ليس لي علاقة بعقابك الأحمق هذا"
قال بهدوء" هذا ليس عقاب أمنيتي هذا تقريب مسافات بين الولدين ليشعرا بالعلاقة بينهم و لا يشبون كالأغراب و هم يعيشون في منزل واحد "
قالت بحنق باكية " ما ذنبي أنا تبعده عني فخار"
رد بحزم " و هل بعدته عنك وحدك ألم يكن أسامة معك لأسبوع أيضاً "
قالت باكية" ليس لي شأن بها هى تتحمل لديها قلب من حديد أنا لا، أنا أريد طفلي فخار "
رق قلبه و قال مهدئا" كفى بكاء حبيبتي لا تقلقي عليه هو معي أيضاً و بينكم جدار و ليس مدينة بأكملها "
مسحت وجنتها بحنق قائلة بغضب" أعلم أني لن أسامحك على هذا أبدا "
أغلقت الهاتف و دخلت من الشرفة و أغلقتها بعنف، ضحك فخار بخفوت و قال بخفة" مجنونة حقا "

***

فتح الباب بهدوء و دلف للغرفة و استلقي على الفراش دون أن يضيء المصباح شعر بها تستدير ناحيته و تستند برأسها على راحتها تنظر إليه في الظلام، التفت إليها دون أن يرى ملامحها كيف تبدوا سائلاً " هل أيقظتك"
أجابت بلامبالاة " أنا لم أغفو من الأساس و أشعر بك تتقلب على الفراش كمن يقلى في الزيت منذ غفى الأولاد و أنت في مكان أخر "
التفت إليها يتخذ نفس وضعها سائلاً باهتمام " حقا و لم تشعرين بهذا، أنا فقط لم أستطع النوم"
قالت يقين بهدوء " فخار هل تعلم أنا أتعجب من نفسي أحياناً كثيرة و لا أصدق أن هذه أنا"
سألها بجدية" لماذا "
قالت بحزن" كنت دوما أحلم بالزواج برجل يحبني و أحبه كثيرا ، كان تفكيري محصور في حبه لي فقط، لم أفكر يوما أن أضيف لحلمي هذا أن أكون الوحيدة في حياته و في قلبه لم أفكر في هذا الأمر و أنا أحبك أنت دونا عن جميع من أتى ليطلبني غريب أليس كذلك كان من المفترض أن أتمنى أن أكون حبه الوحيد و ليس يحبني فقط "
سألها بهدوء" هل أنت نادمة على حبك لي ، هل تجدين أني لم أكن أستحق كل ما عانيته بسببي "
مدت يدها تلمس لحيته الخشنة قائلة " تريدني أن أكذب عليك "
قال بسخرية" بالطبع لا هاربتي نسيتي لقد ألقيتها في وجهى من قبل و ليس مرة واحدة بل مرات "
ضحكت يقين بخفوت قائلة" تعلم أني أحبك رغم ذلك صحيح "
رد بحنق" نعم و لكن أظل لا أستحق "
تنهدت بحرارة قائلة" أجل بالطبع"
ضحك فخار بخفوت قائلا بسخرية" يا لزوجتي الصريحة حد الألم"
قالت بمرح" لم لا نكون، هذا ما جبلنا عليه معا، هيا أنهض و أذهب إليها، أنت تريد الذهاب و لكنك تخجل من ذلك تظن أني سأغضب أو أحزن و لكني لن أفعل أنا كنت أعلم ذلك منذ غفى الأولاد لا تقلق "
سألها بمكر " ألن تكوني حقا، إلا تغضبين و لو قليلاً "
ردت بلامبالاة " لا تعودت على ذلك "
نهض قائلا بحنق " و لكني لم أتعود و أريدك أن تفعلي "
شدت الغطاء على رأسها قائلة بملل" لن تحصل على كل شيء من الحياة، كن مثلي و أرضى بما قسم لك يكفيك غيرة واحدة و غضبها الاثنان سيكون جحيم لك "
نزع الغطاء عن وجهها و قال بتصميم" و لكني أعلم أنك تفعلين و لكن لا تحبين أن تظهريه لي أنا سأعمل على جعله ظاهرا "
قالت ببرود " هيا أذهب و لا تتأخر ليجدك الأولاد على الفطور"
قال بحنق " أنا لا أصدق هل أنت زوجة تحب زوجها ترسليني للأخرى هكذا ببساطة "
قالت بسخرية" هذا لحسن حظك صدقني، هل ستذهب أم تعود للفراش و تتحمل ما سيحدث لك فيما بعد فأنا أعرف شعورها الأن و لكنها ليست مثلي لتمررها لك "
دفع الغطاء على رأسها قائلا" حسنا نامي و لكني سأعود و أوقظك لنكمل حديثنا عن ذلك الأمر "
همهمت قائلة ببرود " همم، لا تتأخر على الفطور "
خرج من الغرفة باسما بتعجب هل حقا يريدها أن تظهر غيرتها كأماني أم هى محقة و هو محظوظ بأن واحدة منهم عاقلة و متفهمة.. صعد الدرج بسرعة بعد أن دلف من الباب الداخلي للمنزل فتح باب الغرفة و أضاء المصباح قائلا برفق للمنكمشة على الفراش تعطيه ظهرها" أمنيتي لقد أتيت"
اعتدلت أماني و هى تهتف بحرارة " هل أتيت بأدين"
اتجه إليها و جلس بجوارها على الفراش يلف ذراعيه حولها قائلا بمزاح " أتيت بأب أدين ألا يكفيك"
دفعته في صدره قائلة و هى تكاد تبكي ثانياً " تبا لك فخار لم لم تجلبه معك أنا أريد ابني فخار أذهب و أجلبه "
قبلها على عنقها بحرارة و هو يشدد من ضمها قائلا " لم لا نجلب أخوة لأدين أمنيتي، لقد كبر الأن و لم يعد يحتاج ليمسك بزيل ثوبك في كل مكان يتواجد به "
أبعدت فمه بغضب قائلة " لا، أنا لا أريد غير أدين، فلتجلبه لي، فهو مازال صغيرا و يحتاجني، أيها الكاذب، لم تقول هذا هل تخبرني أنه سعيد و هو بعيد عني و أنه ليس متعلق بي "
قال فخار بحنق" من قال هذا حبيبتي، بل هو كذلك أنا فقط أخبرك برغبتي و أنت تفهمين حديثي بطريقة مغلوطة "
قالت نافية" أنا لا أريد أن أنجب مرة أخرى فلتجعل زوجتك الأخرى تفعل ذلك "
دفعها لتستلقي على الفراش يحتجزها بين ذراعيه و أنهال عليها تقبيلا بحرارة و هو يقول برجاء..
" واحد فقط أمنيتي أريد فتاة تشبهك أرجوك أمنيتي أريد أن اسميها بنفسي دون تطفل و فرض الأخرين رأيهم "
حاولت أن تبعده عنها قائلة بحنق" كفي فخار أنت لن تلهيني عن ذلك أريد أدين الأن أريده أن يبيت ف....."
قاطع احتجاجها بشفتيه عندما أمتلك شفتيها و يده تعمل على نزع ثوبها، تبا له هذا العنيد لن يجعلني أرضخ لذلك مهما فعل سيأتي بطفلي و الأن، أبعدت يده بعنف عن جسدها الذي أشعلته قبلاته قائلة " لن تفعل شيء أذهب و أحضر أدين الأن فخار "
شدها لصدره و همس برجاء" فتاة واحدة و لن أطلب المزيد حبيبتي، أمنيتي وافقي رجاء من أجلى" عاد لتقبيلها بحرارة و هى تقاومه بعنف مغتاظة من تجاهلها ، قالت بغضب " أخبرتك لا أريد ذلك فخار أريد..."
عاد ليقاطع احتجاجها قائلا بحزن مصطنع " أحبك مدللتي لقد أصبحت قاسية القلب منذ أتى أدين لم يعد لي مكان في قلبك "
نظرت إليه بغضب" هل تسخر مني أيها " قبلها فخار ليسكتها قبل أن تسبه و هو يضحك بمرح قائلا " أنا أسخر منك، أليست الحقيقة، أخبريني منذ أتى ابن أمه متى كنت معي بعقلك و قلبك، دوما أحدهم معه في الغرفة المجاورة "
دفعته غاضبة" الآن تخبرني أنك تغار من طفلي الصغير "
ابتعد و جلس ينظر إليها بتعجب قائلا" غريب أليس كذلك"
نظرت إليه بتمعن صامتة فعاد يستلقي بجانبها و شدها لتضع رأسها على صدره قائلا بهدوء" لم أفعلها يوما، فأنت كنت دوما لي، مشاعرك تفكيرك و جسدك و أنفاسك ، منذ جاء و هو أصبح محور حياتك، بل محور الكون أصبح نقطة ارتكازك، في البداية لم أهتم فهو صغير و يحتاجك و لكنك أصبحت تبالغين في كل ما يخصه كم مرة تركتني و نحن معا و أنا أكاد أحترق فقط لشكك أنه ربما أستيقظ و يبكي، كم مرة كنت بين ذراعي و عقلك معه ، كم مرة كنت بجانبي لأستيقظ و أجدك تغفين معه في غرفته، هل أعدد لك أسباب أخرى أيضاً لغيرتي من طفلك الصغير، "
تنهد بألم و أضاف" أسف لشعورك هذا أمنيتي إن كان مشابه لشعوري فهو كالجحيم "
ابتسم بحزن مكملا" إذن سيدتي إن كنت ستستمرين على هذا الوضع أحضري لي فتاة تشبهك أنا أيضاً حتى تملئ مكانك ماذا قلت "
أخفض رأسه لينظر إليها ليجدها تبكي بصمت، سألها بضيق" لم هذا الأن "
قالت بحنق" هل تخبرني بهذا الآن "
رد بهدوء" هذا وقت مناسب فنحن وحدنا في المنزل و أستطيع أن أخبرك بما أريد على راحتي دون مقاطعة أليس ذكاء مني "
قالت غاضبة" بل هذا كونك أحمق كبير "
ضحك بمرح و سألها " و الأن أخبريني هل ستحضرين أمنيتي الصغيرة ، هذه فرصة لن تعوض و نحن وحدنا و الشيطان ثالثنا "
ضحكت أماني و دست جسدها بين ذراعيه قائلة" أنت مجنون مجنون "
قال فخار بمزاح" ظننت أنها أنت المجنونة "
وكزته في جانبه بأصبعها عندما رفعها لتعتلي جسده لينظر في عينيها قائلا برجاء" نحضرها لأمنية الصغيرة "
لمعت عيناها فرحا قائلة بدلال" أنت و حظك "
رد مؤكدا" أنا محظوظ بأمنيتي"
ابتسمت بحب قبل أن تلمس شفتيه برقة و قبل أن تبتعد عنه أخذها لطوفانه الحارق و لم يترك لها ثانية لتفكر في شيء أخر غيره و حبه...

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن