الفصل الثالث و العشرون
ضمته سميحة بشوق مرحبة به قائلة "حمدا لله على سلامتك حبيبي، اشتقت لك"
قال فخار باسما " هل أدخل أم ستحادثينني من على الباب أنت أيضاً قبل أن تسمحي لي"
ضحكت سميحة و لفت ذراعها بيده تدخله قائلة " بل تعال و سأطعمك أيضاً تبدوا كمن خرج من مجاعة"
رد فخار براحة " بالفعل لقد كانت أيام متعبة لي، حمدا لله لقد مرت بخير "
قالت سميحة بعد أن اجلسته " أخبرني بما حدث مع أماني ليلة أمس "
قال فخار براحة" لقد قلت ما اقترحته على أمي"
سألته باهتمام "و ماذا قالت أخبرني بكل شيء "
قال يجيبها بحزن" لقد بكت كثيرا، لقد ألمني قلبي لرؤيتها هكذا و لكني في النهاية اقنعتها و لو مبدئيا "
قالت سميحة بثقة "كنت أعلم أنها لن تتركك فهى تحبك بني أنت حب حياتها و صعب تتخلى عنك أو تفقدك "
رد فخار بعدم تصديق " لقد كاد قلبي يتوقف و أنا أخبرها أني أستطيع تركها إذا أرادت، لقد خشيت أن توافق على حديثي و تتركني، لا أعرف ماذا كنت سأفعل عندها "
ضحكت سميحة بمرح " لا تقلق، لقد كنت متأكدة أنها ستفضل البقاء معك على تركك و الآن و قد وجدتم علاج لحالتها ستكون أقوى فتحمل ما هو قادم لا تظن أنها تقبلت يقين في حياتك حقا "
قال فخار بحزن" أعلم ذلك أمي، و لكن ما يقلقني هو كيف سأخبرها أن تذهب معي لوالد يقين قبل أن نسافر"
قالت سميحة بهدوء" المهم خالتك لا تقف لكم كالعقبة و تمنعها من العودة إليك "
قال بتوتر" هذا ما أخشاه، لقد رفضت أن أنتظر عودتها من عند ملك و قالت أنها ستحادثها بنفسها"
قالت سميحة تطمئنه" لا تقلق، ستقنعها بالعودة، أنها مدللة والدتها و دوما تحصل على كل شيء تريده"
نظر فخار لأمه بحيرة و سؤال يدور في خلده يأبى إلا أن يخرج فسألها بجدية " أمي، ظننت أنك ستطلبين مني أن أترك أماني أو يقين مثل أبي، لم لم تفعلي ذلك "
قالت سميحة بحزن " و كيف أفعل و واحدة ابنة شقيقتي و أحبها مثلما أحبك و لذلك أردتها أن تكون سعيدة لو علمت سعادتها مع غيرك لطلبت منك تركها لتجد سعادتها بعيدا عنك، و الأخرى أنت ظلمتها بكل ما فعلته معها، لو لم تكن تحبك بدورها ما فعلت من أجلك كل هذا و أخفت الأمر عن والديها و بعد كل هذا الظلم تريدني أن أخبرك لتتركها، و هل ستعرف أن تكمل حياتها مع غيرك و قد ضحت من أجلك بالكثير عائلتها و كرامتها و سمعتها، لا أظن ذلك، أنت مسؤول الآن عن سعادة كلتاهما فأفعل لتفوز بهذا و تعفو كلتاهما عنك و لا تظن أن طريقك معهن مفروش بالورود بل ستجد شوك حتى في فراشك فتحمل حتى تمر الأزمة و تعرف كل واحدة منهن أنك بالفعل تحبها"
تساءل فخار بحيرة" و هل أحب كلاهما أمي، أنا للأن لا أعرف غير حبي لأماني الذي شببت عليه و أن ما شعرت به مع يقين كان شيء مختلف غير ذلك الذي أشعر به مع أماني كنت أخبرها بحبي و أنا لست واثق من ذلك ، يا إلهي لقد رددتها على مسامعها كثيرا ، كل ما كنت أفكر به أني أريدها مهما حصل، بعدها تأكدت أني لا أستطيع العيش دون واحدة منهن و أن كل منهن هى جزء مني لا أستطيع الانفصال عنه، لم أسأل قلبي يوما هل أحببت يقين مثلما أحب أماني، لأجد أن يقين لا تقل أهمية لي عن أماني و أني لا أريدها أن تذهب و تتركني إن كان هذا يعد حبا إذن أنا أحب الاثنين!! و أتساءل؟؟؟ و هل يعقل هذا أن أحب الاثنين "؟؟
قالت سميحة بحنان" لا تشغل عقلك بهذا الآن كل ما يشغلك هو أن تعيدهم لمنزلك و بعدها فكر هل تحبهن أم لا "
هز فخار رأسه بصمت فسألته بحنان" علمت شيء عن يقين "
ارتسم الحزن على ملامحه و أخرج هاتفه ليفتحه و يقوم بتشغيل فيديو عليه ليريها إياه، نظرت سميحة للفيديو بحزن، كانت يقين تحارب يد والدتها لتبعد عن فمها الطعام و راندا و مرام يمازحنها و يدعونها بالطفلة، قالت بحنان " كيف حصلت على ذلك"
أجاب فخار بحزن" أنها زوجة أكمل رب عملها السابق لقد ذهبت إليه قبل أن أسافر لأطلب من زوجته المساعدة لتطمئنني عنها، فكانت ترسل لي فيديو كل يومين و تسمعني صوتها من حين لأخر"
سألته سميحة بحنان " هل تحدثت معها"
لمعت عيناه بالدموع و قال بصوت مختنق" أجل لقد جعلتني راندا أحادثها و لكنها لم تنطق بكلمة، بل سمعت بكاءها و صراخها قبل أن يصمت كل شيء و يغلق الهاتف، أنا قلق عليها و لولا هاتفت راندا بعدها لأطمئن لعدت من سفرتي قبل حل كل شيء و تركت عمي عمر ينهي الأمر، أنها مجروحة مني و بشدة أعلم أنه صعب تسامحني "
قالت سميحة بحزم " حسنا لا تفكر بشيء الآن، هيا تعالي معي لأطعمك "
نهض فخار بتعب قائلا" لا بل سأذهب لأستريح في المنزل لحين تتحدث أماني مع والدتها لأعرف ما سيحدث معها "
كان يهم بالرحيل عندما دلف رحيم للمنزل ليراه، سأله بهدوء" كيف حالك "
أجاب فخار بصوت هادئ "بخير أبي، لقد كنت ذاهب للتو جيد أني رأيتك قبل ذهابي هل أنت بخير "
رد رحيم بلامبالاة " بخير، لم لا تظل هنا اليوم مؤكد والدتك مشتاقة للثرثرة معك "
نظر لوالدته بتوتر، لا يعرف ما خلف دعوة ابيه و لكن سميحة ابتسمت بحماسة قائلة " أجل فخار ظل معنا اليوم حبيبي"
تردد قليلاً قبل أن يقول" حسنا لا بأس بذلك "
قال رحيم بحزم" هيا أعدي لنا الطعام سميحة فأنا جائع "
ربما هى هدنة بينه و بين ابيه أو غصن زيتون يمده له ليعيد تصحيح علاقتهم..
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...