الفصل الحادي و الثلاثون
كانت جالسة على مائدة الطعام تتلاعب بطعامها شاردة فقال فخار بحزن " يكفي تفكير في ذلك يقين ، حزنك و عقابك لنفسك لن يعيدهم إليك، فلتهتمي بصحتك و عودي قوية لتستطيعي المواصلة في طلب سامحهم منك و أنا معك، فأنا سبب كل ما حدث"
أجابت يقين ببرود و رغم أنه ليس السبب الرئيسي بل هى بغلطتها الشنيعة في حقهم، و لكنها ردت مؤكدة لتضايقه" نعم في هذا معك حق، أنت بالفعل سبب ما أنا فيه "
زم فخار شفتيه بضيق و لكنه أجاب بصبر" معك حق و لذلك أريدك أن تعودي قوية كما كنت من قبل حتى تستطيعين استعادتهم عزيزتي"
لوت شفتيها ساخرة لتجيب بمرارة " حقا أستطيع، حسنا لنحلم بذلك معا"
أجابها فخار برقة " نعم المهم نكون معا يا روح فخار "
شعرت يقين بالغضب و قالت بحدة " ألن تكف عن الكذب، لقد أنتهى كل شيء لا داعي لذلك، أعلم لم تزوجتني و لم اعدتني، فكف عن التظاهر الفارغ بالحب و أحتفظ به لأمنيتك لم أعد أحتاجه "
رد فخار بسخرية" حقا تعلمين سبب ذلك"
تجاهلته يقين فالجدال العقيم حول ذلك لن يزيدها إلا غضبا، قالت ببرود " سأعود من الغد للعمل "
قال موافقا" حسنا لقد تحدثت مع والدي بالفعل و هو ينتظر عودتك"
أجابته بتحدي" لا، بل سأعود للعمل لدى أكمل لقد تحدثت معه بالفعل و هو ينتظر عودتي" كانت تكذب فقط لتضايقه..
ضرب فخار المائدة براحته لتنتفض يقين مع صوت الأطباق و الملاعق و هى تقرقع قائلا بغضب " يكفي، لا أريد سماع أنك ستفعلين ما برأسك بعد الأن، لو لم تهربي و أخبرتني عن طفلنا لكان مازال موجودا حتى الأن، منذ الأن لا حديث غير حديثي سينفذ، إذا لم تريدي العمل لدى والدي، فستجلسين في المنزل مثل أماني تنتظرين عودتي كأي امرأة تنتظر زوجها مفهوم، أعلم أنك متعبة هذه الفترة و لذلك لم أشأ الضغط عليك و لكن عودة للجنون القديم لا أنسى ذلك "
كانت تستمع لحديثه بعيون متسعة من الصدمة و الغضب و القهر نفس الوقت، يتحدث عن طفلها الآن، ألم ترجوه أن يخبر مدللته عنها ليوافق والدها لولا تعنته و لامبالاته بها و الاهتمام فقط بزوجته لكان طفلها مازال حيا الآن، أمسكت بكوب الماء بجواره طبقها و قذفته به في وجهه و هى تقول باكية " أذهب إلى الجحيم"
نهضت تذهب لغرفتها مسرعة قبل أن يفعل شيء، رفع فخار راحته ليزيل الماء عن وجهه متمتما بسخرية " حمدا لله أنه ليس كوب شاي ساخن، يا لي من محظوظ بزوجتي ، و ماذا بعد"؟؟؟*****
حاولت فتح الباب و هى تجر حقيبتها التي وضعت بها بعض ملابسها لتترك المنزل و تذهب لوالدتها، فلم يفتح، بعد عدة محاولات من أماني لفتحه لم يستجيب، ركلته عدة ركلات قبل أن تمسك بهاتفها لتطلبه، ما أن سمعت صوته الهادئ صرخت في وجهه قائلة
" أفتح الباب فخار، و إلا سأطلب الشرطة و أخبرهم أنك تحتجزني غصبا عني هنا و أنك تقوم بتعذيبي"
قال يجيبها ببرود " ستدخلينني السجن أمنيتي، يهون عليك فخار حبيبك"
صرخت فيه غاضبة حتى كادت تصم أذنه فأبعد الهاتف قليلاً عن أذنه يستمع لغضبها " بل سأقتلك لو وقعت تحت يدي هيا تعال أفتح الباب لن أظل هنا لثانية، و أنت أحتفظ بسارقة الرجال "
قال فخار بملل" هى تقول أحتفظ بأمنيتك و أنت تقولين أحتفظ بخاطفة الرجال هل أنتم بقشيش حتى كل واحدة تعطيني الأخرى لأحتفظ بها "
صرخت به ثانيا " أفتح الباب فخار و إلا سأهاتف أمي تأتي إليك بالمنفضة "
ضحك فخار بمرح" اه كم أحبك مدللتي، غدا سأتي لأفتح الباب يا حبيبتي ، أعتني بنفسك يا قلب فخار "
أغلق الهاتف ليجد يقين تقف متخصرة تستمع، قال لها ببرود" ماذا هناك ياكو، تريدين شيء، تريديني" أضافها بمكر
قالت يقين غاضبة" أنت منافق أناني "
أجابها بصدق" أعلم ذلك، و لكني حقا لا أنفاق أي منكن، لكن ربما أناني "
سألته بسخرية" هل تخبرني أنك تحبها و تحبني "
قال بلامبالاة" و لم لا، هل هو مستحيل"
" تصدق نفسك" سألته بحنق
هز كتفيه بلامبالاة" بالطبع، لأني صادق "
رددت بسخرية " صادق"
وضع راحته على قلبه و قال بصدق مصطنع " أقسم لك"
ضربت الأرض بقدمها غاضبة و تركته لتعود لغرفتها تصفق الباب بقوة و هى تمتم غاضبة .." أكرهك "ضحك فخار بمرح قبل أن يتنهد متمتما " هاااه، الحياة ممتعة حقا "!!!
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...