الفصل الثاني و الأربعون
رفعها ليدخلها من النافذة بعد أن عادا من موعدهم ، مر الوقت عليهم و هو يتحدث دون ملل و يتذكر كل مواقفها المضحكة و أفعالها الحمقاء، كانت تبتسم تارة و تغضب أخرى و كلماتها القليلة لم تمنعها من أن تستمع داخلها بالحديث، منذ وقت طويل لم يتشاركان حديث عن ما مر بهما من قبل، ربما منذ أدخل تلك على حياتهم، بعد أن هبطت داخل الغرفة سألها برجاء " هل أتي غدا أمنيتي"
أجابت بنفي " لا، لن أتي معك في مكان أخر، لقد خرجت اليوم فقط حتى لا تثير جلبة فتعرف أمي بما حدث و أنا لم أخبرها بعد"
أرتسم الحزن على وجهه " هل هذا يعني أنك ستتركينني أماني"
ردت أماني ببرود " لقد تركتك بالفعل فخار للأن لا تصدق"
رفع قدمه ليدخل الغرفة فأوقفته قائلة بغضب" لأين فخار "
أجابها ببرود" سأدخل لأخبر خالتي إذن هل هذا ما تريدينه لننهي الأمر إذن "
قالت أماني غاضبة " تبا فخار أنا لا أريد أن أخبر أمي لا شأن لك بي فقط أرسل لي ورقة طلاقي" فهى تعرف أمها جيدا لن تصمت و سيكبر الموضوع و تحدث مشاكل بينها و خالتها و هما لم تتصافيا بعد ، بعد ما حدث..
رد بحنق" لا، لقد أعطيتني شهرا و بعدها تقررين و لم يمر غير يوم واحد"
قالت أماني بحنق" أنا لم أعطيك شيء أنت من قال هذا و أنا لم أوافق "
قال فخار ببرود و هو يخرج هاتفه يطلب الرجل ليهبط" غدا في السابعة أمنيتي، لا تجعليني أتي و أجدك بالمنشفة لا تلومي غير نفسك وقتها سأظنها دعوة "
ردت غاضبة" لا تأت لن أفتح لك النافذة أرح نفسك"
قال فخار باقتضاب" أهبط "
عادت تقول غاضبة" فخار لا تأت "
قال و هو يهبط " السابعة أمنيتي إذا لم أجد النافذة مفتوحة أتيت من الباب و أخبرت خالتي "
تمتمت بحنق" تبا لك فخار أنا أكرهك الأن حقا "
أجابها بمكر" لا أصدقك أمنيتي و لن أصدقك أبدا "
رأته يصعد لسيارته بعد أن تحدث مع الرجل لبعض الوقت و هو بدوره يتحرك ليرحل، أغلقت النافذة بضيق مصممة أنه لن يجدها مفتوحة كما يظن..****
كانت تنظر في ساعة يدها كل ثلاث دقائق، لاحظت ملك ذلك فسألتها بضيق " أماني ما بك هل لديك موعد "
ردت أماني بشرود " لا، ليس لدي، لم تقولين هذا" فعقلها يدور في موعدها لليوم لقد عاندت نفسها و خرجت من المنزل حتى تثبت له أنها لن تنتظره كما كانت تفعل في الأسبوعين الماضيين، فكلما قالت أنها لن تذهب معه يخبرها عن أحد الأماكن التي كانا يذهبان إليها وقت الخطبة، فهو يعرف حقا نقاط ضعفها و أنها فور حديثه ستشتاق للشعور بتلك المشاعر التي كانت تحسها ذلك الوقت. و باقات الورد التي أغرقت المنزل و والدتها تتسأل من أين تأتي و كل يوم تخبرها كذبة جديدة، نظرت للسوار في يدها باسمة فأمس تفاجأت به يضعه في يدها قائلا " تتذكرين أول هدية لك، بعد الخطبة ذلك السوار الذي أعجبك و تحتفظين به للأن كان من الفضة، فضلت أن يكون هو أول هدية لك الآن أيضاً و لكنه ليس من الفضة هذه المرة، ما رأيك به" عادت على صوت ملك و هى تقول
بسخرية " تطلعك في ساعة يدك كل دقيقة"
سألتها أماني بعدم انتباه " هل هذه الساعة مضبوطة، فهى ليست مثل ساعة يدي"
قالت ملك بدهشة " هل هذا هو ما يشغلك"
ردت أماني بنفي " لا بالطبع، أخبريني متى ستسافرين مع بسام لزيارة عائلته "
ردت ملك بضيق" الأسبوع المقبل و سنعود بعد أسبوع "
سألتها أماني بتعجب" لم تتضايقين من زيارة عائلته كل مرة لهذا الحد "
تنهدت ملك بحزن" أخشى أن يفعلها مثل فخار و يتزوج على، نسيت ابنة عمه تلك التي كان مفترض به أن يتزوجها ، هى لم تتزوج للأن، أخشى أن يفعل مثل زوجك فيتزوجها ليرضي والده "
رمقتها أماني بدهشة فهى تعلم عن تلك الفتاة لقد كانت في الثانية عشر فقط من عمرها عندما أخبره والده أنه سيتزوجها فور بلوغها و لكن بسام رفض ذلك فهو يكبرها بخمس عشر عاما و لذلك رفض و عاد لهنا و قابل ملك و أخبرها عن ذلك، هى لم تهتم بذلك حينها و لكن يبدوا أن فخار تسبب في القلق لشقيقتها أيضاً، قالت أماني بهدوء " ملك، بسام مستحيل أن يفعل ذلك هو يحبك"
أجابتها بحزن " و فخار أيضاً يحبك"
ابتسمت أماني بتفهم و قالت موضحة بحزن " بسام ليس كفخار، ظروف زواج فخار أنت تعرفينها جيدا لذلك أطمئنك زوجك ليس لديه سبب ليتزوج من ابنة عمه الأن للأسباب الأتية، ابنة عمه مازالت تصغره بخمس عشر عاما، فسبب رفضه من البداية مازال قائم غير أن علاقتك بزوجك كانت طبيعية عكسي و فخار و غير ذلك لديكم ولدين ، إذن لا سبب يجعله يفعلها فلم القلق "
كان يستمع لحديثهن بدهشة قبل أن يدخل الغرفة فقد تسمر عند سماع سؤال زوجته لا ليس سؤال بل شك و شكوى رق قلبه رغم غضبه منها لظنها هذا و شعر بالحزن كون ثقتها به و بحبه لها قد اهتزت، لم يشأ أن يخبرها بإن ابنة عمه ستتزوج قريبا من رجل هناك فهذا من أسباب دعوة والده للذهاب إليه، تنحنح قبل أن يدخل، قال لأماني باسما " كيف حالك يا أمنيته"
ابتسمت أماني بحزن " بخير"
رمق زوجته بعتب فعلمت أنه أستمع لحديثها فأحتقن وجهها خجلا سألته أماني بتوتر " كم الساعة معك بسام فلا أعلم أي من الساعات مضبوط خاصتي أم الحائط"
لم يظهر دهشته من سؤالها بل قال بهدوء " السادسة و النصف"
نظرت لساعتها فوجدتها السابعة و النصف، إذن ساعتها هى الخرفة، توترت في جلستها هل ستظل منتظرة ساعة أخرى لتتأكد من مضى الوقت، ظنته مضى و أنتهى، نهضت قائلة بتوتر" حسنا سأذهب الآن أراكم فيما بعد "
قالت ملك دهشة " أنتظري سنتناول العشاء معا لم التعجل "
قال بسام بصوت هادئ " أتركيها على راحتها"
قبلت أماني ملك و ذهبت، أغلقت ملك الباب بعد ذهابها متعجبة، وجدت زوجها يقف مكتفا يديه، فسألته بتوتر " ماذا هناك "
أجاب ببرود " لا شيء غير زوجتي تشك بي هذا هو "
ترقرق الدمع في عينيها فقالت بصوت متحشرج" أسفة و لكن أنا حقا لم أعد مطمئنة بعد فعلة فخار مع أماني تعلم كم كان يحبها"
أجابها بسام بتأكيد " و مازال يحبها كما من قبل و لكن ظروفه ذلك الوقت أجبرته على فعلته، لقد تفهمت أماني رغم غضبها و لكنها علمت أن لا وجه مقارنة بيننا"
تركها و استدار ليذهب لغرفتهم، فوجدها تحتويه من الخلف تضم ظهره قائلة ببكاء" أسفة و لكن كنت أحتاج لتطمئنني"
استدار بسام و أمسك بوجهها بين راحتيه بقوة قائلا " بل تحتاجين الضرب أيتها الغبية، أنت حبيبتي و رفيقتي و أم أولادي و زوجتي التي أخترتها بعد تفكير كثير لأتأكد أنك تستطيعين مواجهة أي شيء معي، لم أخبرتك عن ذلك إذن قبل الزواج حتى تختاري هل ستكونين معي على الدوام أم ستتركينني مع أول هبة ريح"
قالت باكية " و لكنها لم تتزوج بعد و أنت دوما ما تختلي بوالدك و نحن هناك و ترفض أن تخبرني بم يدور بينكم لماذا إذا لم يكن يحادثك عنها لتتزوجها "
رد بسام غاضبا" لشيء لا يخصك يا غبية، و هى ستتزوج قريبا و لذلك نحن ذاهبون فهمت "
سألته بلهفة" حقا، حقا ستفعل "
رد بسام ببرود و هو يتركها" حقا ستفعل شكرا لك على ثقتك "
ضحكت ملك بفرح و هى تضمه بقوة و تقبله على وجنته و وجهه قائلة" على الرحب و السعة "
ابتسم بسام بمرح و ضمها قائلاً" غبية "
قبلت شفتيه بقوة قائلة" أحبك "
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
عاطفيةمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...