الفصل السادس و الثلاثون
سحب فخار ذراعه برفق من تحت رأسها حتى لا تستيقظ، و نهض ليخرج من الغرفة، لقد تخطت الساعة العاشرة و لم يحادث أماني كما عودها عندما يكون مع يقين، أخذ هاتفه و جلس على الأريكة ليطلب أماني، ما أن سمع صوتها سألها باسما " ماذا تفعل مدللتي الأن "
قالت أماني بغيرة و ضيق شعر به في صوتها " ماذا تفعل أنت الأن "
شعر فخار بالضيق و لكنه لم يعقب أو يخبرها أنه سؤال لا يجب سؤاله عندما يكون لدى واحدة منهن، فربما غضبت أكثر، قال بمرح
" ماذا أفعل أكلم حبيبتي على الهاتف فقد اشتقت إليها، و أنت ماذا تفعلين "
تنهدت أماني بحزن قائلة " لا شيء اشتاق إليك أيضاً ، لم لا تعود للمنزل " طلبت برجاء
قال فخار بحزم " حبيبتي، و لكنه يوم يقين، تنسين هى تعمل نهارا و لا أظل معها غير المساء و أتي في الصباح إليك بعد أن أوصلها للعمل و قبل ذهابي للعمل بدوري "
ردت بضيق " و لكنك تراها عندما تذهب لتوصلها لمنزلها، لم لا تجلب لها سيارة و تريح نفسك أنت لست السائق خاصتها "
كاد يجيبها بغضب و لكنه لم يشأ أن يزيد الوضع سوءا، قال ببرود
"و لكني أتي إليك أيضاً و أتناول الغداء معك كل يوم "
قالت غاضبة " و لكنك لم تفعل اليوم، لم ما الذي جد "
تنفس فخار بقوة و أجاب بصبر " لأنك ستكونين لدى خالتي و هى تغضب فور رؤيتي، لم أشأ أن أعكر صفو لقائك بشقيقتك و أمك "
تنهدت أماني بحزن، نعم معه حق فهذا ما قاله قبل أن يذهب أنه سيراها غدا لكونها ستظل مع شقيقتها عند والدتها، قالت بحزن
" أسفة حبيبي، و لكن الأمر خارج عن إرادتي "
قال بحزن، نعم يعلم بالطبع، و لكنه يأمل يوماً ما أنها ستتقبل الأمر كليا " لا بأس يا قلب فخار، أنا أقدر ذلك، ما يحزنني هو حزنك أنت أكثر من أي شيء أخر "
قالت بحزن " يبدوا أنه قدري أن أظل تعيسة معك أولاً لمرضي و الأن بوجود تلك في حياتك "
قبض على يده يكتم ثورته قائلاً بتأكيد " تعلمين أني أحبك أكثر من أي شيء في حياتي ، فلم تقولين ما يحزنني و يغضبني أمنيتي "
ردت بقهر " ليس بيدي فخار ، أشعر بالموت لذلك ، أنت لست امرأة لتعلم شعوري و أنا أرى زوجي مع أخرى و تشاركني في أنفاسه "
تنهد فخار بحرارة " حسنا أمنيتي لن أحادثك الأن و أنت بعيدة ، عندما أتي غداً سنتحدث في ذلك و أنت بين ذراعي لأستطيع طمئنتك أن كل ما في رأسك هواجس فقط ، فيبدوا و أنا بعيداً عنك تشعرين بالقلق دون داعي و حديثي لا يطمئنك ، تصبحين على خير الأن "
قالت أماني باكية " حسنا أراك غداً "
زفر فخار بقوة و يأس " لم البكاء الأن أمنيتي ، أرجوك حبيبتي لا تؤلمي قلبي عليك "
قالت شاهقة بألم " حسنا تصبح على خير الأن "
أغلقت الهاتف فزفر بضيق لتقع عينيه على يقين الواقفة بجمود ، توتر من ملامحها الباردة و نظراتها الحزينة فسألها بحنان " متى
استيقظت حبيبتي "
لم تجب بشيء لبعض الوقت ، حتى شعر بالقلق و سألها "هل أنت بخير يقين "
لمعت عيناها بالدموع ليجد جسدها ينتفض بقوة و كادت تسقط كمن أصيب بصدمة لولا أنها استقامت فجأة قائلة بقوة " لا أريد رؤيتك بعد الأن فخار ، حياتنا ستكون فاشلة على جميع المستويات ، لا حب ، لا استقرار ، لا احترام ، لذلك أنا لا أريد أن أستمر معك ، عد لزوجتك ، تسمع عد لزوجتك ،عد إليها و أتركني بحالي بالله عليك ، أتركوني بحالي يكفي ما فعلته بنفسي ، لن أتحمل شيء أخر بعد الأن "
نهض فخار مسرعا يريد أن يحتوي جسدها المنتفض فرفعت يدها توقفه ، يا إلهي ماذا حدث لكل ذلك منذ قليل كانت راضية محبة ماذا قال و فعل لتثور هكذا " حبيبتي ماذا فعلت أخبريني "
صرخت في وجهه بعنف " أنت لا تحبني اللعنة عليك ، لا تحبني لا أحد يحب امرأتين ، لا أحد لذلك أخبرك منذ اليوم و الأن لن أعدك زوجي تفهم "
استدارت لتعود لغرفتها و تغلقها بعنف قبل أن يتخذ رد فعل على حديثها ماذا فعل ، لا شيء ، لم كل هذا إذن ، لم يعد يفهم شيئاً سيجن حتماً ، طرق الباب بعنف ، لن يسمح لها أن تتخذ القرارات وحدها كما كانت تفعل من قبل " أفتحي يقين ، ما هذا الهراء الذي تتفوهين به "
سمع صوتها الباكي تقول صارخة " عد لبيتك ، لا مكان لك هنا "
طرق الباب بعنف قائلاً بغضب " هذا بيتي أيتها الغبية ، تسمعين ، أنت زوجتي و لن تتخلصي مني ، كفي عن جنونك و حماقتك سائمتهم و سئمت تهورك ، لقد أفسدت حياتنا من قبل بتصرفاتك و لن أسمح لك بفعل ذلك الأن " تبا يعلم أنه يبالغ و هى ليست السبب و لكن ماذا يفعل هى تغضبه بحديثها المتهور هذا الذي لا يعرف سببه ..
ابتعدت عن الباب و أرتمت على الفراش جالسة تبكي بيأس و حرقة ، هى بالطبع من أفسدت حياتها ، فعلت ذلك عندما تزوجت سرا ، و عندما تزوجت رجل متزوج ، بالطبع هى من أفسدت حياتها ، كيف لم تعرف أنه لم و لن يحب امرأة غير زوجته ، تزوجها حاجة ، و الآن و بعد أن شفيت لا يستطيع أن يبتعد عنها حتى و هو معها ، حتى بعد طلبها أن لا تكون موجودة بينهم تجده يحادثها و يستعطفها و يرجوها لتفهم وجود الدخيلة بينهم ، حسنا ليس بعد الأن ، يكفي ما تشعر به من مرارة العيش بعد فقد محبة و دعم عائلتها ، سمعت صراخه و طرقه العنيف على الباب قائلاً " أفتحي يقين أنت تزيدين من غضبي ، لن أتحمل هذا بعد الأن "
ردت غاضبة صارخة بقهر " بالطبع لن تتحمل ، و لم تفعل ، هل تحبني ، اللعنة عليك أيها الوغد يكفي تتحمل دلال زوجتك الفاسدة ، تبا لك و لها "
أبتعد فخار عن الباب بغضب قبل أن يندفع بجسده عدة مرات ليحطم الباب بعنف ، نظر إليها بشر و جسدها ينكمش بفزع من ملامحه الغاضبة أحاطت قدميها بذراعيها تضم جسدها بقوة و دموعها تهطل بغزارة و قهر ، يا إلهي ماذا يفعل بها كلما وعد نفسه بأنه سيترفق بها تفتعل حماقة فتجعله يشتعل ، و لا يفكر بتعقل ، أقترب منها فانكمشت أكثر ، رق قلبه حزنا فقال لها بيأس " لم تفعلين هذا بنا بما أخطأت الأن حبيبتي "
ردت بعنف " لا تقل حبيبتي هذه ، لا تكذب علي بعد الأن أرجوك ، لقد تقبلت دوري الرخيص في حياتك ، لنتوقف هنا أرجوك ، لن أخبرك أن تطلقني فلا فائدة ترجوا من ذلك فأنا لن أتزوج أو أعود لعائلتي و لكن لنتوقف و نكف عن خداع أنفسنا أرجوك ، لا تأتي إلي ، و لا تشغل عقلك بي "
صرخ بها بغضب " لم كل هذا الجنون أخبريني "
وضعت رأسها على الوسادة و أضجعت على الفراش متكورة ، فقط أبتعد ، لم يعد يهم شيء ، أغمضت عيناها تريد الهرب من كل ما تشعر به من قهر و بؤس تجبر عقلها على تجاهل وجوده ، و أن هذا لا يحصل معها ، أمسك بكتفها بحزم يديرها قائلاً بحدة " لن أدعك تهربين بعد الأن ، منذ اليوم يقين لن أمرر لك أي قول أحمق دون عقاب "
دفعته عنها تلكمه بعنف في معدته فرفع حاجبه مستنكرا فعلتها قائلاً ببرود " الأن عرفت مَن مِن زوجتي هى المدللة الفاسدة "
ارتجفت شفتيها بقهر و هى تنظر بائسة فشدها من ذراعيها لتلتصق بجسده ليمتلك شفتيها في قبلة معاقبة. حاولت أن تبعده غاضبة و لكنه لم يسمح لها بذلك شدد من احتوائها ليقبلها برقة الآن لبعض الوقت قبل أن يبتعد و يسألها برقة " ماذا حدث حبيبتي ، لم أنت غاضبة ، ماذا فعلت "
وضعت رأسها على صدره تبكي بحرقة و صمت حتى شعر بالذنب و الحزن من أجلها ، فهو سبب كل ما تتعرض له من بؤس ، قالت يقين باكية بخفوت " سأطلب منك شيء و أرجوك أن تنفذه لي فخار "
قال يسألها باهتمام " أطلبي حبيبتي ، منذ متى أرفض لك طلب حتى ترجوني لشيء "
شهقت بخفوت و قالت بحزن " لا تأتي لرؤيتي مجدداً ، لو أردت ذلك فلتأت يوم في الأسبوع أو يوم كل أسبوعين ، أنا لن ألزمك بالمجيء أذا لم تريد "
أبعدها لينظر في وجهها بحيرة و يأس " لماذا كل هذا ، هل سبب ذلك ما حدث بيننا اليوم ، لماذا حبيبتي هل أذيتك ، هل بت تكرهيني "
لم تجيبه و ظلت على صمتها ، الحديث لن يجدي نفعا ، هو لم و لن يحبها ، لم تزيد من وضعها البأس ، لقد تقبلت أنه يريح ضميره من ناحيتها فقط ، إذن لا داعي لتطيل الألم ، شعرت بالتعب فتهالكت على الفراش من بين ذراعيه ،لتقول بجمود " أريدك أن ترحل الأن ، أريد أن أظل وحدي رجاء "
شعور اليأس و عدم الفهم شعور سيء ، لا يعرف ما الذي حدث و قلبها رأسا على. عقب ، حسنا هو كما قال لها ، لن يمرر لها أي من حماقاتها و لن يتركها تنفذ ما في رأسها ، قال فخار ببرود " حسنا أذا لم ترغبين بوجودي معك في الغرفة ،لا بأس و لكني لن أترك المنزل و لن أبتعد أعلمي هذا "
خرج و تركها فعادت يقين لتستلقي على الفراش بحزن و بؤس تفكر بحرقة ، لقد أفسدت حياتي بيدي ...
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...