الفصل الثاني عشر
تفضل بالجلوس سيد عبد الغني “ قالها الرجل الذي أشار إليه بالجلوس باسما و التفت ليقين الواقفة متمسكة بحقيبتها مضيفا ” هل هذه يقين التي ستعمل معي منذ اليوم “
كانت تقف على قدمين مرتعشتين بعد أن أجبرها والدها صباحاً على النهوض و ما كانت تظن أنها ستقدر و لكنه خيرها بين أن يحملها و أن تأتي برضاها و لذلك تحاملت على نفسها لتأتي معه ، قال والدها يجيب الرجل الذي لم يكن في عمر والدها كما ظنت ، بل هو ربما في الأربعين أو أكبر بعامين ، ” نعم هذه ابنتي يقين ، أنها تعمل مساعدة جيدة ، و لكنها مرضت لبعض الوقت و اضطرت لترك عملها ، لقد طلبت مساعدة فاخر ليجد لها عمل و ها هى هنا ، شكراً لك على هذه الفرصة “
قال الرجل بمرح باسما ” يجب أن تكون جيدة و إلا لن أدعها تعمل لدي ، أنا أفضل أن أحاط بما هم ماهرون في عملهم “
قال عبد الغني يسايره ” ستجدها كذلك ، أنها ابنتي “ أضاف بفخر
تنهد الرجل براحة و مد يده ليقين يصافحها قائلاً ” أكمل وهبي أنستي تشرفت بمعرفتك و نتمنى أن يحظى العمل هنا برضاك “
نظرت يقين لوالدها
بتساؤل فأومأ برأسه موافقا ، مدت يدها بتوتر ليقبض الرجل عليها بقوة قائلاً ” حسنا لنبدأ العمل إذن “***
مرت الأيام و يقين تتأقلم مع عملها و والدها يوصلها و ينتظرها لتنتهي ليعيدها للمنزل ، بينما فخار ينتظر فرصة ليراها ، و بعد أن ذهب لصديقتها يرجوها أن تفعل شيء و تجلبها له ، رفضت بقوة و أغلقت الهاتف في وجهه و أخبرته أن لا يهاتفها مرة أخرى ، بينما سميحة تحاول أن تعرف منه ما يدور بينه و بين يقين ، و هى مازالت تلح عليه أن يتركها تخبر أماني و تبحث له عن عروس ، و لكنه مازال يرفض خوفاً على أماني ، ذهب فخار ليرى والده في الشركة بعد أن يأس من موافقة عبد الغني ، دلف للمكتب بعد أن طرق الباب بهدوء ، قال رحيم باسما ما أن راه ” تعال فخار ، كيف حالك و أماني ، هل أنتما بخير “
جلس فخار بتعب قائلاً ” أبي أنا أريد الحديث معك في أمر هام “
شعر رحيم من نبرته بأن هناك أمر جلل قد حدث ، فقال بجدية و اهتمام ” أخبرني فخار تحدث ، هل حدث شيء بينك و بين أماني “
قال فخار بمرارة ” الأمر ليس له علاقة بأماني ، أنه على علاقة بيقين “
رفع رحيم حاجبه بتعجب سائلا ” ما بها يقين فخار “
زفر فخار بحرارة و قال برجاء ” أريدك أن تأتي معي لطلبها من والدها “
صمت رحيم مفكرا ، ثم قال بحزم ” أسف ، لا أستطيع ذلك ، أخبر زوجتك و أنا سأتي معك “
رد فخار بحدة ” أماني لا أبي لم لا تفهم “
قال رحيم غاضبا ” فخار تأدب في الحديث معي ، هيا أذهب لا أريد أن أستمع لك “
نهض فخار غاضبا بدوره و أجاب بيأس ” أرجوك أبي ، يقين زوجتي بالفعل ، يجب أن يوافق والدها لنعلن زواجنا عندهم “
فغر رحيم فاه بذهول و كأن ولده قد جن و يتحدث بالهراء ، سأله بعد أن تمالك نفسه من دهشته ” لا أفهم ، ما الذي قلته للتو “
أجاب فخار بحزن ” لقد تزوجنا من عدة أشهر ، على أمل أن يوافق والدها ، و لكنه يأبي أن يوافق و يريد تزويجها ، كيف و هى زوجتي ، لذلك أريدك أن تأتي معي ربما وافق الآن “
تحدث رحيم باستنكار ” هل تزوجت على أماني ، هل تزوجت الفتاة من خلف ظهر أبيها ، هل جننت أيها الوغد الحقير ، ما الذي فعلته “
قال فخار بمرارة ” أريدها و أحبها لم لا تفهمون “
قال رحيم غاضبا ” تبا لك أيها الحقير أنت لا تحب أحد أيها الأناني و إلا ما تزوجت من خلف ظهر أماني ، ما الذي تريدني فعله أن أتي معك للرجل ، على جثتي أن يحدث ، أذهب و حل مشاكلك بنفسك “
تمتم فخار برجاء ” أرجوك أبي ، ساعدني في هذا فقط لن أطالبك بشيء بعدها “
هز رحيم رأسه بعنف ” أبدا ، إلا إذا أخبرت زوجتك “
تحرك فخار ليذهب و هو يتمتم غاضبا ” كنت أعرف ذلك ، أنت لن تساعدني على ايه حال ، ما الذي تريدون مني فعله ، أخبر أماني لتموت حزنا ، أبدا لن أفعلها ، على جثتي ذلك “
قبل أن يخرج قال رحيم غاضبا ” أترك يقين فخار إذا لم تكن دخلت بها ، والدها سيقتلك إن علم و أنا لن أمنعه ، أترك الفتاة ، أتركها “
قال فخار بقسوة ” يقين زوجتي و ستظل كأماني أبي إذا لم يوافق أبيها ستظل زوجتي في السر و هذا يعود لكم “
تحرك رحيم من خلف مكتبه ليمسك به قبل أن يخرج ليتمزق قميصه في يده و هو يصرخ عليه ” ماذا تقول أيها الحقير ، كيف ستظل هكذا ، هل أنت أمير تأمر فيؤتمر بأمرك ، قسما بالله إن لم تترك الفتاة ، لن تكون ولدي بعد اليوم “
رفع فخار يده يزيح يد والده برفق عن ملابسه و تمتم ” أسف لن أفعل “
رمقه رحيم بغضب و خيبة ” أنت حقير أناني “
أغمض فخار عينيه بألم و حديث والده يجرحه في الصميم و لكن ماذا يفعل ، بعد كل هذا يريده أن يترك يقين بعد أن فعل كل ذلك من أجلها، يكفي الإهانات التي تلقاها من والدها على مدار الأشهر الماضية ، و بعد ذلك يتركها ببساطة ...
تحرك ليرحل فقال رحيم بحزن ” ستندم يوماً ما و ستخسر كلتاكما كن واثقا من ذلك “
سقطت دمعة واحدة على وجنته ليزيلها بعنف و هو يخرج و لديه تصميم أكثر من ذي قبل على أن ينجح كلا زيجتيه و أن لا يخسر إحداهن مهما حدث ...
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...