الثالث و الخمسون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

9.4K 409 118
                                    

الفصل الثالث و الخمسون

دلف للمنزل في اليوم التالي بعد عودته من العمل يشعر باللهفة لرؤيته و قد مر عليه صباحا قبل ذهابه ليجده نائما لم يستطع أن يوقظه فقبله بخفة و رحل لحين عودته من العمل، لا يعرف كيف تحمل عدم حمله و ضمه و إشباعه قبلا كما يريد أن يفعل فقد كان يشعر منذ استيقظ أن بداخله سعادة يريد أن يفضى بها على من حوله هل كون أماني أخيراً و بعد سنوات ستصبح أما سيكون لديهم طفل معا، سيكون لديه طفل أخر .. بعد أن تناول فطوره معها هاتف خالته لتأتي و تظل معها قليلاً فهو لن يكون هنا حتى لا تغضبها رؤيته و بعد شتمه و السخرية منه كعادتها وافقت لذلك يشعر بالراحة أن أماني لن تظل طويلاً وحدها، شعر باللهفة و هو يراها جالسة على الفراش و تبدل له ملابسه غير منتبهه لمجيئه.. همس بحنان " حبيب والده مستيقظ إذن"
رفعت رأسها تنظر إليه باسمة، دنا منها فخار و انحنى ليطبع قبلة حارة على شفتيها سائلاً باهتمام " كيف حالكما اليوم"
أجابته براحة " نحن بخير و مشتاقين لك "
ضمها بقوة قائلا " و أنا أيضاً مشتاق لكم"
ابتعد عنها ينظر لأسامة قائلا بلهفة" أريد حمله الأن هل أستطيع"
نظرت إليه بخجل فهى سبب من أسباب تحفظه للأن مع طفله، و عدم إظهار مشاعره تجاهه.. قالت بحب و هى ترفعه لتعطيه له بين ذراعيه " بالطبع تستطيع حمله و ضمه و تقبيله كما فعلت معي الآن " أضافت بمزاح
وضعته بين ذراعيه برفق و راقبته و هو ينظر إليه بذهول غير مصدق بأنه بين ذراعيه أخيرا، مدت يدها لتأخذ كاميراتها من الدرج بجانبها و هو مازال ينظر إليه على حاله من الذهول و عدم التصديق و اللهفة و مشاعر كثيرة تتعاقب على صفحة وجهه ، قرب من وجهه يشم رائحته قائلا بصوت مختنق و عيون تلمع بالدموع " أنه طفل جميل حقا"
قبله بتروي و رفق و هو يكرر بحب " أنه جميل بالفعل، لا بل هو أجمل طفل رأيته"
ضحكت بخفوت و قالت بفرح " لأنك لم ترى غيره بعد أنتظر ليأتي أخر و ستراهم جميعا الأجمل"
قال فخار باسما " جميل مثل أمه"
سألته مازحة " حقا"
رد بمرح و هو يعود لضمه" لا بل هو أجمل منها بالطبع أجمل من الكون كله حبيب والده "
ابتسمت بحنان و ظلت تلتقط لهم بعض الصور معا، أصدر الطفل صوت بكاء متذمر ليقول فخار ضاحكا" لقد مل قبلاتي "
أخذته لتضعه على الفراش و أمسكت بيده لتخرجه من الغرفة قائلة
" هيا لقد أعددت لك الطعام سأقوم بتسخينه فقط أنتظر لبعض الوقت "
سألها بقلق" هل ستتركينه وحده" قالت مازحة " نعم لا تخف لن يطير"
قال بحزم و هو يعود للغرفة " لا، لن أتركه وحده أذهبي أنت و أنا سأجلس بجانبه لحين تنتهي"
قالت باسمة " حسنا بدل ملابسك لحين أعد الطعام "
خرجت و تركته فعاد هو للجلوس بجانبه ممسكا بيده الصغيرة قائلا بهمس " لا أعرف شعوري هذا بعد مجيئك ، هذا شعور جديد علي لم أجربه من قبل لذلك تجدني مصدوما بعض الشيء لا أستطيع أن أعبر عن سعادتي برؤيتك أبحث عن طريقة فأفشل ، حسنا تعلم أني أحبك بالطبع"
ضحك فخار بخفوت و أضاف" أقصد ستعلم حين تكبر بالتأكيد، قريبا سيكون لك أخ صغير هل تعلم كم أشعر بالسعادة لمجيئكما، بالطبع ستعلم، ستعلمان كلاهما "
أنحنى و قبله على وجهه برفق قال مرددا اسمه" أسامة، أسامة ابني، لك اسم جميل رغم أن جدك هو من اسماك، أنا لست معترضا بالطبع و لكن جدك هذا رجل صعب المراس لم أقابل مثله في حياتي و رأسه العنيد سبب في معاناة والدتك "
تنهد بتعب و قال" أعلم كلانا أخطأ في حق و الديها و في حق أمنيتي و لكنه حدث فماذا نفعل، أخبرني لقد حاولت حقا أن أصحح أخطائي، حاولت أن لا أظلم أي منهم، حاولت أن أهتم بهم و أحبهم كما تستحقان، ربما ظننت أني شخص أناني كوني احتفظت بهم معي، و لكن هل تظن أني لم أفكر بهم، هل تظن أني لم أفكر بسعادتهم أيضاً ، أفعل و أفكر لهذا هم معي لأني لا أستطيع أن أصدق أن أحدا غيري سيحبهم كما أفعل أنا، ستقول أني مغرور، نعم أنا هكذا بني مغرور محظوظ بهما معا لعلمي أن كل واحدة تحبني أكثر من أي شيء في الحياة، يحزنني هذا بعض الأحيان و لكنه يجعل قلبي يتضخم سعادة لذلك، كل ما اتمناه هو أن أسعدهما فقط و أن أكف عن إحزانهم بل إحزانكم جميعا، أنا أظن أن مجيئك و أخيك سيكون سببا في سعادة الجميع خاصة هما و جديك صعبي المراس ليتك تكون سببا في تقريب المسافات بين الجميع، و أتمنى أن أعود و أشعر والدتك بالسعادة التي فقدتها منذ دخلت حياتها فهل ستساعدني لنعيدها إليها "
سمع صوت يقين المختنق يقول بحرارة" لقد فعلت حبيبي، لقد فعلت، فعلتما كلاكما "
رفع رأسه ينظر إليها بلهفة و رجاء لتندفع هى إليه تلقي بنفسها بين ذراعيه قائلة" أنا أسفة، أسفة كوني زوجة سيئة لم أخبرك يوما أنك ليس لك ذنب فيما يحدث معي، لقد أردت فقط أن ألوم أحدهم لغضب والدي هربا من لوم نفسي كوني المخطئة الوحيدة ، أنا أعلم أنك فعلت من أجلي الكثير لتسعدني و تعوضني عن ما حدث أنا بالفعل سعيدة معك و زادت سعادتي بقدوم طفلنا فلا تشك بي مجدداً لا لوم لا عتاب و لا حزن أو غضب بعد الأن "
ابعدها لينظر لوجهها المحتقن سائلاً بأمل" حقا لست غاضبة مني "
هزت رأسها بقوة فعاد و ضمها قائلا" و أنا أعدك أن لا أغضبك مجدداً "
و فعل...

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن