الفصل الرابع و الأربعون
كانت أماني جالسة بجوار والدتها تبكي بحرقة، فبعد أن فيقتها مديحة بأن سكبت عليها كوب ماء و هى تسبها قائلة " ليس هذا وقت إغمائك أيتها الغبية" بعد أن أفاقت من صدمتها بدورها و سألت الرجل بالأسفل إن كان قد مات طمئنها الرجل أنه مازال يتنفس قالت له أمره بأن لا يحركه و هى ستطلب سيارة إسعاف و قد فعلت و ها هى بعد أن وصلت السيارة لتأخذ فخار جالستين ينتظران الطبيب ليخرج قالت أماني باكية" ألن نخبر خالتي"
قالت مديحة بضيق " عندما نطمئن على الوغد أولا"
قالت أماني غاضبة " أمي لم تسبينه لقد كدت تقتلينه و تسبينه أيضاً أي خالة أنت"
ردت مديحة ببرود رغم حزنها لم فعلت حقا و خوفها على الوغد ابن شقيقتها " مثل تلك الخالة التي قبلت أن يتزوج أخرى عليك و أنت ابنة شقيقتها"
قالت أماني حانقة" لم يكن بيدها شيء فخار كان سيتزوجها رغماً عن الجميع هى فقط وقفت جواره و دعمته كأي أم مفترض بها أن تفعل مع ولدها و لكن أنت ماذا فعلت معي"
ردت مديحة ببرود " فعلت معك ماذا هذا جزائي كوني لا أريد أن يكون لك ضرة "
ردت أماني باكية " و لكنك تجاهلت أنه في ذلك الوقت كان في حاجة لامرأة في حياته، أنت لم تنظري للأمر من وجهة نظر خالتي ذلك الوقت و لم تفعلي مثلها، كان يمكنها أن تخبره أن يطلقني و يلبي رغبتك كما تريدين فهى في النهاية لن يكون ولدها دون زوجة و التي ستنجب له أطفال، بل شجعته على التمسك بي أيضا، لم لم تفعلي مثلها و تخبريني أن أحافظ على بيتي بدلاً من تشجيعي على تركه "
قالت مديحة غاضبة" أنسى ذلك، لن أشجعك على البقاء مع ضرة و لو ظللت دون زواج، هذا ما كان ينقصنا أن يجلب لابنتي ضرة تنجب له أطفال و يبقى عليها شفقة "
قالت أماني غاضبة" ليس شفقة فخار يحبني أمي لم لا تصدقين ذلك هل تعرفينه اليوم "
قالت مديحة بغضب" لن أصدق بعد فعلته ذلك الوغد"
صمتت أماني باكية يكفيها قلقها عليه الأن ، لا تعرف لم تأخر الطبيب، كانت تمسك بهاتفه بعد أن أعطاه لها الممرض الذي ساعده لتبديل ملابسه بملابس المشفى ليعاينه الطبيب ، كانت تريد أن تخبر خالتها و لكنها لم تستطيع قبل أن تعلم مدى أصابته، وجدت هاتفه يرن فألقت نظرة على الرقم المدون به، وجدته باسم زوجتي رقم اثنان، ظلت تنظر للهاتف بعدم فهم حتى توقف، فتحته لتبحث به عن رقمها هى لتجده نفس الشيء قد عدل اسمها التي كانت تعلم أنه أمنيتي بزوجتي رقم واحد، ظلت صامتة لبعض الوقت قبل أن تنفجر ضاحكة عليه، هذا الأحمق، رمقتها مديحة بتعجب، هل جنت من الصدمة، سألتها حانقة " ما الذي يضحكك"
هزت رأسها نافية " لا شيء تذكرت أمر ما"
عاد الهاتف للرنين فوجدت رقم خالتها، فتحت الهاتف لتقول بقلق
" خالتي، هذه أنا أماني"
قالت سميحة باهتمام " هل عدت و فخار للمنزل حبيبتي"
ردت أماني بتوتر " لا خالتي، نحن..."
قطع حديثها خروج الطبيب فهبت واقفة تسأله بلهفة " ماذا به زوجي طمئني دكتور أرجوك "
سمعت صوت سميحة المذعور يخرج من الهاتف كأنها تقف أمامها من شدة الصوت " ماذا به ولدي ماذا حدث له، رحيم رحيم أنه فخار في المشفى "
قالت أماني مهدئة و هى تنظر للطبيب بتساؤل فأحنى رأسه موافقا " خالتي أطمئني فخار بخير"
سألتها بخوف" في أي مشفى أنتم "
أخبرتها أماني عن المشفى و أغلقت الهاتف لتنظر للطبيب بقلق
" أرجوك أخبرني ما به زوجي هل السقطة كانت شديدة، هل تسببت له في ضرر كبير "
أجابها الطبيب بتأكيد " سيكون بخير سيدتي أطمئني لديه شرخ في ركبته فيبدوا أنه أصطدم بشيء صلب و ارتجاج في الرأس و لا شيء أخر غير بعض الكدمات سيشفى بسرعة فقط اعتنوا به"
سألته مديحة بضيق و بعض الذنب" متى سيفيق و هل نستطيع أخذه للمنزل اليوم "
رد الطبيب بجدية " نعم يمكنكم ذلك و لكن يفضل أن يظل اليوم تحت المراقبة لنطمئن عليه أكثر "
ردت مديحة " حسنا لابأس "
تركهم و ذهب فقالت أماني بقلق" خالتي أتيه ماذا سنخبرها عن الذي حدث"
قال مديحة بلامبالاة " سأخبرها أني دفعته عن النافذة و هو يتسحب كاللصوص لدخول منزلي"
قالت أماني غاضبة" أمي أرجوك، خالتي ستقلب الدنيا فوق رأسك تعرفين فخار بالنسبة لها"
ردت مديحة ببرود " لتذهب إلى الجحيم معه"
نهضت أماني قائلة" سأذهب لأرى الطبيب ليسمح لي لأراه بعدما يخرج من غرفة العمليات أنت ظلي هنا حتى أعود و تأتي خالتي "
أسرعت خلف الطبيب و ظلت مديحة جالسة تنتظر شقيقتها بعد قليل و قبل عودة أماني أتت سميحة تبكي و رحيم يهدئها، سألتها غاضبة" ماذا فعلت بولدي أنت و ابنتك مديحة "
قالت مديحة بضيق" ماذا فعلنا به ها هو كالشيطان لم يحدث له شيء لقد كسرت قدمه "
صرخت سميحة بخوف" كسرت قدمه، كيف ذلك أين كان ليحدث هذا معه"
قالت مديحة بغضب " كان خارج نافذة ابنتي كاللصوص"
قالت سميحة غاضبة " لا، هذا يكفي لقد صبرت على دلال ابنتك كثيرا، إذا لم تكن تريده لتخبرني بذلك و أنا سأجعله يطلقها كما تريد و لكن أن تقضوا على ولدي و هو يركض خلفكم لا هذا ما لن أسمح به، لمتى سيتحمل منكم هذه الحياة المفككة، أين هى لتأتي و تخبرني بما تريده"
قالت أماني باكية " أنا هنا خالتي، تريدينه أن يطلقني حسنا أفعلي لم أعد أريده أنا أيضاً، هيا أمي لقد أطمأنينا عليه "
لم تجادلها مديحة كثيرا فقالت لسميحة قبل أن ترحل" أفرحي به و بزوجته الأخرى و حفيدك أليس هذا سبب كل ذلك لتبيعي ابنتي من أجل الغريبة و طفلها "
جلست سميحة بعد رحيلهم منهارة على المقعد تقول لرحيم الصامت
" بعد كل ذلك أبيع ابنتها للغريبة هل هذا ما فهمته من حديثي، حسنا أنا لا يهمني غير ولدي و سعادته بالفعل أنا سأجعله يطلقها حين يفيق، هيا رحيم أذهب لترى الطبيب ليطمئننا عنه "
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...