السابع و العشرون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

11.6K 475 143
                                    

الفصل السابع و العشرون

كانت صدمتها كبيرة و هى تستمع لصوته الخشن، تجمدت هذا هو الوصف الصحيح لحالتها، تشعر بجسدها و قد تحول للوح من الجليد و رغم ذلك شعرت بحبات العرق تكسوا جبينها، و هى تنظر إليه بعد كل هذا الوقت، لم يمهلها فرصة حتى لتسترد أنفاسها و تفيق من صدمة رؤيته، بل أمسك بيدها يشدها لداخل المنزل و هو يقول بحدة " معذرة أمي لدي أمور هامة أتحدث بها مع زوجتي "

سارت خلفه مستسلمة كالمغيبة عيناها على كتفه بشرود تقنع نفسها أنه ليس هنا و لا يمسك بها، لا تعرف لأين يأخذها، يصعد درج يفتح باب غرفة يدخلها و يغلق الباب، يضيء المصباح كل هذا لم يجعلها تفيق من صدمتها فقط كلمته " حبيبتي " التي نطق بها جعلتها تعود للحياة من جديد كطائر الفينق الأسطوري الذي ينهض بعد الموت من تحت الرماد عائدا للحياة ، رماده هو بعد أن أحترق معلنا نهاية حياته ، أرتفع رأسها بحدة ترمقه بغضب حارق ، تقدم منها فخار خطوة يريد الشعور بها أنها معه أخيراً ليرفع ذراعيه يمسك بكتفيها ليقربها منه، أنتفض جسدها بشدة من لمسه راحتيه على كتفيها شعور الغضب منه و القهر و الخذلان و الكراهية التي تشعر بها تجاهه الأن لم يمحيا شعورها بحبه و الشوق إليه بمجرد لمسة يديه ، لم تجد راحتها غير ملتصقة بوجنته في صفعة قوية يغلبها الوهن شعور الانكسار مؤلم تشعر بما يشعر به أبيها الأن فهذا شعورها منه ، اتسعت عينيه و لكنه لم يبدر منه تصرف مقابل أو رد فعل ، تجمد هو و تجمد الوقت و هما ينظران لبعض هى بتحدي و هو بتفهم مصدوم لشعورها و لردها العنيف، لم تشعر بنفسها و لا براحتيها إلا و هى تعيد الكرة لتعاود صفعه مرارا و تكرارا لتتحول لضربات واهنة على أنحاء جسده تقبلها بصدر رحب و قدميها تركلان ساقيه و لكنه لم يهتز أمامها متحملا كل ما يبدر منها بل و يتحمل المزيد فقط تفرغ كل طاقتها السلبية عليه لا يهمه، لتعود يقين المحاربة أفضل من تلك المستكينة التي يسمع عنها لأشهر، بدأت قواها تخور تعبا و ضرباتها تبطيء و جسدها تزداد انتفاضته حتى كادت تسقط على الأرض ليتلقفها هو بين ذراعيه و ينزلق جسده معها على الأرض جالسين و ارتعاشها يزداد لف ذراعيه حولها بقوة يضمها لصدره.. محتويا ضعفها قال لها بألم مهدئا " حسنا حبيبتي، أنا هنا الأن، كل شيء سيكون بخير "

و كأن تهدئته زادت من غضبها ليعود جسدها الواهن يسترد قوته لتعود لضربه مجدداً و هى تحاربه ليبتعد، تمسك بها بقوة و قال ثانياً بلوعة " لن أقول أسف، لن أقولها لن تشفي جرحك مني، لن أطالب بأن تسامحيني لم أفعل شيء في المقابل لأطالبك بالسماح، كل ما سأقوله هو أني منذ الأن لن أتخلى عنك مهما حدث أنا هنا و سأظل جوارك "

خرجت كلمة وحيدة بقهر و هى تنظر إليه بقسوة " أكرهك"

أجاب بألم " أعلم، و سأجعلك تحبيني من جديد"

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن