الفصل الرابع و العشرون
أنتظر بتوتر ليفتح الباب لتجد صباح أنه يتشبث بزوجته كالطفل الصغيرة الخائف. قبل أن تقول شيء سمعت صوت زوجها يقول بتحذير " إياك أن تخطو خطوة واحدة داخل بيتي و إلا أقسم أن أقتلك بيدي، لقد حذرت والدك أن تأتي لهنا"
قال رحيم بتوتر " سيد عبد الغني، أرجوك لا نريد أن يستمع لنا أحد الجيران"
هدر عبد الغني بغضب " و هل تظن أنه يهمني و لو سمع الكون كله ، هو لن يخطو لبيتي خطوة "
قالت أماني بتوتر و هى تمسك بيد فخار " حبيبي دعنا نرحل من هنا أرجوك و دعك منها "
قال عبد الغني بقسوة و هو يحاول غلق الباب في وجه كليهما " نعم أستمع لحديث زوجتك "
مد فخار يده ليوقف غلق الباب بحزم مما جعل عبد الغني يستشيط غضبا و هو يقول بعنف محذرا " أرفع يدك و أغرب عن وجهي "
رد فخار بتصميم " لا "
قال عبد الغني مجدداً بتحذير " قلت أرفع يدك عن الباب "
قال رحيم بتوتر " أرحل فخار ، الآن "
رد فخار بعنف " لا أبي ، لقد أتيت لأرى زوجتي ، و لن أذهب إلا إذا أخبرتني أنها لا تريد رؤيتي "
رد رحيم بعصبية " قلت أرحل فخار ، يقين متعبة و لن تراك حتى لو سمح لك والدها ، خذ أماني و أرحل الآن "
كانت يقين تستمع لحديثهم الغاضب و هى ترتجف بين ذراعي سميحة المشفقة على حالها و قد أصبحت حطاما ، مما جعلها تصمم على أن تنال حقها من ولدها الأحمق و تسترد كرامتها لعلها تحصل على بعض السعادة "
دفع عبد الغني يده عن الباب بقسوة قائلاً " و لن أسمح له أن يقترب خطوة منها ، طلقها و لتذهب لحال سبيلك "
استشاط فخار غضبا ، هذا الرجل عنيد للغاية ، سيسافر بعد يومين و لن يذهب من هنا إلا إذا راها و أطمئن أنها ستعود إليه تبا لذلك " لن أتحرك دون رؤية زوجتي و لن أطلقها و لو كان أخر يوم في حياتي "
جيد أنه تنازل عن قضية الطاعة ، كان متأكدا أن هذا الرجل العنيد سيضرب بها عرض الحائط و يفضل نشوز ابنته على أن تعود إليه غصبا , هدر به عبد الغني بغضب " تبا لك ألا تفهم ، أنت لن تقترب من ابنتي و لو كان أخر شيء أفعله "
رد فخار بعنف " و أنا لن أتركها و لو كان أخر شيء أفعله في حياتي أيضاً "
تصدر الباب بجسده و أضاف قائلاً بتصميم " لقد طلبت موافقة زوجتي و ها هى زوجتي موافقة ، ليس لك حجة لتعطيني زوجتي "
عادت أماني لشده لتخرجه من المنزل قائلة بغضب " أتركها فخار لتذهب إلى الجحيم "
رد فخار بعنف و عبد الغني تقسي ملامحه لحديث أماني عن ابنته " عودي للمنزل أماني لقد انتهيت هنا لقد علم بما أراد و لا سبب لوجودك "
قالت أماني بغضب " لا أنا لن أتركك هنا وحدك ربما فعل لك شيء "
رد رحيم الذي يجد أن وجود أماني سيزيد الوضع سوءا " عودي للمنزل حبيبتي نحن هنا لن يحدث شيء لا تخافي "
قالت أماني بتردد " و لكن عمي .. "
هدر بها فخار " قلت عودي للمنزل أماني سأتي خلفك "
استسلمت أماني شاعرة بالغضب ، لم لا يتركها فقط طالما والدها يرفضه ، تبا لها تلك السارقة ، تحركت لترحل فقالت بحزم " إذا لم تأت بعد ساعتين فخار سأبلغ الشرطة "
رد عبد الغني ساخرا " ، أطلبيه لزوجك اللص الذي سرق ابنتي من خلف ظهري "
ردت أماني بحقد " بل ابنتك عديمة الحياء لتتزوجه من خلف .. "
قاطعها فخار غاضبا " أخرسي أماني ، أذهبي للمنزل و إياك و إضافة كلمة في حق يقين أنها زوجتي مثلك بالضبط "
تركتهم أماني غاضبة ، و عبد الغني ينظر لفخار بغضب و قسوة فهى معها حق ابنته من وضعته في هذا الوضع ، حسنا على جثته أن يظن أنه سيوافق عليه ، لن يصحح خطأ بخطأ .. استقام فخار و قال برجاء " دعنا نتحدث أرجوك "
رد عبد الغني بعنف " لا، الآن أكثر من زي قبل ، لن أسمح لك برؤية ابنتي أو الاقتراب منها "
تدخل رحيم برجاء " سيد عبد الغني كن متفهم يجب أن نتحدث لنجد حل يرضي الجميع فخار أخطأ في حقك و حق ابنتك و هو يريد أن يصحح خطأه أرجوك فلتعطيه فرصة "
أجاب عبد الغني بمرارة " من أخطأ في حقي هو ابنتي و أنا سأعرف أن أتعامل مع خطأها أما ولدك فلا يهمني أنه يريد تصحيح خطأه و يريح ضميره بعد أن شوه سمعة ابنتي و أستغلها ، و الأن أظن أن أوان رحيلكم قد حان سيد رحيم "
ما هذا الرجل أنه عنيد للغاية ، ما هذا العقل كيف يشرح له ، قال فخار بصوت حاد من شدة غضبه " أقسم بالله أني لن أرحل من هنا دون رؤية يقين ، لتأتي و تواجهني و كفاك عناد عمي أنا لم أري في حياتي رجلاً لا يريد صالح ابنته مثلك "
نهضت يقين من جانب سميحة و جسدها يرتجف لتقف على باب الغرفة و تقول بصوت مرتجف " أبي قال ما أريد قوله فخار أنا لم أعد أريدك عد لزوجتك لتكون لها وحدها و دعني لأذهب للجحيم لا تهتم ، لا أحد يهتم ، أنا لم أعد أهتم فقط أتركوني بحالي ، أريد أن أسترد حياتي التي أضعتها برعونتي معك ، فقط أخرج من حياتي فخار ، يكفي ما خسرته من أجلك "
لا هى لا تتحدث بجدية ، هى غاضبة منه ، هل تظن أنه تركها و تخلى عنها ، لا مستحيل أن تريد تركه ، لم يتحمل حديثها ، ليندفع داخل المنزل بعنف ليمسك بوجهها بين راحتيه قائلاً برجاء " حبيبتي ، ماذا تقولين ، كيف تريدين مني تركك يقين بعد كل ما بيننا ، أقسم لك أني أحبك يقين أعطيني فرصة حبيبتي لأصحح خطأي أرجوك ، أريد تعويضك عن كل شيء فعلته معك فقط فرصة حبيبتي ، الآن و أماني قد علمت أعدك لن أظلمك و لن أخذلك، تتذكرين حديثنا و ما أنت بالنسبة لي، أنت لا تعنين هذا حقا "
شده عبد الغني من قميصه ليبعده عنها ، كانت سميحة تقف جوار صباح تنظران بقلق للموقف و رحيم الذي دفع فخار في صدره ليخرج خارج المنزل " أذهب الآن فخار لا تزيد الوضع سوءا "
رد فخار بعنف " لا أقسم بالله لن أخرج إلا و زوجتي معي سأخذها لمنزلنا الآن ، و لتأتي لي بالشرطة كما تريد "
دفعه عبد الغني بعنف قائلاً " لا زوجة لك هنا و سأقيم دعوى طلاق عليك ابنتي لن تخالف رائي و أنت سمعتها بنفسك هى لم تعد تريدك بعد الأن "
رد فخار بحزم ليسترسل في الحديث دون أن يشعر " حسنا لتريني كيف ستجعلني أطلقها غصبا ، سأطلبها ثانياً في بيت الطاعة ، هذا خطأي ما كان يجب أن أتنازل عن القضية ظننت أنك ستتفهم بادرتي الطيبة لأحافظ على مشاعر زوجتي و لكن يبدوا أني أخطأت فأنت رجل عنيد يحركك غرورك و لا تريد سماع صوت غير صوتك ، كم مرة أتيت إليك لأطلبها كم مرة رجوتك، طلبت زوجتي أحضرتها معي رغم أنها ستشعر بالألم و المهانة لذلك و هى تذهب لبيت زوجة زوجها لتخبر أبيها أنها موافقة على زواجه بأخرى ، ماذا تريد بعد ، تريد قتلي لترتاح و تشفي غليلك ، أفعل أنا أمامك ، لن أذهب إلا و هى معي أريني كيف ستمنعني أن أخذها .... "
أتته الصفعة هذه المرة من أخر شخص ظنه سيفعلها ، كان يتحدث باندفاع غير مهتم بتوابع حديثه ، عبد الغني بوجهه الغاضب المحمر صباح التي بدأت في البكاء و قلبها لم يعد يتحمل الألم لم يحدث مع ابنتها و رحيم المصدوم من تهور ولده يقين الملتصقة بالحائط من شدة ذعرها من صوته الهادر ، فقط سميحة من تعرف بما يشعر به ، من تعلم أنه لن يستطيع السيطرة على نفسه و لسانه ليخسر كل شيء إذا أستمر حديثه الغاضب ، نظر إليها بعيون زائغة لتقول هى بغضب و تدفعه لخارج المنزل قائلة " هيا أخرج و أتركنا ، هيا أنت وغد أحمق، تبا لك من ولد أنجبت ، لن تجلس معنا و لن تظل لدقيقة أخرج هيا " كانت تدفعه بقوة حتى أخرجته من المنزل و أغلقت الباب خلفه ، تنفست بقوة قائلة لصباح المضطربة " أعيدي يقين لغرفتها صباح أنها متعبة و عودي وجودك ضروري "
تحركت صباح لتقود ابنتها لغرفتها و هى تبدوا مصدومة من فعلته ، بينما قالت لعبد الغني بجدية " الآن سيد عبد الغني سنتحدث بجدية ، و أرجوك لتترك عنادك جانباً حتى نصل لحل لمشكلتنا حتى تسترد يقين كرامتها و تحصل على حقوقها من ولدي ، لذلك أرجوك الآن أريد الحديث مع الأب عبد الغني والد يقين الذي لا يهمه غير صالحها حتى لو على رقبته و ليس ذلك الرجل الغاضب من فعلتها و فعلة ولدي الأرعن و يحركه غضبه تجاه كلاهما "
قال يجيبها بحزم" حسنا سيدتي لأستمع لم تريدين قوله "
قالت سميحة بحزم" بل رحيم من سيتحدث، رجل لرجل فهو أدرى الناس بشعورك بعد ما حدث "
أشار لهم عبد الغني ليعودون لغرفة الجلوس، بعد أن جلس الجميع قال رحيم بجدية" نريد فرصة ستة أشهر سيد عبد الغني، يقين متزوجة بالفعل لذلك لو كانت ابنتي فعلت ذلك بعيدا عن غضبي منها أنا سأفكر فقط في تصحيح مسار هذه الزيجة لأحافظ على سمعتها و كرامتها بين الناس ، لا أحد يعلم أنها تزوجت صحيح، أو ربما يشك البعض، لذلك سيد عبد الغني أطلب منك فقط ستة أشهر ستكون يقين زوجة لولدي سنقيم حفل زفاف و نعلن عن زواجهم، لنعطيه فرصة كما يقول ليقوم بتعويضها عما فعله، إذا أرادت يقين أن تستمر معه فلا بأس بذلك و هذا بموافقتك بالطبع، لم تريد ذلك لك أن تطلب الطلاق و أنا أعدك أني سأجعله يفعل و ينفذ طلبك، كل ما يهم الأن هو سمعة يقين "
صمت عبد الغني و ملامحه منغلقة، كانت صباح قد جلست تستمع بهدوء و دموع الحزن تعود لتهطل، رمقها عبد الغني بقهر و عيناه تغشاها الدموع بدوره فابنته كسرت ظهره و لم يعد يقوى على حرب طواحين الهواء، يعلم أنها تحبه ذلك الوغد الحقير و لكن ما بيده حيلة هل يعود و يصمم على الرفض متخذا موقفها السلبي منه ضمانة، لا، لا يظن ، لقد فقد ثقته بها و لم يعد يظن أنها ستبالي بكلمته، ربما جاء ثانياً من خلف ظهره و شاغلها كما فعل، لم يكن يعرف أن ابنته التي رباها بكل هذا الحب قد تأتي يوما و ترد محبته بهذه الطريقة، يريد ستة أشهر، لا بأس لتتحمل نتيجة خطأها، قال عبد الغني بحزم بعد أن تمالك مشاعره " حسنا سأتحدث مع يقين في ذلك و أجيبك"
قالت سميحة بجدية " معكم وقت سيد عبد الغني فخار مضطر للسفر بعد يومين، لذلك اعتبرها فرصة للتفكير بتروي و لكن أرجوك و أنت تفكر ضع في بالك صالح يقين ابنتك يكفيها ما مرت به أرجوك، لقد تعذبت كثيرا الفترة الماضية، أشفق عليها و على حالها "
قالت صباح باكية" أرجوك عبد الغني"
نزلت دمعة قهر على وجنته فأزالها بحدة قائلا بحزم" حسنا عندما يعود سنتحدث "
نهض رحيم و سميحة ليرحلان، ليقول رحيم بخجل" أسف على كل ما تسببنا به لك من ألم و أعدك أن الأمور ستكون بخير "
بعد رحيلهم قال عبد الغني بحزم" أتركيني معها و لا تقاطعينا "
شعرت صباح بالقلق و لكنها لم تعلق منتظرة ما سيجد معهم في هذه الفوضى التي اشاعتها ابنتهم في حياتهم..
أنت تقرأ
أنا و زوجي و زوجته ( 1) علاقات متشابكة
Romanceمعادلةٌ ثلاثية الأطراف ... كلٌّ منهم عاث فيها و أضفى عليها وزرا يزيد تعقيدها.. كل طرف لبس ثوب الأنانية لاهثا خلف ذاته و لم يرمِ الطرف لضحاياه أو يلقِ لهم بالا !!! فهل لتلك المعادلة حلول ؟ أم أنها عصيةٌ على الحل !!! أم ربما كانت ذات جذورٍ عقديةٍ و حل...