الحادي و الخمسون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

11.7K 433 247
                                    

الفصل الحادي و الخمسون

كانت تقف في الخارج تنظر من خلف الزجاج لأسرة الأطفال الصغيرة الزجاجية التي يقبع بها الأطفال الذين جاءوا قبل موعدهم، بعد أن تركتهم باكية لم تعرف لأين تذهب لتجد نفسها تسأل أحدى العاملات عن مكان الأطفال الخدج لتذهب إليهم دون سبب يذكر، كانت تنظر بمشاعر لا تعرف كيف تحددها، مشاعر حب عدم تصديق ذهول و فرح فرح عارم كونها ستحظى بواحد مثل هؤلاء و بعد سنوات طويلة، كانت تتسأل أي منهم هو طفل فخار و لكن من البعيد لم تستطع أن تلاحظ أي شيء، خرجت ممرضة من الغرفة فسألتها بلهفة " آنستي رجاء، أريد أن أعرف الطفل الذي ولد اليوم أي واحد منهم"
سألتها الممرضة " ما أسم والدته"
قالت أماني بهدوء " يقين، يقين عبد الغني، هل لك أن تشيري لي عليه رجاء"
سألتها الممرضة بجدية " هل أنت قريبته"
ردت أماني باسمة " نعم بالطبع أنا أكون" تحشرج صوتها و أضافت بخفوت" أنا أكون خالته "
هزت الممرضة رأسها موافقة و عادت لتدلف للغرفة ثانياً، كانت تنظر في أيدي الأطفال لتتوقف عند أحدهم قائلة باسمة" هذا هو "
لم تستمع أماني لم قالت فأشارت لها بماذا، ابتسمت الممرضة و حملت الصبي الصغير و أتجهت به نحو الزجاج لترفعه برفق تجاه أماني في الخارج لتراه ، لمعت عيني أماني بالدموع و هزت رأسها شاكرة الفتاة، أنه جميل حقا، هل سيكون طفلها أيضاً جميل هكذا عندما يأتي، مدت راحتها تجاه الزجاج تلمسه برفق كأنها تلمس وجه الطفل ، لا تعرف لم تعجبت من مشاعرها تجاهه ظنت أنها ستكرهه كما تكره أمه و لكنها لم تفعل، كل ما أرادت فعله في هذه اللحظة هو ضمه إليها، ربما هى مشاعر الأمومة التي تحركت داخلها بعد أن علمت بوجود طفلها داخلها، هزت رأسها شاكرة و قبلت يدها لتلمس الزجاج كأنها ترسل له قبله على رأسه، أنه يشبه زوجها بشعره الأسود تتذكر ذلك ذلك الألبوم التي كانت خالتها مغرمة بمشاهدته دوما، كان لزوجها صورة و هو أكبر قليلاً من ابنه الأن، لقد كان يشبه كثيرا، مسحت دمعتها و هزت رأسها شاكرة لتعيد الممرضة الطفل لمخدعه مرة أخرى، تحركت أماني لتعود و على وجهها إبتسامة لشيء يخص زيجة زوجها ربما لأول مرة...

*******************
دلف فخار للغرفة بمشاعر مختلطة بين حزن و غضب و يأس و رفق، رق قلبه لمرأها هكذا عاجزة حتى لم تعلم بمجيء طفلها لهذه الحياة، كانت تبدوا هادئة بملامح مسترخية كأنها غافية فقط ، تقدم ليجلس جوارها على الفراش ليمسك براحتها المتصل بالغذاء، إنحنى ليستند بجبينه على جبينها قائلاً بخفوت " أنا غاضب منك يقين، أنا غاضب بشدة، هل تعلمين ما أشعر به الأن، بالطبع تعلمين، مؤكد أنك فرحة الأن فأنت تهوين تعذيبي و تعلمين أن رؤيتك هكذا ستؤلمني صحيح، لم يقين، لم، لم تهاتفيني بدلا من والدتك، لكنت أتيت على الفور، لأين أذهب منك لا أعرف كل ما يخصك يثير جنوني "
ابتعد عنها لينظر لوجهها قائلاً بألم " أسف، لقد عدت تتألمين بسببي ثانياً ، والدك محق، أنا لا أفعل شيء معك إلا إيذائك، لا أعرف لم ينتهى الأمر بإيلام من أحبهم دوما، هل ترين أني شخص سيء يقين، لم ظللت معي إذن؟ هل حقا كونك لم يعد لك عائلة بسببي لهذا ظللت معي متحملة كل ظلمي لك كما يقول والدك؟ أجيبي يا حبيبتي أرجوك فأنا حقا لم أعد أفهم شيء مما يحدث، والديك يكرهاني و خالتي غاضبة تريد حرقي حيا بينما والدي حانقان مني لحياتي المضطربة دائما، و أماني لم و لن تسامحنى لزواجي بك، و أنت ، أنت حبيبتي أخبريني بما تشعرين به تجاهى، مع أي منهم أنت، والديك أم خالتي أم مع والدي أم أماني أخبريني، هيا أنهضي و أخبريني الأن " كان يشعر باليأس حقا و يريد أن يخبره أحد و يفهمه هل هو مخطئ لهذا الحد ألا شيء صواب فعله في حياته، تنهد بيأس يعلم أنها لن تجيب بالطبع، ربما هى فرحة الأن بوضعها كونها لن ترى وجهه ، مال على شفتيها مقبلا برفق هامسا" أفيقي أرجوك يا حبيبتي من أجل طفلنا على الأقل"
دلفت الممرضة للغرفة قائلاً بهدوء " سيدي رجاء دعها لتستريح الآن"
نهض فخار باستسلام و قال متسائل برجاء " هل يمكن أن أجلس معها و لن أتحدث بشيء فقط سأجلس هنا جوارها فقط كأني لست موجودا"
ردت الممرضة بأسف " أسفة سيدي، لم يكن عليك الدخول الأن و لكن الطبيب سمح لك برؤيتها لتطمئن"
تحرك من الغرفة ملقيا عليها نظرة أخيرة ليخرج و هو يشعر أن حياته باتت حطاما، كان والديه و والدي يقين جالسين كما هم أمام الغرفة قد ذهبت خالته و ملك، لم يجد أماني في الخارج فسأل بخوف" هل ذهبت أماني مع خالتي "
سأله رحيم بتوتر ، فوالد يقين مازال غاضبا و كان يجب على هذا الأحمق أن يطمئنهم أولا على ابنتهم لا أن يسأل عن زوجته الأخرى
" كيف حال يقين فخار"
التفت إليه و قال بألم " كما هى أبي، ليس أكثر من ما قاله الطبيب"
سألته سميحة بتوتر " هل ستذهب لترى طفلك فخار "
رد فخار بنفي " لا، سنراه أنا و يقين معا عندما تفيق"
قال رحيم بتوتر " حسنا نحن سنذهب لنراه مع والدي يقين"
أجاب عبد الغني بحزم و هو يرمق فخار بغضب و استحقار " لا، نحن سنراه عندما تفيق ابنتنا أيضا "
جاءت أماني لتجد فخار يقف بجوار والديه بتصلب و عبد الغني ينظر إليه بكره قائلة بهدوء" كيف هى "
سألها بتوتر " أين ذهبت"
ابتسمت بألم و لمعت عيناها بالدموع قائلة" أردت أن أرى طفلك فخار، ألن تذهب و تراه"
هز رأسه نافيا بصمت، فسألتها سميحة بحنان" كيف هو يا حبيبة خالتك"
ابتسمت أماني برقة " بخير يا خالتي، أنه يشبه فخار و هو صغير تتذكرين تلك الصورة التي أردت أخذها منك و أنت رفضت ذلك، أنه يشبهها ، تماما كما لو كان هو و هو صغير "
ابتسمت سميحة بفرح " حقا هو كذلك، حمدا لله أنه بخير"
التفتت أماني لزوجها متسائلة " كيف هى والدته"
لمعت عيناه بحزن و أبى صوته أن يخرج من بين شفتيه، أمسكت بيده لتقول بجدية" تعال لتناول شيء يهدئك فوجهك شاحب و بعدها سنذهب لسؤال الطبيب ثانياً لنطمئن عليها بعد المعاينة القادمة حسنا "
هز رأسه موافقا فقط ليهرب من نظرات والدها القاسية...

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن