اقتباس & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

8.7K 276 35
                                    

اقتباس

كان يقطع الردهة الصغيرة ذهابا و إيابا بتوتر و هو يفكر هل رحلت ثانية، لم يجدها لدى والده في الشركة و لا يستطيع أن يهاتف والدها يعرف أنها لن تذهب إليه، لأين يذهب و يبحث عنها، ألن تكف عن حرق أعصابه و لوعة قلبه كلما فعلتها، ماذا يفعل حتى تكف عن تعريضه لهذا العذاب، ليته بقى معها أمس لم يكن يجب عليه تركها في مكان غريب وحدها، يا الله لمتى سيعاني معها، لأين يذهب لأين يشعر بالعجز، تبا لك يقين و لم تفعلينه بي، تهالك جسده على المقعد بتعب و هو يضم رأسه بين راحتيه لا يريد أن يخبر أماني فهى ستزيدها عليه بحديثها و سبها لها، سمع صوت فتح الباب فهب واقفا ليرى من القادم، دلفت يقين للمنزل ليرها بحالتها المزرية، كانت كمن كان يسير لمسافات طويلة بملابسها المشعثة و وجهها الغارق في الدموع، ما أن رأها حتى هدر بها بقسوة " اللعنة عليك أين كنت في هذا الوقت، و كيف تخرجين دون أذني، ألن تكفي عن حمقاتك التي زادت علاقتنا سوءا"
لم تجب يقين و ظلت مسمرة عيناها فقط من تظهر أنها مازالت على قيد الحياة و هى تغرق وجهها ، أقترب منها بغضب ليمسك بكتفيها يهزها بعنف لتفيق
" أين كنت أخبريني أيتها الحمقاء"
قالت يقين باكية بهيستريا" أنا أريد أن أموت فخار، أريد الموت لعله يريحني، ليتني أموت ليرتاح الجميع، أبي و أمي و أنت و زوجتك، لو بيدي لتناولت سما لأريحكم جميعا"
نظر لإنهيارها بفزع فشدها لصدره يضم جسدها المنتفض بقوة سائلاً
" ماذا هناك، أخبريني، أين ذهبت عند الصباح حبيبتي"
دفعته لتبعده بغضب قائلة" لا تقل حبيبتي، لم يعد يحبني أحد، هو لم يعد يحبني، لقد أصبحت وحيدة، لم يعد لي أحد في هذا الكون، لم أعيش ليتني مت فخار، ليت ذلك الرجل قتلني مع طفلي، ليتني مت مع طفلي لأستريح"
شدد على جسدها المرتعش بقوة و هو يسألها بغضب" أخبريني أين كنت يقين لمن ذهبت"
قالت يقين باكية" ذهبت لمن كسرت ظهره و حنيت رأسه و طعنت قلبه، لقد تركتك من أجله فخار و لكنه لم يقبلني، لم يقبلني رغم ندمي و أسفي، لقد أخبرته أني لم أعد أريدك فخار و لكنه لم يقبلني لم يقبلني، لم يقبلني"
مع كل رفض له تطعنه بدوره و لكنه لم يعلق، كانت بالفعل على وشك الإنهيار حتى ظن أنها ستفقد وعيها أي وقت بين ذراعيه، لم يهمه غير تهدئتها الأن يكفيها ما عانته منذ عرفته، ليته ابتعد عنها و لم يطاردها كما كان يفعل لكانت بخير في حضن والدها الأن قادها لغرفة النوم برفق و قال بحنان " حسنا حبيبتي، أهدئي الأن و كل شيء سيحل "
قالت بعذاب مستسلمة ليديه التي تقودها فهى لم يعد لديها طاقة لتحارب أكثر " لقد خسرته للأبد، لقد خسرته و معه حياتي ، خسرته يا لي من ابنة جاحدة قاسية القلب لأفعل به هذا، أنا لا أستحق أن أعيش، لا أستحق أن أكون ابنته "
أجلسها على الفراش و قال برفق  " سيصبح كل شيء بخير سيسامحك و ستعودين فتاته المدللة و صغيرته فقط أعطيه بعض الوقت، أنا سأتحدث معه أيضاً فقط نعطيه بعض الوقت أتفقنا "كان ينزع حجابها عن رأسها و أزال حذائها و هو يرفع قدميها عن الأرض ليمددها على الفراش مضيفا" نامي قليلاً يا روح فخار سأظل بجانبك لن أذهب لمكان "
تمتمت بلسان ثقيل" أنا أكرهك فخار  "
نظر إليها بحزن قائلا بألم" أعلم ذلك حبيبتي، و سأجعلك تحبيني من جديد "
و لكنها كانت غافية فلم تستمع لحديثه..

******★******★******★******

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن