السادس و الخمسون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

10.8K 455 79
                                    

الفصل السادس و الخمسون

جلس خلف مكتبه بهدوء بعد أن أغلق الباب خلفه و ظل ينظر إليهم بتمعن، ارتبك الولدين و كل منهم يتحرك في مكانه بتوتر قال بأمر
" قف بثبات أنت و هو"
وقف الولدين ملتصقين ببعضهما كأنهما يلتمسان الحماية من بعضهما إذا ثار والدهم عليهم، قال فخار بعد وقت ليس بالقصير
" ما المشكلة"
تحدث أدين بعصبية قائلا " أنه يقول أن المنزل ليس...."
قاطعه فخار بحدة " ألم تعلمك أمك أنه لا يجوز الحديث و أخيك الكبير موجود ليجيب عنكم عندما يوجه أحدهم سؤال إليكم "
صمت أدين بخجل و عاد الصمت من والدهم مما جعلهم يتوترون ثانياً و يعودون للتحرك ، قال فخار بهدوء" أخبرني أسامة ما الأمر"
قال أسامة بعصبية" أدين يقول أن المنزل منزل أمه و نحن ليس لنا منزل "
قال فخار ببرود" ألم تعلمك أمك أن تخفض صوتك و أنت تتحدث مع والدك "
صمت أسامة بخجل فقال فخار بجدية " أولا هذا المنزل ليس منزل أحد، هذا المنزل منزلنا جميعا، أنت أسامه و أمك تعيشان هنا إذن المنزل منزلكم، أنت أدين تعيش هنا مع أمك أيضاً إذن المنزل منزلكم و أنا أيضاً أعيش معكم صحيح إذن هذا منزلي أنا أيضاً لذلك المنزل لنا جميعا نشترك بالعيش فيه هو ليس ملك شخص بعينه هل كلامي واضح "
رد الولدين بخجل" نعم أبي "
عاد لينظر إليهم بتفحص قبل أن يعاود الحديث قائلا بقسوة" هذا أولا لفض سبب النزاع، أما النزاع نفسه، كيف تتجرأن أيها الوقحان أن ترفعا أيديكم على بعضكم البعض، أنت أيها الوقح الصغير كيف ترفع يدك على أخيك الكبير، ألم تعلمك أمك احترام أخيك الأكبر و عدم رفع صوتك و يدك عليه" موجها حديثه لأدين، قبل أن ينظر لأسامة بغضب مكملا" و أنت أيها الوقح ألم تعلمك أمك أن تحنو على أخيك الصغير و لا تنفعل غضبا عليه و تضربه أتستقوي على الصغير هل هذا ما تعلمك إياه التجبر على من هم أضعف منك "
صمت فخار ليترك الولدين يستوعبان ما تفوه به قبل أن يقول بأمر
" اختارا عقاب لكما معا"
نظر الولدين لبعضهما بتوتر فقال فخار هادرا" اختارا عقابا لكما لأني لن أمرر هذا لكما "
أخفض الولدين رأسيهما بخجل قبل أن يقولا بخفوت" أسف أبي "
قال فخار ببرود" و ماذا يفيد الأسف دون التكفير عن الخطأ"
نظر إليه الولدين بقلق فقال فخار بهدوء" عقابكما أنا سأختاره أذهبا الأن و كل منكم يرسل أمه هنا"
خرج الولدين بتوتر و كل منهم ذهب ليخبر أمه بأمر والده..
كان يجلس شاردا مفكرا أنه و بعد سنوات مازال فاشل في جمع عائلته معا و أن كلا زوجتيه مازلن يكرهن بعضهما حد أنهم لا يجتمعن على شيء و لا حتى محبتهم للأولاد ، هل هذا ما سيكون عليه الوضع يشب الأولاد على كراهية بعضهما البعض.. يجب أن يتخذ القرار بنفسه و لا ينتظر أن تستقيم حياتهم وحدها تركا كل واحدة تفعل ما برأسها ظانه أنه الصواب لقد أعطاهم الفرصة لسنوات دون تدخل حازم كون الولدين صغيرين و لكن الآن بدأ عقلهما يعمل و التساؤلات تخرج تبحث عن أجوبة و لكن يبدوا أن الأجوبة غير منصفة لأي من الأطراف فهل عليه أن ينتظر الأن ليسوء الوضع أكثر ، لا لا يظن ذلك . طرق الباب و دلفت كلتاهما ينظرن إليه بتوتر، أعتدل خلف مكتبه لينظر إليهن بجمود ، سألته أماني بضيق " ما الأمر فخار الذي تريدنا من أجله، هل ستفتعل مشكلة لأجل شيء تافه مثل الذي حدث، الأولاد دوما ما تحدث بينهم شجارات هذا ليس بالجديد"
نهض فخار من خلف المكتب ليقول ببرود " شيء تافه ، كراهية ولدي لبعضهما من وجهة نظرك شيء تافه، عندما يظن كل منهم أن المنزل ليس منزله شيء تافه، عندما يضرب الكبير الصغير و الصغير يرفع يده على الكبير شيء تافه، هل لك أن تخبريني ما هو الغير تافه من وجهة نظرك حتى وقتها أتدخل و أفتعل مشكلة كما تقولين أنت "
توترت أماني و قبضت على يدها بضيق فقالت يقين بهدوء" ليس هذا المقصود، هو فقط أنهم ولدين صغيرين و لم يستوعب عقلهما بعد العلاقة بينهم و.... "
قاطعها فخار ببرود" هما ليس ولدين صغيرين سيدتي هما أخوين هل تعلمين معني هذا عندما يتشاجران و يضربان بعضهما هذا دليل أنك و هى لم توفقا في تربية أولادي و تفهماهم أنهم أخوين موضحين وضعنا لهم ، تريدين أن أنتظر ليكبرا و عندها أوضح و أفهم عندها سيكون الأوان قد فات و سيكونون بالفعل يكرهون بعضهم و أنتهى الأمر و وقتها لا سبيل للإصلاح و التفاهم معهم من شب على شيء شاب عليه، أن يظن كل منهم أن المنزل للأخر و أمه من تخبره هذا ماذا تنتظرون غير الكراهية للأخر و النظر إليه كدخيل، من سمح لأي منكم أن تخبر ولدها أن المنزل منزلها أو منزل والده الأولى كنتما تخبرانهم أن المنزل للجميع و ليس لأحد، لا واحدة منكم تملك شيء هنا بعد الأن لا واحدة منكم تملك أي توضيح لشيء مصيري يخص أولادي، المنزل منزلي و أنا من سأديره منذ الأن هذا لكما معا.. أنا من سأقول ماذا يحدث و ماذا لا يحدث أنا لن أسمح لأي منكم أن تزرع الكراهية في قلب ولدي تجاه بعضهما هل هذا واضح.. منذ الأن كل صغيرة وكبيرة تخص الولدين ستعود لي أنت و هى لن تتصرفا من رأسيكما بعد الأن قبل الرجوع إلي مفهوم و الأن عقاب الولدين لسوء خلقهما هو البقاء معا لأسبوعين كل واحدة منكم أسبوع و سأكون متواجد خلال هذا الأسبوع لأرى كيف ستتعامل كل واحدة منكم مع الوضع و هذا العقاب لكم أيضاً يمكنكما الانصراف و الاتفاق من منكم تبدأ "
خرجت كلتاهما بدون نقاش و عقل كل منهم لم يستوعب بعد نوع هذا العقاب الذي حدده كيف تتركان ولدهما أسبوع لدي الأخرى ، ألن تراه أيضاً، فكل واحدة منهم تغلق بابها و لا تدع نفسها ترى الأخرى فكيف ستترك ولدها أسبوع و لا تراه . وقفتا أمام بعضهما ينظرن لبعض بغضب و توتر، قاطعت يقين الصمت قائلة بحدة " فلتبدئي أنت و ليكونا معك أولا "
تركتها و عادت لمنزلها و دموعها تكاد تسيل ، وجدت أسامة جالسا على الأرض يلعب بألعابه و كأن شيء لم يحدث، قالت بحدة " أنت أيها الغبي كيف تضرب أخيك الصغير ألم أخبرك أن تبتعد عن أي شجار مع أي كان"
وقف أسامة بخجل قائلا " أسف ماما و لكنه... "
قالت تقاطعه باكية بغضب" حسنا هيا لتستعد ستذهب لمنزل أخيك لتظل معه و مع زوجة أبيك "
لم يفهم أسامة ما تقول فسألها بحيرة " هل سنذهب لمنزلهم و نظل معهم دوما "
ردت غاضبة " بل أنت فقط أبيك طلب هذا "
قال أسامة بحزن" و لكني لا أريد أن أتركك أمي"
ردت يقين بغضب" هذا عقاب ضربك أخيك هيا أذهب لترى ماذا تريد أن تأخذه معك هناك "
أندفع أسامة يضمها من خصرها قائلا " و لكني لا أريد الذهاب أمي "
ردت غاضبة" هذا عقابك لم فعلت و لن تذهب لجدك أيضاً هل رأيت نتيجة خطأك"
بكى أسامة قائلا بغضب" لا لن أذهب، سأذهب لجدي أنا لا أريد أن أظل معهم "
نزعت يديه من حول جسدها بغضب قائلة بقسوة" أصمت و كفاك دلال أبيك معه حق لقد أصبحت سيء الخلق و تستحق العقاب "
ردد أسامة " أسف أمي أسف و لكن لا تدعيني أذهب "
دلف فخار للمنزل قائلا ببرود" هل أنت مسافر لأحد الدول العربية لتعمل.. هيا أذهب و أستمع لوالدتك و إلا ستعاقب أكثر و تظل هناك دوما "
تركهم أسامة ليذهب لغرفته و هو مازال يبكي خشية أن ينفذ والده الحديث و لا يعود لوالدته.. ليفعل ما أمرته به ليخرج ما سيأخذه معه.. نظرت لفخار بلوم و لكنه لم يبرر فعلته يجب أن يقسي قلبه حتى لا يتكرر الخطأ مجدداً.. تركته و ذهبت لتجلس على الأريكة فجلس بجانبها و أدار التلفاز ، مد ذراعه يحتوي كتفيها فنزعت يده من حولها نافضة إياها بغضب رفع حاجبه ببرود قائلا
" يبدوا أنك تحتاجين للتأديب مع ولدك أيضاً"
مطت شفتيها ببرود فنظر للتلفاز و ظل يدندن مع أغنية مداره به أمسكت بجهاز التحكم و أغلقت التلفاز فنظر إليها بسخرية قائلا
" هل صوتي قبيح"
ردت بحدة " نعم قبيح كقراراتك المتعسفة"
هز كتفيه بلامبالاة " ما عليك سوى تقبلها فقط أي كانت "
قالت بحدة" و لكن هذا يخص ولدي و يجب أن يكون لي رأي فيما يخصه"
نهض قائلا ببرود " لقد أعطيتك فرصة لثلاث سنوات و لم أجد نتيجة غير أن ولدي يضربان بعضهما كأولاد الشوارع و نعم التربية بالفعل كان الأولى تعليمه أن يحب أخيه "
أضاف و هو يتجه للباب " أسامة لتأتي خلفي بعد عشر دقائق "
خرج من المنزل فنهضت هى لتدخل لغرفة أسامة لتجده أخرج كل ملابسه و ألعابه استعدادا لأخذها معه، صرخت به قائلة بحنق" أيها الغبي هل تظن نفسك ستظل للأبد هناك "
عقد حاجبيه بتذمر فوالدته لا يعجبها شيء يفعله البته.. جلست على الفراش بحزن و أمسكت بيده قائلة بهدوء" حسنا أنصت إلي أريدك أن تستمع لكلام زوجة أبيك و أن تعامل أخيك الصغير جيدا حتى يعيدك والدك هنا و تستطيع أن تذهب لجدك اتفقنا إن فعلت غير هذا سيعاقبك والدك بإبعادك عني غير أن زوجة أبيك ستقول أنك سيء الخلق، هل تريدها أن تظن بك ذلك "
هز أسامة رأسه نافيا فقبلته سائلة " و الأن أيها الأحمق ماذا ستأخذ من هذا السوق"

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن