الثاني و الخمسون & أنا و زوجي و زوجته & صابرين شعبان

10.9K 405 349
                                    


الفصل الثاني و الخمسون


تقف تراقبه من خلف الزجاج و على وجهها ابتسامة عريضة متعجبة من مشاعرها تجاه الطفل، هل من الطبيعي أن تشعر بالحب تجاه الطفل بينما تكره أمه، أم تحبه كونه قطعة من حبيبها، لم تشغل عقلها كثيرا و هى تنظر إليه بلهفة و راحتها على معدتها تستشعر وجود طفلها ، تشعر بالحماس لتبلغ زوجها، متلهفة لردة فعله هل سيفرح به للغاية أم فقط سيكون فرحته عادية و قد أصبح لديه طفل ، ابتسمت لها الفتاة التي تعتني بالأطفال و خرجت من الغرفة قائلة " الأن موعد إطعامه، تريدين أن تطعيمه بنفسك "
ارتسم التوتر على وجهها و سألتها بشك " هل أستطيع"
قالت الفتاة بجدية " بالطبع يمكنك تعالي معي"
أخذتها الفتاة لغرفة و جعلتها ترتدي رداء خاص بالمشفى قائلة " هذا للأمان لعل شيء عالق بملابسك و هو مناعته ضعيفة الأن"
عادت و أماني للغرفة و قالت باسمة" أجلسي على هذا المقعد لحين أحضره"
جلست أماني و قلبها يقرع بقوة و تشعر بالاضطراب لا تعرف ماذا ستشعر عند حمله، اتجهت الفتاة لسريره و حملته و عادت لأماني لتعطيها إياه قائلة" ضعي يدك هنا و هنا و سيكون بخير لا تخافي "
هل تبدو خائفة غريب هى تشعر بالجنون لذلك و قلبها يقرع كالطبل، حملته أماني بين ذراعيها برفق و عيناها مسمرة على وجهه بذهول، عادت الفتاة بزجاجة الحليب و أعطتها لأماني قائلة " أرفعي رأسه قليلاً و أعطيه إياها و أنا بجانبك "
و فعلت كما قالت الفتاة التي جلست بجانبها تراقبها، تنظر لفمه الصغير الوردي و هو يلتهم الحليب بنهم لتدمع عيناها و هى تشعر بالراحة، نعم تشعر بالراحة لقد خشيت أن تكرهه حين تحمله و لكنها و لله الحمد لم تفعل فهى كانت ستكره نفسها إن فعلت و ستشعر بالبشاعة ، رفعت وجهها للفتاة ممتنة و هى تقول" شكرا لك لإعطائي هذه الفرصة لحمله"
قالت الفتاة باسمة بشفقة " أنا أعلم أنك زوجة أبيه و لست خالته كما قلت لي"
ضحكت أماني بخفة للموقف سائلة " هل ظننت أني أريد قتله"
قالت الفتاة بمرح " لا بل أردت أن أؤكد لك أنك ستحبينه"
قالت أماني بمرح " و ما الذي أكد لك ذلك هل تقرأين الغيب "
قالت الفتاة باسمة " لا و لكن الجميع يتحدث عنكم في المشفى، و كيف الزوجة الأولى تساند زوجها في تعب زوجته الثانية و لا تتركه رغم كونها حامل و تحتاج للراحة بدورها"
صمتت أماني مفكرة ثم سألتها بهدوء" هل هذا غريب"
ردت الفتاة بلامبالاة" لا بل هذا يدل كون قلبك طيب و إنسانة قبل كل شيء صدقيني هذا ليس نادر، يوجد مثلك كثير في الحياة "
صمتت أماني و عادت لتنظر إليه بحنان و هو يلتهم طعامه..

****

قالت برجاء و هى تمسك بيده " أرجوك أريد رؤيته فلتحضره لي "
جلس فخار بجانبها و قال بحنان" حبيبتي أخبرتك الطبيب يضعه تحت الملاحظة أصبري هما يومين و نعود للمنزل جميعا "
قالت يقين و قد بدأت دموعها في الهطول " أرجوك فخار أريد رؤيته لقد أخبرتني أني أستطيع"
تنهد باستسلام " حسناً حبيبتي سأخبر الطبيب ليرسل أحد في مساعدتنا للذهاب"
قالت يقين برجاء" لا داعي أنا أستطيع السير على قدمي لهناك أنت فقط خذني لمكانه "
قال فخار بصوت هادئ " حسنا سأحضر لك المقعد من الخارج"
خرج فخار و عاد يدفع أمامه مقعد متحرك خاص بالمشفى، كان قد أصر على والديه للعودة للمنزل مبكرا اليوم و لا داعي لمكوثهم بينما يقين أطمئنت عليها والدتها و عادت مع والدها الذي رفض الدخول ليراها، كعادته منذ ذلك اليوم، و أماني التي تصر على البقاء معه فيضطر ليعود معها للمنزل حتى لا تتعب فهى تبدوا شاحبة و كلما سألها تخبره أنها بخير ليأخذها بالأمس جبرا ليراها الطبيب و يطمئنه و لكنه اخبره أنها تشعر بالإرهاق فقط و يجب أن تستريح في المنزل، و رغم اصراره ترفض تركه و العودة للمنزل أو البقاء لدي خالته و تظل معظم وقتها لدى الصغير حتى يجبرها للعودة للمنزل معه و يعود هو قليلاً لتجعله يقين يذهب بدوره للمنزل ليغفو قليلاً حتى يعود لها في الصباح.. حملها من على الفراش و اجلسها على المقعد و دفعها للخارج، ذهب للغرفة الأطفال الخدج التي يمكث بها طفلهم، لم يجد أماني في الخارج فتوقع مكانها، لم يشعر بالقلق أو التوتر كونهم سيرون بعضهما لا يظن أن أي منهم ستفتعل مشكلة في هذا الظرف ، أوقف المقعد أمام الزجاج للغرفة قبل أن يرى أحد ليريهم الطفل و لكن ما راه و يقين جعله يشعر بالقلق من ردة فعل يقين، كانت أماني في الغرفة تحمل الصغير و تطعمه و تثرثر مع الممرضة المسؤولة غير منتبهة لوقوفهم في الخارج ، قال ليقين بتوتر " حبيبتي أنها..."
قالت يقين باكية بلهفة " أنه جميل جدا فخار أنظر ليديه الصغيرة، له شعر كثيف و ناعم أريد أن أراه عن قرب "
تنهد فخار براحة و قال" تريدين الدخول و رؤيته، هل أخبر الفتاة لتفتح باب الغرفة إلينا"
قالت نافية " لا أنظر لزوجتك ترتدي ملابس المشفى لحمايته، لا أريد أن أؤذيه بحمله فمؤكد ملابسي ليست نظيفة بعد هذا الوقت حبيسة الفراش "
قال فخار باسما" حسنا يا حبيبتي، كما تريدين "
طرق فخار على الزجاج برفق فانتبهت أماني و الممرضة لوقوفهم نظر إليها بحب و أشار لها لتقترب بالصغير، نهضت أماني و هى تحمله بين ذراعيها برفق و حرص و اقتربت من النافذة الزجاجية لترفع ذراعيها بالصغير لتراه يقين التي كانت تنظر إليه باكية بحب لقد أصبح لديها طفل صغير جميل أيضاً، كانت الفتاة تراقب ما يحدث باهتمام متعجبة من هاتين الزوجتين، لا الأولى ثارت و غضبت و نفرت من الصغير و لا الثانية ثارت و غضبت من حملها له قبل أن تحمله هى، مدت يقين راحتها تجاه الزجاج تلمسه رفعت نظرها لتنظر لأماني ممتنة و رفعت يدها تمسك بيد فخار على كتفها قائلة و عيناها على الصغير " لقد اطمئنيت عليه أعدني للغرفة الأن"

أنا و زوجي و زوجته ( 1)  علاقات متشابكة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن