تحت الرماد

بداية مظلمة

سمعت بعضهم يتحدث عن وجود عالم خارجي ، لا اعلم ان كان كل ذلك صحيحا ....
لكن لو كان كذلك فهو عالم مذهل بحق.....

كنت اجري .... اجري في ذاك الممر الحالك دون وجهة لكنه و اللعنة ما يزال خلفي يلاحقني .... شعرت برحمة نزلت على كاهلي من السماء فور رؤيتي للنور في آخر ذلك الممر و اخذت اجاهد لاسرع اليه انه المخرج .....
يا الهي!! لا يمكنني الوصول باي طريقة و كانه يبتعد اكثر و اكثر! .....صرخت بحنقة !
شيء بارد على كتفي ... انه هو من يطاردني تبا
" سيحين دورك.....قريبا " لقد قال عبارته لتشق طريقها نحو اسماعي و تبقى ترن في راسي تلك العبارة الى ان فتحت عيناي......

و حتى بعد ان فعلت مازالت تتكرر على اسماعي ، لكن كل ما ابصرته عندما فتحت عيناي سقف تلك الحجرة اللعينة .....
لقد كان كابوسا و كما في كل مرة نفس الحلم يتكرر كل ليلة لقد مللت من هذا حقا ....
قمت بتململ من مكاني اجر قدماي نحو اي مكان عدى ذاك السرير ، حيث تقبع الكوابيس ، حسنا انا اعتقد انه حل الصباح على الارجح ، على كل ذهبت اصارع ما تبقى علي من آثار النوم لاغسل وجهي فمهما كان الوقت حاليا لا نية لان اعود للنوم ، بعدما فعلت القيت نظرة على الوقت لقد كانت ساعة قديمة حصلت عليها من احدهم ، انها الخامسة صباحا لم يبقى القليل ، حسنا اتجهت لاجد لنفسي شيئا اسكت به جوعي .....

الى ذاك الحين لا باس بان تعرفوا المزيد .... حسنا انا ادعى ادوارد ، على الارجح مثلما اسمعهم ينادونني اعيش وحيدا دوما تتساءلون لماذا ؟
ببساطة لانه لا احد يعيش في هذا المكان اللعين ، لا اعلم اين اعيش بالتحديد فقط انا لا اكترث لهذا ابدا ، اقرب وصف لهذا المكان حجرات تتفرع هنا و هناك و ممرات مظلمة و غير الظلمة لن اجد لي انيسا ....
و ربما تتساءلون لما لم اجن هنا لانه هكذا هي الحياة و هذا العالم الذي ينحصر فيه علمي اقصى شيء اعرفه عن الحياة اننا نولد لنموت !
و لا اعلم متى ساموت انا .....

حسنا غير هذا لا اعرف شيء و لم احاول ان افعل و لا اعتقد انه ستكون لدي رغبة لافعل ايضا ....
في الواقع لم اكن وحيدا طيلة تلك السنوات ، فقد كان هناك اشخاص غيري هنا لقد كنا نعيش معا ، لعله كان الجزء الوحيد المشرق في حياتي هو وجودهم اما رحيلهم الواحد تلو الآخر كانت لعنة تحل بي ، و تزيد معها كرهي لهذه الحياة
لقد كانو لي كالاسرة .....اسرة !!
ماهذا المصطلح انا نفسي لا اعلم بالتحديد لقد اخبروني اننا اسرة ...... لكنهم رحلوا
لكن اعتقد انه اكثر مكان سعيد للانسان

تتساءلون من هم ؟
ساخبركم ....

انهم مثلي تماما وجدوا هنا منذ اول ايامهم و كبروا في هذه الظلمات غير انها وقتها لم تكن ظلمات بفضل وجودهم معي ......

آخرهم غادر قبل اشهر عديدة لابقى هنا وحيدا و مع رحيله رحلت رغبتي في المواصلة .... اين رحل... مثل سابقيه الى.. العالم الخارجي !
لا املك ادنى فكرة عن ذاك المكان ، ولا آبه ايضا فبعد ان قضيت تلك السنين هنا ما عدت اكترث لشيء .