مساء هادئ تماما ...
كالبخار الذي يتسابق من فوهة كوب القهوة الى اللامكان !كنت جالسا اناظر كتابا ....
احدق به فقط !فقد غادرت ايميلي الى عملها منذ ساعة ...
و آنا ذهبت لتوديعها بمرافقة الطفلة ساندي !اما انا فبقيت بالبيت لانه علي ان ارتاح فانا مصاب و ... و... و الكثير مما قالته قبل رحيلها !
فحين راتني آنا هي الاخرى انصدمت .... لسبب لا افهمه دموعها انسكبت لمحجريها ... مابال هؤلاء الفتيات ؟؟
انه مجرد شرخ في الرأس .. لن اموت!بدت كما لو انها لم تصدقني !
اتساءل ماذا سيحل بها لو رات شقيقها مارك ؟! مفتعل المشاكل ذو الدرجة الاولى !!ارتشف من ذلك الكوب لسعات تؤذي لساني ...
لكنها تعجبني بطريقة ما !مرارتها ... طعمها .. حرارتها التي تسبب حروقا !
كلها تعجبني !
بينما اقلب تلك الصفحة التي انتهيت من التحديق بها !
و الى الآن ...
قلت التحديق فقط !لم اكن اركز بما ورد فيه .... و لو بحرف واحد !
فقط اقلب و اقلب ...
الى ان انتهى الكتاب !تنهدت بعمق !
الوقت الآن هو الخامسة اتساءل لما لم يعد مارك حتى الآن !........
خطوات تضرب الارض !
... كنت شاردا للغاية الى ان ايقظني هذا الصوت !!
ربما بسبب شرودي لم اسمع كيف استطاع ان يفتح الباب و يدخل !
بالتاكيد اقصد كتلة الغباء ذاك .... لا بد من انه هو ..
حتى ان خطواته حذرة .... بطيئة !
اضحك بداخلي على تصرفه الطفولي
لابد انه يخشى من ان تكون والدته بالبيت او حتى آنا و ترى كيف حل بوجهه !!استقمت من حيث كنت مستلقي ...
على حافة السرير !!يداي بجيوبي و اللامبالاة عنواني !
اتجه الى خارج الغرفة لارى هذا المتسلل !انه يتسلل كاللصوص !!
غير انه ليس ماهرا بذلك البتة !اقدامه تقوده اقرب بينما انا جبت المسافة ما بين السرير و الباب ...
و اخيرا !! اطلت من الباب بوجه متهكم ..كنت ساقول شيئا لكن طار كل شيء !!
كل الحروف ....
الكلمات !العبارات ..
و حتى الانفاس !!تبعثرت هنا و هناك مع ذرات الجو !!
و انا ارى الشعر الاسود و قد انعكست عليه شمس المساء !
فالعيون الفيروزية الفاقعة ...و اخيرا الثغر الباسم ...
و اخيرا انا ادرك ان هذا ليس مارك اطلاقا !
أنت تقرأ
تحت الرماد
Mystery / Thrillerلما دوما تدفن الحقيقة ..... و كانها ماتت و لم يبقى في هذه الحياة إلا الزيف !! و كأن الحياة مسرح ... و نحن .... نصفق للكاذبين على متنها !! هكذا هي الدنيا بنظر ذلك الفتى ... ذلك الذي ازهر تحت الرماد !