لقاء اول !
لسبب ما شعرت انها جديرة بالثقة على عكس مارك ، لذلك لم اجد مانعا من تناول ذلك الشيء ، انه حقا غريب ..... بل كل شيء غريب منذ فتحت عيناي اليوم ، المكان على عكس تلك الظلمة التي عشت بها انه حقا يلفت الانظار و فور ما ادركت اخيرا ما حدث الليلة الماضية انتفضت من مكاني الى حيث كان يتسلل ضوء ساطع !
اشحت تلك الستائر لالمح ما خلف ذلك الزجاج الشفاف ، اجل اخيرا انه العالم خرجت اليه اخيرا شعرت برغبة جامحة و فتحت الزجاج كذلك و شعرت و كان العالم هذا كان في انتظاري !...
كم ان ذلك النور الذي استقبلني اليوم فور ما فتحت عيني بدلا من سقف غرفتي تلك كان يبعث الاطمئنان و التفاؤل ايضا حقا ، على كل كنت هائما بافكاري نحو هذه الغرفة التي اراها غريبة الى حد بعيد جدا قبل ان انتبه ان تلك الآنا تحدق بالنظر الى وجهي مباشرة مابالها هكذا هل كل الفتيات مثلها ..... اللعنةبعد ان شعرت بان كل الدماء قد تجمعت بوجهي ، سالتها بتلعثم
" هل ..من خطب ما على .. وجهي !"
كنت اشعر و كان الكلمات تتبعثر من لساني ، غير ان عبارتي ايقظتها من شرودها لتقول
" عيناك ..... انهما فيروزيتان !"
قالتها ببلاهة شديدة اي مخلوق تورطت معه !
هل اعد كلماتها حجة لتحديقها بي بتلك الطريقة !؟
لكنها اردفت
" لون عيناك مختلف عن ما كان عليه بالامس "
قالتها و كانت تعلوها دهشة طفيفة
بجدية ربما علي مجاراتها بهذه البلاهة !-_-'
" لما هل تتغير عيون الناس هنا "
ابتسمت و اراهن على انها تحاول كتم ضحكتها و هي تسترسل كلامها
" ليس هذا ما قصدته لكن لون عيناك مميز لم تكونا تبدوان بهذا البريق من قبل ...... انهما جريئتان "
كنت ساحاول ان انطق بشيء ما قبل اسمع صوتا كان واضحا بسبب الهدوء الذي عم بيننا فجاة ، و اللعنة انه صوت معدتي تذكرت لحظتها اني لم اتناول شيئا منذ صباح الامس !
لكن و كما هو متوقع من تلك الآنا هاهي تكاد تلفظ انفاسها من بين ضحكاتها ، و لا اعلم لما تغزو وجهي الحرارة كلما رايت منها تصرفا غريبا ،
" من الواضح انك جائع ....." قالتها ثم لتنفخ وجنتيها و هي تقول " ذلك الاحمق لم يطعمك شيئا منذ الصباح "
عندئذ قمت من مكاني و انا حقا ابتسم
" هل انت كذلك ترينه احمق "
قهقهت بخفة لتستطرد
" عليك ان تتناول شيئا ما اتبعني للمطبخ فمارك يعد الطعام "
قالتها و هي تسير خارج الغرفة فما كان مني الا ان اسير على اثرها ، المكان هنا بطريقة ما لطيف جدا ، بعد بضع خطوات في دهليز قصير دخلت الى مكان ما لابد من انه المطبخ ، كان هناك مطبخ حيث كنت اعيش لكن لا اعلم فيما يستعمل بالضبط ، لكن حين دخلت رايت ان هذا مختلف تماما انه مكان جميل و حافل بالالوان ، بينما كان مارك يقف هناك ،
" اهلا بك ...قالها مارك بسخرية و قبل ان انطق اردف
" ماذا يبدوا ان قرص الدواء لم يقتلك ...... خسارة ! "
قالها بتهكم شديد بينما لزمت الصمت و اتجهت حيث اشارت لي آنا نحو احد الكراسي المحيطة بتلك الطاولة التي تقع في منتصف ذلك المطبخ ...... جلست هناك و اخذت اراقب مارك الذي كان يقوم بشي ما ، بينما اتجهت تلك الآنا الى غرض ما فتحته ، انه ثلاجة انها اكبر بكثير من التي كانت عندي ، اخرجت من هناك علبة لتتجه ناحيتي و قد اخذت كاسا من مكان ما لتملأه بالحليب و تضعه ناحيتي
" اشربه ريثما ينتهي مارك من اعداد الطعام ، هذا الكسول بسببه سيتاخر غدائنا "
نظر اليها بطرف عين
" اها من الكسول هنا يا حضرتك "
" كنت امزح فقط ما بك هكذا ؟"
كنت حينئذ ارتشف من كوب الحليب الذي كان باردا و منعشا حقا ، بينما اراقب بصمت هذا الحوار الحاد بينهما
" اذا يا ادوارد ما رايك يا صديقي هل اعجبك بيتنا المتواضع " قالها مارك بعدما استدار ناحيتنا و هو يلوح بملعقة في يده و يقول
" ساجعلك اليوم تتذوق طعاما لن تنسى طعمه طوال حياتك " بقيت احدق فيه و انا استنكر ما يقول انه يتفاخر علي
" آنا قرأت في احدى الكتب ان الطبخ تجيده النساء اكثر كيف لهذا الاحمق ان يجيده ؟!"
قلتها و قد اشرت بسبابتي نحوه و قد رسم على وجهه نظرة تنم عن انزعاجه الطفيف ، لكنها قالت و هي ترص اطباقا على تلك الطاولة
" في ايامنا هذه الامر ليس حكرا على الفتيات فحسب بل هناك شباب يتقنونه ايضا "
كانت تقول هذا و هي تلوح بشوكة في يدها كانت على وشك وضعها قرب احدى الاطباق
" اها فهمت !
كنت مازلت معجبا بالمكان نسبيا ، اخذت احدق بكل ركن منه انه نوعا ما يبعث على الحيوية ربما لانه مكان للعمل يجب ان يكون كذلك
" و اخيرا لقد انتهيت " قال هذه العبارة مارك بعد ان حمل القدر من على الموقد باستعمال قفازات !
" جيد انك انتهيت اعتقدت اني ساموت جوعا بسببك"
قلت هذا العبارة و ما اقصده فقط هو اغضاب مارك رغم اني جائع حقا ! لكني افضل ان امضي الوقت في ازعاجه لا تعلمون كم ان لذلك ذوقا خاصا!
" لو انك يا فهيم لم تاخرني بسبب اعتقادك ان حبة المسكن سم لما امضيت وقتا في اقناعك "
" انت غبي كالعادة لا احد طلب منك الاعتناء بي "
بشبه الصراخ قلتها ليرد بذات النبرة
" من قال اني اعتني بك لاني اريد ذلك ..... انا فقط مجبر ايها المغفل "
" و من اجبرك بهذا ..... ثم من المغفل هنا "
" اسمعني ان لم تصمت اعدك اني ساكسر ذراعك الثانية "
" هه اتجرأ تقدم وحسب !"
" تبا لك ما الذي دفعني لاعطف على متشرد مثلك !"
" من طلب منك ان تعطف عل.........
" اصمتا حالا !"
كانت تلك الفتاة قد صرخت بتلك العبارة لتبتر عبارتي التي كنت اقولها بصوت مرتفع جدا ، عند إذ عدت لاجلس في مكاني الذي كنت قد وقفت منه بسبب حدة الشجار مع مارك
ابتسمت نصف ابتسامة اكاد اقسم انها تجعل مارك يموت غيضا
" شفعت لك فتاة يا عزيزي !"
" اخرس....
عندها كانت هذه القطرة التي افاضت كاس آنا لتظهر امامنا و الشرر يتطاير من عيناها ، انها مرعبة بهذا المنظر !
" ان لم تصمتا فانا من سارمي بكما خارجا "
قالتها بصوت مرعب شعرت و كاني كنت مخدوعا بصوتها العذب ذاك ! °~°
عند تلك اللحظة فقط عاد مارك الى مكانه و انا اكاد اجزم ان الرعب قد مبلغه بمثل ما بلغني ..... هه مسكين يخاف من اخته !
.
.
.
بعد الهدوء الذي عم فجأة كنت اتحاشى النظر بوجه مارك تجنبا لاي شجار آخر و قد كنت احدق بتلك النافذة الصغير التي يتسلل منها ذلك الضوء الدافئ اتساءل ماذا سارى بعد في هذا العالم !
" تفضل !"
قالتها لتلفت انتباهي نحوها و قد عاد صوتها عذبا !
عندما نظرت الى ذلك الذي قدمته كان طبق يحوي شيئا ما بقيت احدق بها ثم بذاك الشي الذي وضعته امامي
" ما بالك ؟"
قالها مارك الذي كان بالفعل ياكل من طبقه
" انها باستا بالصلصة " قالتها بابتسامة محفزة ، لم اتناول مثل هذا الشيء في حياتي حدقت بها قليلا ، ثم اخذت منه لقمة ، كنت مترددا قبل ان ادخله فمي في النهاية لاباس من ان اجرب طبخ ذلك الاحمق الذي لا يبدوا كالطعام اصلا
" كيف هو ؟ "
سالتني آنا بتطلع بينما اومأت ايجابا لها و انا اتجنب ان امدح طبخ عدوي اللدود الذي كان بحق طيبا !
.
.
.
.
انتهينا من تناول الطعام معا ، اقر بانه كان لا باس به ..... حسنا لقد كان لذيذا
" اذا ادوارد يجب ان تجهز نفسك "
و قبل ان ينهي كلامه سالته باستغراب
" و لما ؟! "
" سآخذك الى مشفى لا تنسى ان ذراعك مصابة ، لابد من وضع جبيرة لها حتى تشفى سريعا "
حسنا اقر اني ربما لم افهم نصف ما قاله لكن لابد اننا سنذهب لمكان ما !
" حسنا "
قلت هذا و قد اشار الي لاتبعه ، فعلت ذلك بينما تركنا آنا خلفنا و قد قالت انها ستنظف بالمطبخ و تلحق بنا .
اتجهنا معا الى تلك الغرفة التي كنت قد امضيت ليلتي فيها
" حسنا لنبحث لك عن ثياب تناسبك "
قالها مارك و هو يعبث بتلك الخزانة بينما انا اتجهت الى تلك النافذة و ابعدت الستارة لارى ما خلفها انه عالم مختلف تماما .
" رائع هذه ستكون جيدة عليك !"
قالها و قد اخرج من هناك ثيابا و اخذ يحدق بي من راسي حتى قدمي
" اجل ستناسبك بالطبع !"
قالها بمكر لافقه ما تعنيه تلك النظرة ، هذا الشيطان يخطط لشيء ما ،
عموما اخذت الثياب من يده و دفعته خارج الغرفة
" ماذا اتنوي البقاء هنا " قلتها ليرد
" و من قال انك استحوذت على غرفتي يا هذا "
تجاهلته و اغلقت الباب خلفه ، ثم سرت الى حيث وضع تلك الثياب فوق السرير ، كنت انهمكت في ارتدائها و خاصة القميص ذاك بحكم ذراعي المكسورة ، كلما احسست بالمها اتذكر الامس ، الشيء الاروع هو اني لن التقي بذاك المعلم مرة ثانية
كان هذا ما شغل بالي الى ان انهيت ارتداء تلك الثياب التي احسست و كانها اكثر من واسعة علي !
" اخرج بسرعة .......
بترت عبارة مارك بفتحي للباب و ما ان فعلت حتى لحظت ضحكته التي يحاول كتمها !
هل يسخر مني ، لابد من انه يفعل فانا اعتقد ان هذه الثياب ليست مناسبة علي البتة !
" ماهذا الاجرام يا عديم الضمير " كانت آنا و قد وقفت خلف مارك تحدق بي لتسترسل كلامها " هل تنوي اخراجه هكذا ؟!"
" ليس هذا ماقصدته لكني فقط اردت جعله كالاحمق كانتقام على سخريته مني اليوم "
قالها بين ضحكاته بينما الآن بركان غضبي قد تفجر و كدت انهال عليه بالشتائم قبل ان تقترب آنا و هي تمسك بذراعي و قد كانت تمسك المصابة قبل ان تستدرك ذلك و تمسك بالاخرى و هي تجرني خلفها داخل الغرفة بالضبط الى قرب الخزانة التي احضر منها مارك هذه الثياب ، ثواني معدودة امضتها و هي تعبث في تلك الخزانة تحت انظار مارك ، كان ذلك قبل ان تخرج بقميص ما
" هيي هل تنوين تقديمه له انه الافضل عندي " هتف بها مارك
" اصمت انه ضيق عليك و سيناسبه "
" ثم من سمح لك بلمس اشيائي هكذا !"
" اصمت يا وجه الحصان ...... انت اسأت الى ادوارد و استطيع اعتبار هذا عقابا عادلا لك "
تنهد بضجر شديد و هو يجلس بتلك الاريكة و يقول
" تشه متشرد !"
بقيت انظر اليه و انا نوعا ما اشفق على وجه الحصان هذا كما سمته آنا ، انه حقا يليق به
" تفضل هذا !"
بترت هذه العبارة افكاري الساخرة التي كنت اوجهها نحو مارك بنظرة ساخرة و ماكرة لحد كبير !
كانت قد دفعت نحوي بذلك القميص و ثياب اخرى لتبتسم بسعادة
" سوف ترتدي هذا اعتقد انها ستناسبك "
بعد هذا خرجت من الغرفة و هي تجر مارك مجبرا
أنت تقرأ
تحت الرماد
Mystery / Thrillerلما دوما تدفن الحقيقة ..... و كانها ماتت و لم يبقى في هذه الحياة إلا الزيف !! و كأن الحياة مسرح ... و نحن .... نصفق للكاذبين على متنها !! هكذا هي الدنيا بنظر ذلك الفتى ... ذلك الذي ازهر تحت الرماد !