عينان فيروزيتان
مرا بعض الدقائق قبل آخر مرة نطقت بها تلك الآنا مشيرة الى انه سنغادر حين اشعر بتحسن
في الواقع انا كذلك حقا لكني متردد و لا اعلم كيف سيكون اول لقاء لي مع ذاك العالم ، لست متاكدا تماما من هذا الشعور اهو حنين للمكان الذي نشات فيه منذ ايامي الاولى .....مستحيل !
احسست للحظات اني جننت لتفكيري بمثل هذا الشيء الذي لن يكون الا ضربا من الجنون ، لحظات ايضا استمرت يسيطر عليها الهدوء القاتل قبل ان يدخل مارك و في يديه حقيبة ... انها حقيبتي التي لم احملها مسبقا !
الى ذلك الحين كنت لم افكر بعد بان اتحرك من جلستي بعد ان تذكرت لعنة الالم التي حلت بذراعي اثر ذلك الكسر الذي احدثه ذلك اللعين ، غير اني رفضت ان ابدوا بمنظر الضعيف خاصة امام مارك الذي لم يسبق له رؤيتي كذلك و اثر ذلك حاولت الاستقام من وضع الجلوس الذي كان مزعجا بالنسبة لي و مع اول محاولة لي احسست بالالم عاد الى جسدي فاغمضت عيني بشدة متجاهلا هذا غير اني احسست بيدين حانيتين !اجل لقد كانتا يداها اللتان اعادتني لةضع الاستلقاء و هي تقول بتأنيب
" ليس عليك ان ترهق نفسك الآن انك متعب ....
فتحت عيني و وجهت ناظري الى ملامحها مما جعلها تبعد ذلك الوجه العبوس نسبيا وهي تردف
" ثم انك لا تزال محموما و يجب الحذر من اي مضاعفات قد تحصل لك اثر تلك الحقنة الغريبة "
اثر هذا لقد بدت لي حقا مهتمة بشاني رغم انه اول لقاء لنا في هذا اليوم الحافل ، اشحت بوجهي لاقول
" لا تقلقي بشان هذا فجسدي معتاد على هذه الحقنة "
نظرت اليها بجانب طرف لألاحظ الدهشة التي ارتسمت على وجهها
" كيف هذا ..!!
" بالطبع فانا احصل على هذه الحقنة بشكل دوري من ذلك اللعين ، رغما عني طبعا !
" لكن لما ؟!" باستنكار و اهتمام سألت
" لا تساليني عن السبب لاني اجهله ، و لا اعلم ماذا تكون تلك بالضبط ما اعلمه انها لعنة تحل علي و فقط !!"
علقت ناظريها علي لحظة قبل ان تنتبه لانها اطالت النظر بوجهي مما اربكني و شعرت بحرارة اكتست وجهي ، و اخير ابعدت عسليتاها عن وجهي !غير بعيد عنا كان يمكث مارك يراقب بصمت مكتفا ذراعيه و هو يتكأ على الحائط و كنا قد نسينا وجوده تماما قبل ان يتعمد اصدار ضجة بسعاله الذي بات من الواضح انه متعمد
" انت هنا يا احمق !
قلتها بعد ان انتبهت له ليرد
" اجل هل يزعجك هذا سيد ادوارد "
و بعد هذه المحادثة المقتضبة صمتنا نراقب تلك التي اخذت تمرر ناظريها بيني و بين اخي باستنكار
" ماهذا الاسلوب ؟ " سالت بذات النبرة لتردف
" هل تخاطبان بعضكما هكذا عادة !؟"
كان سؤالها تانيبا اكثر من كونه سؤال ليترك مارك وضعيته تلك و هو يقترب منا
" لا تقلقي فما افضل فعله تجاهل الاغبياء لا غير "
و قبل ان تنطق بحرف هتفت بلا مبالاة
" اخرس ..!"
و ما لبثت ان التفتت الي
" ماهذا الجو المشحون بينكما هل انتما واثقان انكما صديقان " قالت هذا و نظرة الشك احتلت ملامحها ليصير مارك قرب السرير و ليمد يده الي و هو يبعثر شعري مسترسلا كلامه بابتسامته التي ساقلل من شانها ان قلت انها جميلة
" لا تقلقي هذا الغبي كاخ صغير مشاكس "
اشحت بوجهي عنه و انا اتمتم
" هذا الاحمق الى متى سيستمر بازعاجي "
و ما كدت افعل حتى بترت جملتي حين سمعت ضحكت اطلقتها ، اتصدقون ذلك نوعا ما فاجأني ليس لكون ضحكتها مختلفة و رقيقة بل لاني لم اسمع احدا يضحك هكذا امامي منذ غادر آخر اصدقائي
" انت حقا لطيف .....
قالت هذا بين تلك القهقهات التي كانت تطلقها ، هه منذ متى و انا لطيف ! -_-'
" حسنا الاهم الى متى سنبقى في هذا المكان انه يشعرني بالاختناق .
هذه العبارة جعلت قلبي ينتفض بشدة حالما تذكرت انني على وشك مغادرة هذا المكان ، هذا المكان الذي امضيت فيه طيلة حياتي المظلمة ....
أنت تقرأ
تحت الرماد
Mystère / Thrillerلما دوما تدفن الحقيقة ..... و كانها ماتت و لم يبقى في هذه الحياة إلا الزيف !! و كأن الحياة مسرح ... و نحن .... نصفق للكاذبين على متنها !! هكذا هي الدنيا بنظر ذلك الفتى ... ذلك الذي ازهر تحت الرماد !