ما بينهما

23 0 0
                                    

تخيلني أجلس على مقعد شبه مريح بأحد المقاهي على طاولة ذات أربعة مقاعد على يساري بشر و يميني زجاج مطل عليك يا بحر ، كيف حالك ؟ أترى ذاك الضوء الأبيض ؟ ماذا لو كنت أنا داخل فيلم موسيقي و الأضواء كلها تنهال كالمطر على كاهلي ؟ فأنا تلك البطلة المفزوعة تركض من الأضواء إلي الشارع باكية بسبب إدراك شيئا ما قد يغير حياتها ، أو كذلك تظن هي ، يمكنني أن ألحق ذلك الشاب الذي أوقعني بحبه لكن تركته لخوف ما بداخلي و ندمت أو أنني قررت الرحيل على متن آخر طائرة اليوم لوجهة ستغير مجرى حياتي ، أو أن كل هذا ليس مهما إذا لم تسلط الأضواء على منذ البدايه و اليوم أنا فقط ذلك الكهل الذي سطرت التجاعيد تفاصيل عمره في القهوة المجاورة و رأى تلك الفتاة تركض في الشارع ضاحكا على سنوات عمره التي أمضاها في مضمار السباق . أنا الخوف الذي بينهما ، أنا فرص ضائعة و لحظات فاتت لن تعود ، بين رجل بقى له عامان و فتاة ماتت في السبعين أنا ستون هرب منها أول عشرون أتعلم كيف أحبو فيما تبقى لي من عمر مع من أرجو أن يبقوا رفقاء الدرب فذاك الكهل شارك الضحكة و تلك الفتاة جلست بجوار الزجاج على طاولة تحدث البحر في مقهى على زاوية مخيلتها .

رسائل لم تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن