لا أعلم ما الذي أفضى بي إلي تلك الغرفة المظلمه ، لا أرى لها جدران أو معالم بل من الأرجح أن عيناي هما المغلقتان فلا أرى الأنوار فقط ظلام .. العتمة في قلوب الناس .
أشعر بالأختناق لمروري في شوارع عهدت خطواتي لأزدحامها مهما خلت فأراني و أحبائي في العهد السابق يتخبطون ببعضهم من كثرة الذكريات .
التعايش مع البشر ، أصعب التمارين الصباحية التي وجب علي القيام بها يوميا و تأخذ من الطاقة التي أضيء بها عقلي المنطفىء كثيرا فأسير بعد عدة " صباح الخير " لأفراد عائلتي بلا قدرة على مواصلة اليوم .
كذب من قال أن للبشر ، المغفرة و الرحمه وجهان لعملة واحده بل تلك الصفتان على وجه أخص لا يخصان سوى الرحمن لكن من قال أن قلبه يعرفهما في محبته للناس كذاب فمن جاء مذنبا لمحب مترجي المغفرة ، يغفر المحبوب لمن ركع لكن لا يرحمه فيجلده كل مرة أخطأ بها لاحقا و إن لم يخطىء أذله و هناك من يقتل قلبك قتلا رحيما كالحيوانات فما لقلبك إلا أن يغفر له فهو لم يرى سوى الرحمه و أنت لم تعرف سوى الحب. لا أعرف ما علاقة عتمتي بكل هذا السواد في قلوب البشر لكن وجب وجود ربط على الأرجح فأنا أحتضنتني الأرض في عده حوادث لا أعرف أيا منهما أدى لغشاء عيناي .
صديقي ، لقد غابت شمسي و لا أعرف متى ستشرق على جبيني المقتضب مرة أخرى ، يمكن الغد أو بعد أشهر من الظلام كالقطب الشمالي و تشرق الفترة طويلة ، أخاف أن تكون آخر مرة و أن يغلق باب توبتي عن أختياراتي الخاطئة فأعذب عمر بما فعلته بنفسي ثم يعود السؤال الذي لم أعهد غيره ، لماذا أنا و ماذا أحدثت حتى أعاقب كسجينه لعقلي الجلاد ؟...