الغرق

66 1 0
                                    

أرسل إلي جنوده ، بدأ يحاربني في أحلامي، ذاك العالم الذي صنعته كمنزل آمن بحوائط من أسفنج و طمأنينه. أقنع جنوده عقلي الباطن كمحتل متلون أنهم بإمكانهم إعادة أحداث الماضي و أنتصر على غزاة الراحة لكن في أحلامي . الزمن يا بحر ، سيطر على كل عوالمي فإن كانت نفسي مجرة صار لي ثقب أسود إبتلع العالم الأصغر و تبقى عقلي، العالم الأكبر. لم أحك لك هذا من قبل لكن أنا أخاف الموت غرقا، نعم غرقا يا بحر ، أخاف أن تبتلعني من خوفك علي أو تنساني يوما مكبلة بحبك على بساط أعماقك فأموت غارقة بك. لا يعرف هذا سوى صديقك الزمن ، صور لي أن بإمكاني الطفو ، أنني أستطيع السباحة فجاءت موجة عاتية منك يا عزيزي رطمتني بقاعك بعد أن رأيت أنعكاسي بها ، كلها خوف. تيبست أذرعي كأني لم أعرف السباحة قط، رأيت قاربي الخشبي الذي أعتدت أن امتطي أمواجك به قطع مفتته تغرق بجانبي ، لكن كيف للخشب الغرق ؟!
لم تعد أشعة الشمس تتخلخل في مياهك و أعماقك جليد يتصدع إن لمسته كأنك تذوب. ينتهي ذاك الكابوس المتكرر بآخر أنفاس تخرج من فمي لاستيقظ في حالة من الهلع و البكاء و ها أنا جئتك اليوم ..
هل ستأذيني ؟ أعلم أن الإجابة لا لكن إنشطار نواة عقلي كل ليله جعلني ألملم فتاة روحي من العالمين. لأول مرة لا أخاف الغرق يا بحر، قتلوني لا مرة بل مرات و أنا كالقطة بسبعة أرواح أذوق الموت و لا أستسيغه. إغرقني فمن الممكن أن أخلق من جلدي خياشيم ..

رسائل لم تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن