أنيسي العزيز ،
قد انتابني التعب و جئتك كي استريح . قبل حديثي دعني استطرد إلي موضوع آخر ، لم أنيسي؟ لم تعد يا عزيزي بحر و لا صديق فالبحر لا يلق بك بعد اليوم فصفوك ، ذاك الذي أخفيته عن الجميع ، لم يمر يوما على بحر ، الشبه جائز في بعض الأشياء لكن لن أصف عصفك بموج البحر بالغمه عابرة حتى لا يمس قلبك السوء. صديقي ؟ إذا كان الصديق مرتبه عاليه في القرب فالأنيس أقرب. إذا أنيسي العزيز، سكنت روحي بجانبك بعد الهيام في وجوه لا تليق بها و كفت اطرافي عن الأرتعاد بعد خوف من مستقبل لم يكن له ملامح و مازال لكنه مطمئن . عرفتك صديق فنصحتني و رأيتك بحر فناجيتك ، ناجيتك كثيرا لكن البحر لا يرى زوارة و حين غرقت بك أصبح بيننا مناجاة لها طرفين فأصبحت الأنيس المستحوذ على وقتي في الكلام أو عدمه و كم أعشق عدمه !
احببت السكوت لأنك به لتشاركني يومي فقط بأنفاسك فالصعب ينقسم على إثنين و تغمرنا تفاصيل اليوم الممل بلا ملل .
لا يزال حديثي عنك لك طويلا لكن العمر وقت كاف لكي أقص عليك كم أحب وجودك أما الموضوع الأول سأتركه ليوم ممل آخر .