الرسالة الثانية

113 1 1
                                    

صديقي العزيز،
هذه رسالتي الثانيه على التوالي في نفس الأسبوع ، أردت فقط أن أطمئن أني لازلت موجودة و أن يمكن لأحد سماعي فمن الظاهر أن أحدهم ألقى علي عباءة التخفي و لا أجد طرفها حتى أنزعها من فوقي..
عشرات ممن أعرفهم ينظرون تجاهي و لا يروني حتى و إن ناديت ، ينظرون إلي وجهي مباشرة و لا يروا دموعي التي صارت مثبتة على وجهي . يمكن لمن أراد أن يسمع صوتي و يلقي بمشاكله و أحزانه على كاهلي كأني ولدت ساحرة فأخفيها أو عازفة تصنع من صوت الأنين ألحان و ما أنا واحدة منهما ، بالنسبة إليهم ، حياتي مثالية فلا أستحق أن أرى وسطهم أو أرى من الأساس ..
سمعته ، همس في أذني هذا الصباح ثم صرخ بصوت عالي حتى صفرت أذناي و ما عدت اسمع شيئا لدقائق عدة بعدها ، أصابني بالفزع و بدأت آخذ أنفاسي بصعوبة لا أعرف أين أنا و كيف لم يسمعه أحد غيري في غرفة يعمها الناس و السكون في آن واحد .. إنه الإكتئاب يا عزيزي ، ما وصفته لك في رسالتي الفائته و ما أراه هذه الأيام هي أفعاله فتتلاعب بي أصابعه الخفيه و البشر حولي هم جنوده البواسل و أنا أرض لم تعرف الحرب من قبل ..
تمنى لي السلام..

رسائل لم تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن