صانع الذكريات

176 7 3
                                    

حبيبي،
أدركت منذ وقت قريب أن أجمل الأشياء هي الأشياء الماديه في طبعها و لكن لا تحضر بذهنك إلا على أسس معنويه مثل القلب ، فالقلب ما هو إلا عضو نشط في جسم الإنسان لكن ليس من وجهة نظرنا نحن كبشر، فالقلب هو مصدر المشاعر في قواعدنا المترسخه ، هو من ينبض سريعا لمشاعر مرتبكه أو حتى يتداعى ألما عند حزن شديد مثل فقدان من نحب و لكن رسالتي لك اليوم ليست عن القلب بل عن طيات عقولنا ؛ حافظة الذكريات . هل يعقل أن يكون العقل شيء معنوي ؟ في الأغلب لا و لكن من منظوري الخاص نعم يعقل فكل ما يعنيني في تلك المنظومة المعقده هي سيمفونية الحواس في تكوين ذكرى تبقى معك إلي الأبد ، أعلم أنك لم تعتد أن يكون كلامي بهذا التعقيد لكن هذا ما يجعل الموضوع أكثر جمالا و لأبين لك الصورة أكثر سأستخدمك كمثال ففي النهاية أنت سبب هذا الشعور من البدايه . تخيل معي أنك رأيت من تحب أمامك و سار في جسدك قشعريره خفيفة من سعادتك و ينقلب الهواء من حولكما بعطره الذي لطالما شممته فهو ذكرى لا تمحى خاصة عند اشتياقك له ، صوته الذي يعيد كل شيء إلي مكانه الصحيح ؛إلي بيت صغير دافيء و أخيرا اللمسه الرقيقة في السلام فهي تجعلك تبتسم مهما كنت عابسا ، فتخيل إذ جمعت كل هذا بروابط بين الحواس المختلفه لصنع ذكرى دائمة تلجأ لها في يوم طويل ، شعور رائع أعلم . الأفضل هو عندما تعمل ذكرياتك و حواسك لصالح من تحب فتخدعك ،وأنت ميقن تماما بذلك، و تريك صورته في أشخاص عابره أو تخلط رائحته بالهواء الذي يخلو منه فتحبه في غيابه أكثر فهو صانع الذكريات و اليوم أنت صانعها .

رسائل لم تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن