رسالة طال أنتظارها

117 3 0
                                    

صديقي العزيز ،
أعلم أن رسائلي قد طال أنتظارها ، تلك التي لم تتغير أخباري بها منذ عدة سنوات و لكن لا تنكر أني قد أبعث بنفسك بعض السعاده لمجرد إحساسك الداخلي بأهتمام شخص ما حتى و لو كان وهمي مثلي ..
قد تكون أخباري تبعثرت قليلا في الآونه الأخيرة لذلك حاولت ترتيبها لتقرأها . صرت أتنفس بصعوبة.. يومي لا يتكرر بل هو يوم واحد مستمر حتى في نومي ؛ فما لم أكمله هنا أكمله في العالم الموازي، لم أنم منذ شهر بالرغم من إغلاقي لعيناي في سريري معظم الوقت ..
بدأت تلك الغمامة السوداء المرافقه لرأسي أن تسيطر على ملامحي فإنتابني نوع من السواد المكحل تحت عيناي ، فوق جفوني حتى شفتاي أصبحا مائلتي للسواد و خلاء الروح . لم أوضب أغراضي و لا حتى سريري خلال الأسابيع الفائتة ، أشعر بزياده في الوزن رغم إحساسي بأن ملابسي صارت تستر شيئا فارغا ضئيلا ، كثوب جميل تراه معلق هائما بالشوارع لا ترى من يرتديه فهو مجرد ظل ، من سواده لا ترى ملامح أحد.  منذ يومين و أنا يدور برأسي سؤال ؛ أأنا مغلوبة على أمري كما أشعر أم سولت لي نفسي بذلك و ما أنا سوى شخص قادر غالب لكل الناس فكرهوه و صار وحيدا معتقدا أنه مغلوب .
أعتقدت أني قد رتبت كلامي حتى تستوعب ما أخفيه لكني لم أزده إلا تعقيدا ..
أرفقت مع هذه الرسالة بعض الصور لي في الشهر الأخير ، أردت أن أريك مراتي الأخيرة في التبسم الزائف ، لم أعد أشعر بسعاده و لن أخفي هذا الشعور مرة أخرى لإسعاد ضحكات زائفة أخرى..

رسائل لم تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن