صديقي العزيز ،
فن إحتساء القهوة لطالما كان فنك و لم يكن يوما من هواياتي ، فأنا لا أحتاج إلي شيء يزيد من أرقي أثناء الليل . .
بالرغم من هذا تمنيت أن أحبها كما أنت تحبها أو أحب أي شيء بذلك الشغف الرهيب فأنا لم أغرم بشيء من قبل و ليس لدي عادة يومية .
المشهد كالآتي لا أظنك رأيته من قبل ، دوما ما يعجبك نوع محدد من القهوة ليست بالحلوة و لا كالتي تأتي في أكواب كبيرة ؛ فقط التي تفي بالغرض في حواسك و نشاط خلايا عقلك ..
بعد أن جهزت حواسك لرحلة قصيرة تفتح عيناك لترى فنجانك ثم تغلقها تمام الغلق و ترتشف قطرات قليلة ، تلك القطرات الكافية لتذوقها بشفاهك مع تحريكهما لتتأكد من وجود كل تلك النكهات التي تحبها و إن أعجبتك ، تسودك لحظه من السكون دليل على أنها ستكون رحلة ممتعه وسط زحام يوم عصيب أو كلمات تتبعثر هنا و هناك ..
حين تنتهى تلمع عيناك معلنة أن يوجد في المخزون بعض الطاقة الكافية لتصل بها إلي فنجان القهوة الجديد ..
كنت أبتسم حين أرى سأمك من هؤلاء الذين تدعوهم بعديمي الذوق فهم يهينون القهوة من وجهة نظرك حين يكثرون من السكر أو يرتكبون ما هو أبشع ؛ وضع الشوكولاتة!! كانت تعابيرك مضحكة .
أحببت القهوة رغم عدم شغفي لها فتعلقك بها كان كافيا..