عزيزي البحر ،
عدت اليوم إليك كي أشكو لك من ظلم ذاك الزمن مرة أخرى، صديقك الذي دائما يرجو رحيلي لكن لم يأمر الله بذلك بعد .
لم يكن يوما منصفا لأبناء جنسي من البشر فيتغير أبعاده عند كل فصيلة من المخلوقات ، فلم تشيب السلاحف بعد المائه و نحن نشيخ من زحام الحياة في الثلاثين . يأخذ مننا حيواناتنا الأليفة و نحن بعمر السنابل و يكسر قلوبنا للمرة الأولى. هل كائناتك يا بحر بعمرنا أم أطول كي يستكشفوا مياهك المهجوره لكني أريد لف العالم أيضا ، إن كان بمقدرتي لفعلت لكن يلزمني الوقت كي أجمع المال فعالمنا ليس بمنصف كذاتك .
لم اكن أنتبه حقيقي لذلك المنظور حتى حكت لي جدتي عن تلك الشجرة التى زرعتها لها أمها في الصغر لكي تعلمها المسئوليه فتعتني بها ، نفس الشجرة التي لعبت بجوارها مع ابن خالتها حتى شبوا سويا و علقوا عليها زينة العرس و صرت أنا اليوم اعتني بها . كم من أفراح شهدت تلك الشجرة و كم فارقت من أشخاص في عمرها . في زمنها تسقى كثيرا لفترة قصيره و تترك لعمر فتذبل ثم تحييها رحمة ربها . أين انصافك أيها الزمن ؟ لم جعلت عمري بعمر النباتات وسط البشر ..
شاهد متفرج ينشر البسمه في الفرح ، ظل يبكوا تحته في الأحزان ، قلب يتعلق بكلام عذب لا يدوم سوى سنة في عمري ليس كمن شابوا من البشر سويا . رحمة بي يا بحر ، ترجى صديقك أن يجعلني كباقيهم فأفنى و يطول عمري في الجنان أو يبلوا أحدهم مثلي لتتشابك أغصاننا حتى تنسى قلوبنا الخضار و نصبح حطب ..