لما ترمقني بتلك النظرات كأنك لم تكن شريكي ؟ لا تريد أن تحدثني و أنا قد استوحشتك .. لا أستطع الإشاحة بنظري عنك يا بحر أمواجك تضمني بقوة لكن ترمي بي إلي الشاطيء. أعلم أن غيابي لم يكن بالقصير و لا دفعك لي كان بالهين . لم أكن أقدر السفر فيك حتى أرى أضواء الليل طلبت مني الاستكشاف و أنت تعلم الإجابة لسؤالك فلم العبث ؟ لم السباحة ليلا لشيء قد يكون سفنا و ليس بنجوم حطت فوق موجك من الجنه ، لطالما لمعت و أحببتك بها كحلى حين يعود القمر كالعرجون.
فقت توقعاتي حين قذفتني بعيدا و أنا قصر نفسي، لم أعد أسبح مسافات طويله فالمسافة تعني زمن و أنا و الزمن أعداء. قد يخلق لي يوما مقمرا فقط فتسحبني أمواجك للشاطيء أو يضوي للشمس نور بالمساء يعادي مصابيح الأمل فأضل الطريق ..
لم أتركك و عيناي صنعت في الجفون بحرا . أعطني قارب نجاة و سأذهب أو حتى تيار لا يعاديني لكن ماذا و إن وصلت ؟ فإذا كانت سفن فأنا لا أجيد القيادة، فقط الغرق بك و إن كانت نجوم سأحزن أنك لم تصنع منها أكليلا لي و تزينت بها وحدك ..
لن أذهب اليوم يا بحر و سأكتفي بعيناي اللواتي مهما حاولوا النظر بعيدا دمت أمامهما .