صديقي العزيز ،
لا أصدق أننا قد إلتقينا أخيرا بعد يأس ألم بي أنك مجرد وهم من نسج مخيلتي لن تنفخ فيه الروح .. احتضنتك كالعائد من سفر طويل كاد يلحق بطوله الموت و لكن لم أشعر بغربه بل بحنين لمنزل غبت عنه طويلا و عدت إليه فوجدته دافئ كما تركته ..
ثنايا كفيك لم تكتف بلمسي بل تغلغلت هي الأخري مع ثنايا يداي فصارا جزءا واحدا لا أريد فصله أبدا، أما عيناك فهما كما تخيلتهما .. جميلتين بلمسة حانيه تفضح كل ما في قلبك و إن سرحت فيهما قليلا لسبحت إلي أعماق روحك كنافذه مطله على كل ما هو جميل ..
ما زلت لا أصدق أنني بكيت لك مرارا في يوم من الأيام على أشباه بشر بلا قلب و أنت كنت دوما مصغي ، و لا لم أتخيل يوما أنه سيكون أنت من وقع عليه الاختيار فإذا صار كل شيء صائبا فيك لابد أنني الخطأ و لا أستحق ..
صديقي ، و أسمح لي بمناداتك صديقي فهكذا أعتدت، لم أعد أسق ما مات من الورد على أمل إحيائه و لا أشكو حالي فالله سبحانه وتعالى أدخر لي حظا وافرا و أظن أني أناله الآن ..
سأشتاق إلي حديثي معك في رسائلي المكتوبه فأدراج مكتبي قد أمتلأت و اليوم سأحملها إليك مسروده ..