صديقي البحر،
للمرة الأولى أفهم شعورك أو أن لك مشاعر كباقي المخلوقات فتعابيرك كلها متشابهة ، يهيأ لنا ردود، تلك التي انتظرناها و لم تأتي، منك و أنت لا حول لك و لا قوة فدموعك و كيانك واحد ممتزجان كادا أن يصبحا نفس التعريف الكيميائي أما أنا يا بحر ، أنا أحزن لما يفرحني و أبكي لما يضحكني كشخص بريء النفس ؟ لا بل أخلق لنفسي الأعذار ...
أفضى الناس على شرفاتي في ساعات الفجر توديعا للحزن مع يوم جديد أما أنا فشمسي تغرب في بلد الآخر بلا أيمان أن ترى بالأعين مجددا .. تتموج حواسي لا أسمع البشر حين خطابي، لا أشعر بلمسته حين يستشعر يداي و لا أرى ذاك الذي قدم إلي مبتسما لفجر أنسناه سويا فقط ذاك المسكين في الجوار يسترسل العبرات و يخبئهم لسلام أحدهم ، مثلك يا بحر أول يوم رأيتني ..
أأخبرهم ؟ عقلي يصنع قوقعة من فولاذ و أنا خائفة عليه من دخولها ،
افكاري غرقت من دموعي المحبوسه خلف الزجاج الأسود ذاك مانع الرؤية من الجانبين ..
أنا نائمه على رمل قاعك بلا فقاقيع و لا أريد رؤية السماء، تحت الماء لا يصل أصوات و لا تؤلمك الصدمات فوقعها أخف حين تتحرك تجاهك بالبطيء .. أأخبرهم يا بحر ؟