عزيزي البحر ،
قد جاء هذا الوقت من العام، يخرج فيه الناس من جلودهم كي يصبحوا أناس جدد ظنا منهم أن أخطاء الماضي لن تلاحقهم ..
أخفوهم في الأزقة المظلمه حيث أسكن لتحاوطني أشباح الماضي من جديد . سكنت أشباه البشر منزلي ، جلسوا معي على مائدة الطعام لا لتناوله ، بل لمشاهدتي و إخافتي فطالما كانت لدي فوبيا الأشباح..
أمام عيني تعرض وجوههم ذكريات كل جماد يقطن منزلي كي أبتعد عنه ، كل ما أحببت أرتداءه يوما ذكروني بكسرة قلب حدثت و أنا أرتديه. أتعايش معهم حتى صارت وجنتاي يعلوهما اللون الأسود ، لون جلودهم ، أخاف الأعتياد و لا أريد روحي أن تألفهم ، تألف الماضي.
لدوما شغلنتي كلمات الأغاني و دوما كانت تعلق نفسها في مشنقة بحكم أحد الأطياف أما الآن ، لا تموت الكلمات فالأطياف يتعاركون لمن تنسب إليه ليموت اللحن في أذني لكن لحن الأنين مازال يعزف و تشرف روحي على تعليق نفسها.
يخرج الناس من جلودهم و تسطع الشمس و بيتي ، ذاك المنزل المتهالك من ألواح الزجاج صار عاكس للأشعة ، لا يراني أحد بالرغم من شفافية الزجاج !
للعام الجديد ، أحضرت لي الأطياف هدية فمالكوها تركوهم للأبد و هم الآن وجدوا صاحب جديد ، كانت الهدية أساور من ذهب ، لكل منهم أسورة و لي مثلهم لتربطنا ببعض لكن أنا؟ أنا لا أحب الذهب ، ربما سأحبه في العام المقبل أو أحببته العام الماضي لكن هذه المرة؟ لا..