عزيزي البحر،
لطالما كنت سر من أسرار هذا الكوكب، غريب، بك الحياة و إن شئت أبتلعت من أمتطى أمواجك. أغرقتني يا بحر بلا موت، كدت أصل إلي أعماقك فأخذتني إلى السطح فتذكرت أن بالسطح مراكب فأعدتني إلي الداخل و ألتف بدائرة لا أموت فيها ولا أشبع فضولي في رؤية القاع قبل الموت.
هكذا أنت يا بحر شكلت العالم في كرة مستديره ولا تسقط عند الحواف رغم الميل الشاهق ،ثابت. لا أعرف إذا كنت ضليع بالفلك لكن القمر يدور لأجلك فتتحرك أمواجك و تملأك بالحياة لكن أنت؟ ثابت.
كل تلك الدوائر تبعث الحيرة فكل ما تحرك على الأرض دار الدوائر و إن ظن أنه أعتدل فلم تتصنع الحيرة ؟ أم أنت مقيد فيسير لك الكون دوائرك ؟ لكن لا ، أنت تعرف و ترى ، أنت ما تتوارى به الأسرار في زجاجة ألقت برسالة للمستقبل. إن كنت بشر لرأيت عينيك تطرف و أنفك يدغدغك في كل حركة دائريه صنعتها ، تمنيت الحيرة و حياة عادية فتصنعت ما لا يلق بسرك .
الحياة غريبه ، تصنع الحيرة لمن يفتقدها . ففي دوائرك خط مستقيم و في الخطوط أسرار الكون.