بيت المرايا

78 1 0
                                    

عزيزي البحر ،
كيف الحال ؟ أعلم أنك لم تعتد مني هذا السؤال لكن الآن و قد تسنى لي الوقت سأطمئن عليك أولا. أتذكر صديقك الزمن ، ذاك الذي لم يثني علي بالهدنه ، قد أمتلك العالم. صار فزاعة في كل الأراضي حتى البور التي لم يزرها أحد من قبل . ها هو و قد تجزأ إلي فتات تسكن زنازين البشر فتضيق أكثر فأكثر . بيت المرايا لم يكن يشد إنتباهي في الملاهي ففوبيا الأماكن المغلقة كانت تتملكني فتخيل إن حبست بين شخصك و نفسك و أنت، تعكس المرايا ماض في خلفك ، حركات قمت بها من ثوان فائته،  أما  أنت فتتجه تجاه نفسك و عيناك لم تسقط قط عن عينين شخصك و هي بها حيرة و فزع فلا تعرف إن سرت ستمضي قدما أم ستصطدم فيك أنت . صارت مرايا غرفتي فزاعة الأراضي ، لطالما أحببت التزين أمام مرآتي الأولي تحت ساعة الحائط و تلك هي الثانية معلقة بدولابي حيث أتأكد أن شكلي مازال مناسبا و الأخيرة جاءتني هدية بأنوار تومض كمرايا الأفلام . إن نظرت إلي الساعة التي تحتاج إلي  البطاريات منذ سنة ، رأيت شخصي العام الماضي الذي أسقطني إلي الهاوية بسذاجته بدلا من أن يحرك عقارب الساعة . إن أشعلت  الأنوار تأملت نفسي و قد لمعت عيناها و لا تراني خلفها . أما الدولاب ، لم أعد أراني ، أأسير تجاهه يمكن أن يكون باب المتاهة أو الغرفة تغير أم لم يعد هناك أنا؟

رسائل لم تصل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن