غامض يا صديقي كالبحر لا لون محدد لك فإذا بشرفات غرفتي تطل عليك فأراك تتلون لكن لست كما الحرباء لتندمج بل لتعادي السماء فإذا انت في الصباح الباكر ترتدي قميصك الفيروزي لتخالف الشروق و يحمر لونك في الظهيره أما بالمساء ، بالمساء تميل للسواد كالليل فلطالما عشقته لسكوته ..
أري فيه صورتك على مقعد في أتوبيس بجانب الزجاج و تنعكس عليك ألوان خلفية مدينه مكتظه لكنك لا تبالي فأنت لا تسمع سوى ذاك اللحن الذي طالما احببته فتعيده مرارا و تكرارا ، عيناك سارحتان في السحاب و يسقط على وجهك ألوان يترأسها ثلاثه ؛ الذهبي المتغلغل بين خصل شعرك و عيناك العسليه فيزيدها لمعانا و شردا ، الأحمر لوجنتيك المجهدتين و فمك الذي يخفي الكلام المعسول عن العالم و الأزرق الذي مال للسواد ، يحتوي قميصك كأنه يحميك و يعيدك إليه ..
وسط كل هذا لا تراني يا صديقي ، لا ترى عيناي اللتان تثبتتا على لوحه فنيه جمعها عقل يعشق هذا الغموض و الشرود فيشرد هو الآخر و يسرح في ألحان لم يسمع كلماتها من قبل فهو لا يسمع سوى انفاسك و كلمات من روايات مختلفه لكن بطلها واحد ، لدوما كان غامضا و تعشقه تلك الفتاه في الزاويه الآخرى من الغرفه و لا يراها أحد أما أنت رمقتها ببعض النظرات ..
تكلم ، فضولي قاتل لسماع صوتك هل رخيم كعيناك أم ثقيل و غليظ كقلبك الذي تجره وراءك ، يمكن أن يكون رفيعا و دافئا كأول خيط نور في الفجر أو مختلف كشخصك
أستوحشك كثيرا فلا تنساني في الزاويه و تهرب لغموضك ..
صديقة عمرك ..