جه ميعاد الخطوبة، ولم تحضر سما ورفض فادي أن يخليها تروح، وكل لما يسأل حد عليها تضايق بثينة وتقول إن بنتها شهد تعبت، خلصت الخطوبة وروحوا:
محسن: ما شاء الله، امير انسان كويس أوي، وأهله محترمين كمان.
بثينة: الحمد لله ربنا طمني على فريدة، كفاية واحدة، منه لله، خلى فرحتنا ناقصة، ازاي متحضرش خطوبة أختها.
محسن: يا ريت تيجي على كدة وبس، سما هتفضل طول حياتها تعبانة.
بثينة: كنا بنقول أن أمه السبب وهي اللي مقوياه، لكن اهي ماتت ربنا يرحمها وهو بقى أوحش.
محسن: تربيته غلط، الله يرحمها كانت دايما تقول إن هو بس اللي صح والدنيا كلها غلط، ده غير أنها كانت بتعمله كل حاجة وأبوه عمره ما اشترك في تربيته، وبنتك لوحدها هتشيل كل ده.
سمعوا الباب بيخبط، فتحت بثينة لقت سما وشايلة بنتها ومعاها شنطة صغيرة، وخرج محسن وفريدة على صوتهم:
بثينة: تعالي يا حبيبتي ، ازاي جاية لوحدك في وقت زي ده.
سما(ببكاء): بهدلني يا ماما، كل ده عشان بقوله اروح أبارك حتى لأختي، ضربني وشتمني، ويقولي خلي أمك تشبع بجوازتها اللي طبعاً على مزاجها.
فريدة: يا ساتر انا مش عارفة ايه البني أدم ده، بيكرهنا ليه كدة.
محسن: هو مش بيكرهنا إحنا يا بنتي، هو بيكره نفسه وشايف ان مفيش حد أحسن منه في الدنيا، لكن لما بيشوف أننا أحسن بيتحرق نفسياً.
فريدة: معاك حق يا بابا، ده أكيد مريض نفسي.
بثينة: ده مفيش مخلوق في الشغل بيحبه، ربنا يهديه.
محسن: ادخلي يا بنتي، استريحي جوا.
فريدة: تعالي يا ست شوشو انتي وأمك القمر دي، ده الليلة عيد عندنا.
دخلت سما وقعدت على سريرها بحزن، وكانت قدامها فريدة بتلعب مع شهد:
فريدة: أهي شوشو نامت يا ستي، حاولي تنامي انتي كمان.
سما: ومنين هيجي النوم بس.
فريدة: متشغليش بالك بس يا حبيبتي، أن شاءالله كله هيتحل.
سما: المشاكل اكبر من كدة يا فريدة، ده مش عايز يتحمل أي مسئولية، كل فلوسي واخدها وبصرفها ع البيت، ولنا أقوله شوف وظيفة تانية، يقولي هي ظروفي كدة، وعجبك على كدة عجبك، مش عجبك روحي في ستين داهية.
فريدة: انا مش عايزة أخرب عليكي يا سما، بس الصراحة انا لو مكانك كنت اتطلقت، انتي لسة صغيرة وممكن ربنا يرزقك باللي أحسن منه.
سما: ومين هياخد واحدة زيي معاها عيال، انا حامل تاني.
فريدة: مش عارفة أقولك ايه، سبيها ع الله دلوقتي وبعدين نشوف ايه اللى جي.
