في بيت صغير، رجعت مديحة من الشغل وقعدت على كرسي جمب الباب بتعب، خرجت بنتها فرحة من المطبخ وهي في ايديها كوباية شاي ولما شافت مامتها تعبانة كدة جريت عليها:
فرحة: مالك يا ماما يا حبيبتي، أنتي تعبانة ولا إيه.
مديحة: لأ يا بنتي، انا كويسة متخافيش.
فرحة: انتي شكلك تعبان يا ماما، تحبي نروح للدكتور، ولا أطلبلك فريدة او مازن يجوا على طول.
مديحة: والله انا كويسة، انا بس حسيت بشوية صداع وانا شغالة، قفلت ومشيت وقولت أجي أستريح في البيت أحسن، بلاش تقلقي إخواتك.
فرحة: انا ياما قولتلك انا وفريدة بلاش وقفة الشارع دي ، صحتك خلاص تعبت وأنتي مش حمل تعب طول النهار اللي بتعمليه في نفسك ده يا أمي.
مديحة: مش مهم تعبى، الأهم أني أفرح بنجاحك انتي واختك، وانفذ وصية المرحوم أبوكي الله يرحمه.
فرحة: كفاية اللي انتي عملتيه عشانا كل السنين اللي فاتت دى، وبعدين ما هو مازن أهو اشتغل وفتح بيت ، المفروض يساعدنا شوية، واهو معاش بابا موجود وأنتي تستريحي.
مديحة: ما انتي عارفة ان مراته يا بنتي مش سهلة، خليه بعيد من غير مشاكل، المهم قوليلي أنتي عاملة إيه في مذاكرتك.
فرحة: زي الفل والله، دعواتك بقى يا ست الكل.
مديحة: يا رب يا حبيبتي أشوفك دكتورة اد الدنيا.
فرحة(وهي تتجه لتفتح الباب): ان شاء الله يا حبيبتي، شكل فريدة جت من الكلية أهي.
دخلت فريدة، وحطت حاجتها على الترابيزة:
فريدة: سلام عليكم.
فرحة ومديحة: وعليكم السلام يا حبيبتي.
فريدة: غريبة جيتي بدري النهاردة يا ماما.
فرحة(بتسرع): أصلها تعبت شوية وهي في الشغل.
فريدة(بقلق): ألف سلامة عليكي يا حبيبتي، تعالي نروح المستشفى.
مديحة(وهي تنظر بلوم لفرحة): لا يا حبيبتي مش مستاهلة، أختك بس هي اللي بتحب اكبر المواضيع.
فريدة: يا ماما وقفتك في الشارع طول النهار دي مش كويسة، وأنتي مش في حمل التعب ده كله، وبعدين يا ستي لو عشان الفلوس انا ممكن اخد شفت في المحل الصبح وأنتي ترتاحي خالص.
مديحة: يالهوي، أنتي عايزة تشتغلي الصبح كمان، طب وكليتك، مش كفاية شغلك بالليل.
فريدة: ما هو انا دخلت كلية تجارة عشان كدة يا ماما، يعني عادي مش لازم احضر كل المحاضرات، واهو شغلي كفاية.
مديحة(بإجهاد): لأ، كفاية عليكي كدة، انا يا بنتي بحس اني قصرت معاكي من يوم ما رفضتي تدخلي كلية كويسة بالرغم من مجموعك الكبير عشان تساعديني وعشان متزوديش المصاريف علية، وضيعتي مستقبلك
