في قرية من قرى مصر، وفي بيت بسيط مكون من دورين، كانت بنت جميلة بعيونها الزرقاء وخصلاتها البني الطويلة ماسكة رواية وقاعدة بتقراها بهدوء وهي بتلعب في شعرها، واتفتح باب أوضتها بقوة:
نادرة بخضة: حرام عليكي يا بنتي، حد يدخل زي القطر كدة.
جليلة: انا اللي داخلة زي القطر ولا انتي اللي مشغولة بالكلام العبيط اللي بتقريه ده.
نادرة: والله انتي اللي عبيطة ومعندكيش قلب، بقى الحب والرومانسية دي كلام عبيط.
جليلة: طول ما هو مكتوب ومش على أرض الواقع يبقى عبيط.
نادرة بشرود: انا معنديش أمل اني اطول الواقع، يبقى خليني بين السطور اللي في الروايات أحسن.
جليلة بفرحة: انا بقى عندي حتة خبر ليكي، هيخليكي ترمي الروايات دي كلها في الأرض.
نادرة: خبر ايه ده.
جليلة: تخيلي مين هيجي عندنا النهاردة.
نادرة: هيكون مين يعني.
جليلة: انا متأكدة انك لو عرفتي مش هتعرفي تقعدي زي ما انتي قاعدة كدة.
نادرة: ليه يعني حسين فهمي جي عندنا.
جليلة وهي بتمثل أنها خارجة من الأوضة: طيب شكله مش همك، عموما اللي جي سليمان الهواري.
نادرة وهي بتجري وراها وتشدها لجوا الأوضة وتقفل الباب: أنتي بتقولي إيه وعرفتي الموضوع ده إزاي.
جليلة ببرود: شوفتي، مش قولتلك انك مش هتستحملي، خليكي بقى على نار.
نادرة: وحياتي عندك يا لولو قوليلي، مش انا برده أختك حبيبتك.
جليلة: دلوقتي بقيت لولو وحبيبتي، ماشي عشان انا قلبي طيب بس، وانا طالعة سمعت ابوكي وهو بيقول لأمك اجهز البيت عشان في ضيوف جايين بليل ولما أمك سألته مين، قالها الهواري وأبنه.
نادرة بتسرع: ومعرفتيش جايين ليه.
جليلة: بصي هو ابوكي زعقلي وقاللي اجري على فوق، بس مش محتاجة مفهومية يعني ، هيكون جي ليه هو وابنه اكيد عشانك أنتي يا قمر.
نادرة بنبرة حزينة: تفتكري يا جليلة، انا حاسة انه عمره ما حس بية أبدا ولا حتى عيونه شيفاني، من و احنا صغيرين كنا نلعب مع بعض ولما بعد كنت بشوفه بيكبر قدامي وحبه بيكبر جوايا، لكن هو عمره ما افتكر البت الصغيرة اللي كانت دايما معاه.
جليلة: بلاش النكد اللي انتي فيه ده وحياة ابوكي، وبعدين مش يمكن هو كمان كان بيفكر بيه بس الظروف اللي حصلت في بيت الهواري مش سهلة ويمكن هي اللي بعدته عنك، وعموما أهو جايلك برجليه أهو.
نادرة بأمل: تفتكري.
جليلة: ان شاء الله، تعالي ننزل نساعد أمك ونشوف بليل إيه اللي هيحصل.